خصوم الانتقالي وسياسة السيارات المفخخة ..!
خالد سلمان
الجمعة 16 قتيلاً من القوات الجنوبية في مودية والعديد من الجرحى في حصيلة أولية. &nb...
لا نمانع عملية استيعاب أي مواطن جنوبي في أي تشكيل جنوبي الهوى مهما كان ماضيه، وعلى ذات السياق لسنا ضد دخول انصار عفاش في المجلس الانتقالي، بل نرحب حتى بانصار الشريعة والقاعدة إذا ما قرروا يوما التخلي عن ماهم فيه، فالجنوب يتسع للجميع من أبناءه.
لكن ما يجعلنا نتوقف عنده لنلقي نظرة حوله، ذاك السلوك المتطرف لهؤلاء أي ممن كانوا مع عفاش وحزبه والحديث هنا لا يشمل الجميع، ولكن جزء أصيل ومهم منهم.
هؤلاء كانوا في عهد صالح متطرفين فوق المستوى المتاح والمطلوب منهم، تطرفهم هذا قاد بعضهم للالتحاق بما عُرفت آنذاك بلجان الدفاع عن الوحدة والانخراط في الأمن القومي والسري، وعملوا على مضايقة المعارضين لحزبهم ونكلوا بهم تنكيلا.
اليوم هؤلاء أنفسهم بشحمهم ولحمهم موجودون في المجلس الانتقالي ولديهم أسلوبهم القديم في التطرف والإفراط في التعبير عن الوطنية، مثل هؤلاء لا يوجد لديهم نفس مقبول لتقبل ما يطرحه الآخرون ونقده بشكل موضوعي، تجدهم يشنون حملات شعواء على ممن سبقوهم في حب الجنوب بسنوات أن لم نقل عقود، هؤلاء لا يتقبلون مجرد رأي تمليه عليك قناعتك هنا أو هناك، فتراهم يسارعون للتقليل من وطنيتك والتشكيك في ولاءك وانتماءك لهذا الوطن مطالبين بضرورة إقصاءك.
هؤلاء بالتأكيد سيتولون قيادة دولة الجنوب إذا ما عادت في قادم الأيام مالم نضع حدا لهم، لذكائهم المرهف ولباقتهم وطلاقة ألسنتهم ومهارتهم في التفنن بحب الوطن، ولن يسلم من بطشهم وجبروتهم الأحرار والشرفاء وحتى الأبرياء.
هذه النوعيات جربنا نماذج منها بعد استقلال الوطن الجنوبي، عندما سيطرت على السلطة عناصر مشابهة لها في الفكر والرؤية ونفذت توجهاتها البغيضة، وقتلت الآلاف من الثوار والأعيان وأصحاب الكفاءات والخبرات وأقصت آخرين، وتشبثت بمواقعها وكراسيها، واغتالت بنزقها ورعونتها حلم أبناء الجنوب في الاستقرار والأمان والحياة الكريمة على أرضهم، وقادت البلاد والعباد ببلاهتها نحو مستنقعات قذرة ما زلنا نأن من وطأتها إلى يومنا.
مثل هذه النماذج لن يُعول عليها خيرا في أي مستقبل منشود، فهم بالحقيقة يستعدون شرائح مجتمعية مهمة تجاه هذا الوطن.
تطرف هؤلاء لا يعكس وطنيتهم البتة، بل يشير بوضوح لقدرتهم الفائقة على المزايدة وبراعتهم في التظاهر والمبالغة، للتقرب من صانع القرار والوصول لأهدافهم ومصالحهم الذاتية والضيقة في نفس الحال، على حساب أغلبية ساحقة يجري سحقها.
والله على ما نقول شهيد.