متى يتوقف منافقو الجنوب عن نفاقهم؟؟!!!

 

 

بالأمس القريب كان البعض من الذين غلبت عليهم تقديس مصالحهم الشخصية اللاهثون الباحثون عن فتات المنصب أو الجاه والمال مقابل بيع الأوطان، وامتهان كرامة الأهل والخلان وبيع القيم والمبادئ في سوق النخاسة، كل هؤلاء كانوا جميعا يسبحون بحمد علي عبدالله صالح ونظامه البائد ليلا ونهارا، فقد تيبست عروق أياديهم من التصفيق والتمجيد له رغم المآسي والأسى الذي خلفه وتسبب به هو ونظامه على شعبنا الجنوبي خاصة، بل و على أشقاءنا من شعب العربية اليمنية ، ذهب عفاش وذهب نظامه وبقوا هم بقبح أخلاقهم ودنائة نفوسهم وقذارة تفكيرهم، استمروا في لهثهم وبحثهم عن كل ما يجلب لهم المال الحرام وكل ما يمكنهم من السلطة والتسلط، فتراهم يمجدون هذا أو ذاك على قبحه وفساده، ويبيعون ضمائرهم وأهلهم ووطنهم من أجل ضمان بقاؤهم مع زمرة الفاسدين والمجرمين.

فلو تحدثت وتطرقت لوصف حال بعضاً - وأقول بعضاً- من إخوتنا الجنوبين الذين لم ينحازوا في يوم من الأيام لصف الشعب الجنوبي، وصف كل الفعاليات الجنوبية التي تحمل هم الوطن وهم القضية الجنوبية، والذين على العكس نجدهم يسخرون كل إمكانياتهم المتاحة لمهاجمة هذا الكيان الوطني أو ذاك، ويشيطنون كل خطواتهم على الأرض والتي تقودنا وإياهم للغاية والهدف الأساسي وهو انتزاع أرضنا وخيرنا وكرامتنا وهويتنا التي طمست بعد ٧ / ٧ / ١٩٩٤م، ليس لشي إلا إرضاءً لأسيادهم أو لتحقيق غاياتهم المريضة أو لإشباع غرائزهم الدنيئة التي لا يهمها إلا جمع الأموال المشبوهة أو الحصول على منصب زائل، نجد أن هؤلاء المغفلين والذين يعتقدون أن الكيانات الجنوبية ضعيفة وليس بوسعها تحقيق شي في ظل مواقف غير مستقرة وتقلبات غير مفهومة من محيطها الإقليمي والدولي، لكنهم نسوا أن إرادة الشعوب هي البوصلة التي تحدد المسار وتوجه أنظار العالم كله إليه وهذا ما سيتحقق ويتحقق رويداً رويداً بفضل الله أولا ثم عدالة قضيتنا الجنوبية وصمود شعبنا العظيم وبفضل قيادة الجنوب الإنتقالية التي رسمت ملامح ذلك الاهتمام الإقليمي والدولي المتنامي، وأعتقد بما لا يدع مجالا للشك أن الإقليم والعالم حينما يظهر موقفه الإيجابي من قضية الجنوب وتفهمه لمطلب فك الارتباط وتطفو هذه المواقف على السطح وهو أمر قريب جدا لا محالة، سنجد المنافقين من بني جلدتنا والذين جاهروا بمعاداة الجنوبيين وقيادتهم سنجدهم يزاحمون ثوار الجنوب الحقيقيون على الوطنية ويتقدموا تجاه صفوف النضال الأولى، وسنجدهم يحملون الرايات الجنوبية ليتدثروا بها من أجل إخفاء تلك الرغبات النجسة، وستتبدل المواقف وتترهل العداوة. 

ودعوني الآن أتكلم عن موقف المجلس الانتقالي الجنوبي الأخير بفرض حالة الطوارئ و إعلان الإدارة الذاتية لمحافظات الجنوب، لن أتكلم عن موقف السواد الأعظم للشعب الجنوبي الذي يؤيد تلك الخطوات ويراها ضرورة ملحة وإن تأخرت، لكن حديثي سيتركز عن زمرة المنافقين اللاهثين الذين تحدثنا عنهم آنفاً، فقد اضطربوا في بداية الأمر ولم يستطيعوا الحديث ببنت شفه، لكن مواقفهم بدأت تتشكل حينما أُعلِنَ عن موقف محافظ حضرموت سيادة اللواء/فرج سالمين البحسني حفظه الله هذا الموقف الذي قرأناه جميعا والذي حقيقة حتى الآن لا ندري مدى صحة ذلك البيان المنسوب إليه، ولنفترض أن بيان المحافظ صحيح ورسمي، فمن خلال تهافت بعض الشخصيات والكيانات والتشكيلات الكرتونية وخصوصا الحضرمية بإصدار بياناتهم المشبوهة ضد قرار المجلس الانتقالي الجنوبي وتأكيدهم أنهم مع الشرعية وأنهم مع بيان المحافظ وضد ما أسماه بعضهم "تمرد مليشيات الانتقالي" اكتشفنا مدى النفاق والمداهنة التي اعتادوا عليها، ونستطيع من خلال آلية تشَكُل مواقفهم المتناقضة أصلا إن نثبت مدى كيدهم وعداؤهم ونفاقهم. 
وأطرح عليك عزيزي القارئ هذه التساؤلا التي تقودنا لتأكيد المؤكد أن بيننا منافقين وبائعي أوطان:

