الانتقالي ومهمة إعادة الأمل لشعب الجنوب


 
يتساءل البعض عن قبول المجلس الانتقالي الشراكة في إطار الحكومة اليمنية الشرعية وأداء أعضائه الخمسة في الحكومة اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية، معتبرين ذلك تنازلا عن مطالب المجلس السابقة المطالبة بتحرير واستقلال الجنوب.

ونحن نقول إن قبول المجلس الانتقالي المشاركة في الحكومة هي الخطوة الصحيحة في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا وفي هذه المرحلة السياسية الحساسة التي تتطلب اللعب بالأدوار والأوراق السياسية في ظل سياسة الممكن.

فسياسة الممكن هي التي جعلت الانتقالي يقبل بالشراكة وكل ما يترتب عليها لتحقيق مكاسب سياسية للجنوب أهمها فرض المناصفة في المناصب العليا وما دونها بين الشمال والجنوب، وهذا مالم يتحقق للجنوب منذ ربع قرن عاش فيها الجنوب مستبعدا ومقصياً، فضلا عن تماشيه بذكاء ودهاء سياسي مع التوجهات الدولية والإقليمية التي ترسم في اليمن والتي ستجعل منه شريكا عابرا للحدود يمتلك الأدوات التي فرضته كلاعب سياسي مهم ومؤثر في الساحة اليمنية لديه القدرة على التأثير والتغيير.
ومن المتوقع أن يلعب الانتقالي دورا كبيرا ومؤثرا داخل الحكومة لخلق سياسات ورؤى جديدة لمعالجة الأزمة الاقتصادية ومكافحة الفساد وتحسين معيشة الشعب بناء على الأسس التي قام وفوّضه عليها الشعب وخلق مناخات ملائمة لتحريك عجلة التنمية في الجنوب والمناطق المحررة.
الانتقالي أمام مسؤولية عظيمة، فالكل ينظر إليه باعتباره محور التغيير وعموده المتين داخل الحكومة، وتتعلق عليه الآمال العراض، فعليه أن لا يقبل بالفشل مهما كان، على عكس المكونات والأحزاب الأخرى التي جربها الناس لسنوات طويلة ولم تنتج سوى الفشل والإخفاق.

إن تجربة الانتقالي في إطار حكومة الشراكة هي التجربة الأكثر أهمية من سابقاتها كونها جاءت بناء على توافق إقليمي ودولي يرغب أن يرى يمنا مستقرا وقادرا على التغيير والنهوض ومكافحة الإرهاب حتى لو اقتصر ذلك على جزء منه وهو الجنوب، لأن نجاح التجربة هنا ربما تعزز من قيمة الفرص للنجاح في اليمن كله حينما يعود لليمنيين رشدهم ويتحقق السلام الشامل والكامل.

وأكاد أجزم أن التجربة التي سيخوضها الانتقالي في إطار الحكومة الجديدة ستكون معززة بقراءة عميقة للتجارب السابقة منذ تحرير العاصمة عدن وفي مختلف المجالات حرصا على مراكمة النجاحات والاستفادة من القصور لتعزيز الثقة في التصدي لمهمة المشاركة في إدارة الدولة بروح جديدة وأفكار خلاقة ليس أمامها من مجال إلا النجاح.
نبارك للمجلس الانتقالي هذه المهمة العظيمة والفرصة الكبيرة التي ينتظرها شعبنا بفارغ الصبر لإعادة الأمل إليه في إصلاح الأوضاع وبلوغ العيش الكريم في وطن آمن ومستقر