عدن قوية بقوة شعب الجنوب وتلاحمه..!
محامي/ جسار مكاوي
ردًا على ما يتم تداوله في منشور أقل ما يُوصف بالمبتذل جدًا والخطير الذي يسعى إلى...
هذه المقولة هي عجز بيت شعري قاله أبو فراس الحمداني وهو في الأسر بيد الروم ، «سيذكرني قومي إذا جدّ جدهمُ ، وفي الليلة الظلماء يفتقد البدرُ » .
لقد جد جدنا بعد مغادرة الهلال الأحمر الإماراتي لعدن والمحافظات المجاورة ، وأنكشفت عورتنا وبانت عيوبنا وأنانيتنا التي فاقت كل تصور ، لم تستطيع الحكومة الشرعية أو السعودية أو جمعيات ومنظمات الإخوان سد ثغرة مغادرة الهلال الإماراتي حتى اللحظة ، لا يفتقرون إلى المال بل إلى الرجال الاوفياء والنية الصادقة التي تسبق العمل ، تضرر بسطاء وفقراء الشعب كثيرا جراء المغادرة ولم يتضرر كبراء القوم وسادتهم ، طيلة الخمس سنوات كانت ذراع الإمارات الإنسانية تعمل ليلا ونهارا دون كلل أو ملل لمساعدة الشعب والدولة في آن واحد ، دون أن تنتظر من أحد جزاء أو شكورا .
إنها أطول ليلة ظلماء نعيشها منذ مغادرة الهلال الأحمر الإماراتي عدن وخصوصا بشهر رمضان المبارك ، نفتقدهم جميعنا صغيرنا وكبيرنا لأنهم كانوا يشعرونا أن هناك أمل بعد كل هذا اليأس والشقاء ، لم يكن الهلال بحاجة لمناشدة أو توجيهات حتى يقوم بواجبه الأخوي والإنساني مع أشقائه بمختلف الظروف والأوضاع الطارئة .
كان سباق لإغاثة من تقطعت بهم السبل وتخلى عنهم الأقربون ، يفتقد الهلال الأحمر الإماراتي أسر الشهداء والجرحى والأيتام والأرامل والفقراء والمحتاجين والمعسرين .
شكرا إمارات الخير والعطاء وسعيك مشكور دائما بإذن الله تعالى ، لم تأخذي شجر أو حجر أو ميناء أو جزيرة كما كان يردد كل أفاق أثيم ، قدمت الكثير والكثير خيرة شبابك قبل مالك ، ولم تعيرنا يوما بما قدمتيه أو تتأففي من فجور لئام القوم ، قدمت مالم ولن يقدمه أحد لنا على الإطلاق وأتعبتي من يأتي بعدك .
أخذتي معك شي واحد وللابد وهو حب وإمتنان وعرفان ومودة الشعب ، كم من دول أغنى من إمارات الخير والعطاء ، ولكن غنى النفس أغنى من غنى المال ، ولم تقدم ربع ما قدمته الإمارات ، غنى النفس وحب الخير والعطاء وفزعة الفقير البائس لن تجدها إلا بعيال زايد الخير .