أليس إعلان الإدارة الذاتية للجنوب يعني أن كل محافظة ستحفظ مواردها وتصون خيراتها من نهب العابثين في شرعية الخزي والعار وهذا كله يصب في صالح كل محافظات الجنوب وخاصة حضرموت؟؟!!!
ألم يتهافت هؤلاء المنافقون لإصدار البيانات المرحبة حينما أعلن ذات المحافظ لمحافظة حضرموت بالأمس القريب عن عدم توريد عائدات المحافظة للبنك المركزي ؟؟!!! إنه النفاق يا سادة. 
أليس قرار الإدارة الذاتية للمحافظات الجنوبية يتماهى ويتسق شكلا مع ما تروج له الشرعية حينما ضجوا مسامعنا بطرح فكرة الأقاليم المعلن عنها فيما يسمى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، بل وجعلوا من كذبتهم هذه الورقة الرابحة التي يتغنون بها ليلا ونهارا أن مؤتمر الحوار ضمن حلا عادلا للقضية الجنوبية بإلغاء الحكم المركزي، وصفق ويصفق لهم بعض حميرنا؟؟!!!
ألم يدعي كثير من أنصار شرعية العهر والعار أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتحمل المسؤولية الكاملة فيما آلت إليه الأوضاع الصعبة للعاصمة عدن، وكيف بهم يتباكون حينما أعلن الإنتقالي قولا وفعلا تحمل المسؤولية؟؟!!! 
ثم تساؤل عام لمن يقف وظل يقف ضد المجلس الإنتقالي، ويستميت بالدفاع عن شرعية العار وما تروج له أن الأقاليم هي الحل للجنوب وقضيته وهو لا يعلم من ذلك كله إلا الشعارات البراقة التي يروجها له أعداء الأرض والإنسان الجنوبي ليقننوا احتلالهم ونهبهم لأرضنا، ولم يكلف نفسه عناء البحث عن تفاصيل تلك المخرجات التي ظاهرها فيه الرحمة وباطنها عذاب وبؤس لنا، ثم أستغرب كل ذلك الرضاء من بعض الجنوبين باستمرار عبث الإحتلال اليمني الشمالي بالجنوب ورفض البعض كل ما يتعلق باستعادة الدولة التي تضمن ضمان شرف أقلمة الجنوب واستقلالية الحكم والقرار في كل محافظات الجنوب. 

بعد كل ماسبق أقول لمن يعوِّل على بيانات من هنا أو هناك لمحافظنا الحضرمي الجنوبي سيادة اللواء فرج سالمين البحسني ويحاول توظيفها ضد الإرادة الجمعية لشعب الجنوب أقول له إن البحسني يعرف الجنوب قبل غيره، فهواءُ الرجل ونَفَـسَـهُ جنوبي، فلا خوف على من سطر بأحرف من نور كلمات الوفاء للجنوب حينما أعلن وأكد في يوم ما أن "حضرموت هي الجنوب والجنوب هو حضرموت" ، فمحافظنا منا وإلينا والسياسة هي الفن الممكن فلا تفرحوا كثيراً، بل ننصحكم تعودا لرشدكم قبل أن يلفظكم الجنوب. 
وأقول لمن يعول على مواقف الشقيقة الكبرى تجاه الجنوب والغير واضحة لصغار السياسة، أقول لهم كيف لرجال بنوا وطنهم ويخططون لما بعد ثلاثين عام لنهضتهم ورقيهم أن لا يكونوا قد أدركوا أن الجنوبيين الذين ضحوا ولا زالوا يضحون معهم بحب وووفاء، يتساوون مع من يستنزفهم ويغدر بهم كل يوم، وكيف للشقيقة الكبرى أن يفوتها أن شعب بأكمله اسمه شعب الجنوب يقف لجانبهم بل وربط مصيره بمصيرهم، أن لا يفرقوا بينه وبين شعب وقيادات انقسمت على نفسها في التعامل مع المملكة، ويلعبوا معها لعبة تبادل الأدوار فمنهم عدو واضح ظاهر ومنهم عدو خفي استخدم مبدأ التقية تجاه أشقائه فيظهر عكس ما يبطنه من عداء ومكر لبلاد الحرمين. 

أما من يعول على الاعتراف الدولي بقضيتنا العادلة، فأبشره أن موقف العالم كله سيكون واضحا في قادم الأيام، وسيتجلى الدعم الدولي لقضية الشعب الجنوبي، لأنه شعب مرابط فيه رجال حق نذروا لله ورسوله.

مقالات الكاتب