فرق كبير بين تركيا والإسلام .

 


ادعو هنا للتمييز بين انتقال الخلافة الإسلامية الى بني عثمان بعد انهيار الدولة العباسية، وبين الفعل السياسي لهذه الدولة مع العنصر العربي الذي كان القرآن قد نزل بلسانه، ليس هذا فقط بل كان قد خاطبهم اي للعرب على انهم ( خير أمة اخرجت للناس ).

ولن ادخل هنا في نقاش حول ماقال الله ايضا لغير المسلمين وصولا لاعتقاد ( اليهود ) انهم ( شعب الله المختار )، ليس هذا شأني، وليس لي ان أترافع به، لعدم معرفتي الدقيقة، ففي صحيح ثقافتنا قول نبينا العربي محمد عليه افضل الصلاة والسلام ( من قال لا أعرف فقد أفتى ).

لأصل الى هدفي من قول في هذا المقال وهو :
ان العثماني استخدم الاسلام بالاضافة الى انه عقيدة منزلة ومقدسة، الا انه ارتكز عليه وركن له في بناء امبراطورية ضخمة وعلى سادت على مساحات شاسعة من العالم مدار مايزيد على ٤٠٠ عام، وخاضت حروب شرسة ومرعبة كان العنصر العربي من اهم مقومات انتصاراتها.

لقد اعتمدت الامبراطورية العثمانية على العنصر العربي مسلماً كان او مسيحياً فيما سمّته فتوحات لها في اوربة الشرقية، بينما الوقائع تؤكد انها مضت خلف مصالحها كما امبراطوريات اخرى ( كالفارسية ) و ( الرومانية ).

لا ينفي الا مكابر ان الدولة العثمانية استثمرت بالمكوّن العربي بانية جزء كبير من أمجادها موطدة دعائم إنتصاراتها من خلال اعتمادها عليه، وربما ناهبة لخيرات البلاد العربية، آخذة الكوادر العلمية والمهنية العربية لتعمل ضمن جغرافيا الدولة التركية الحالية وفي هذا ابعاد عنصرية، مما كان له أبلغ الأثر في الوصول بالدول العربية الى الحضيد، وكان هذا بالتوازي طرداً مع وصول الامبراطورية للمكان التاريخي الذي سميت فيه ( الرجل المريض ) .

كل هذا مهد لدخول المستعمر الغربي ليحل مكان العثماني في كل البلاد العربية، وليستمر بمسلسل السلب والنهب والتخلف ليس هذا فقط ففي ظل الامبراطورية العثمانية بقي الوطن العربي اقله نظريا بقي واحداً، لكنه في ظل الاستعمار الغربي كان قد تجزأ وتفتت وتقسم تبعا لتعدد الدول المستعمرة من فرنسي وبريطاني وايطالي وهكذا.

 لأخلص لنتيجة وهي :
ان ما هم عليه العرب في معظمه من تخلف يعود بأساسه للفترة العثمانية سيما في أواخرها

اما التبعثر والتشتت والمحافظة على التخلف فهو نتيجة دور الاستعمار الغربي الذي اضافة لسلبه ونهبه كان له ان أعد قوى مجتمعية وسياسية وربما ركائز عسكرية ضمنت له مع خروجه ولا أظنه كان قسرياً من الوطن العربي، ضمنت له استمرار تدفق المصالح، وماحدث ويحدث من تدخل غربي في الملفات العربية منذ الاستقلال المفترض يؤكد ما ذهبت اليه اعلاه .