خصوم الانتقالي وسياسة السيارات المفخخة ..!
خالد سلمان
الجمعة 16 قتيلاً من القوات الجنوبية في مودية والعديد من الجرحى في حصيلة أولية. &nb...
(قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ)
بها تنتهي اسطورة الفرع عاد إلى الأصل لتندثر إلى الأبد إلى مزابل التاريخ ،، وبها كذلك تعود للجنوب كينونته السياسية والجهوية الخاصة به والتي حاولوا طمسها طوال ربع قرن واكثر ليجعلوا من الجنوب مجرد تابع لهم ،، لا شريك معهم .
مسميات الوزارات ليست محور الكلام لكن مايجب ان يفهمه الجميع أن الوصول إلى حكومة المناصفة بين ( جنوب و شمال ) كانت ولادتها عسيرة لأنها بالفعل تؤسس لمرحلة سياسية جديدة ستتخللها بدون ادنى شك مراحل سياسية قادمة سيكون الجنوب لاعباً أساسيا فيها ،، ولن يظل يراقب اللعب من على دكة الاحتياط ،،
انها بداية مرحلة مبنية على أساس واضح ومعترف به إقليميا ودولياً وشرعياً بأن الجنوب جنوب وأن الشمال شمال،، وعليه ستبنى كل الامور القادمة،، فما كان محرماً ومستحيلاً على الجنوب سياسياً،، سيكون من البديهيات والمسلمات فيما سيأتي ،، ولن يكون جنوباً متفرجاً متحسراً ،، بل جنوب يستطيع أن يخبط بيديه طاولة الاجتماعات رفضاً لقرار ،، او يرفعها موافقة له ..
وكل ماسياتي سيكون مبنياً على هذا الأساس وذلك المدماك الذي استطاع الانتقالي أن يفرضه على جماعات بعينها وحزب بعينه اراد ان يستفرد بكل شيء واراد ان يقصي الجميع من كل شيء وظن في يوم من الايام انه قادر على إلغاء كينونة شعباً وارض وجغرافيا وارث سياسي ، فخابوا وخابت ظنونهم،،
انها لحظة الحقيقة يا سادة ،،
اللحظة التي ظلوا يهربون منها إلى الأمام عاماً كاملاً لأجل أن لا تأتي ،، لأنها لحظة ولادة جديدة لجنوب نهض لهم من تحت انقاض حروبهم فتياُ قوياً عزيزاً ،، لينفض غبار السنين في وجوههم ،، ويستعيد هالته وكينوته ويكتسي من جديد بجنوبيته ،، ليعيد بذلك ضبط رمانة الميزان بين جنوب وشمال بعد ربع قرن واكثر من نكران وجحود لكل ماهو جنوبي من قبل أحزاب وأفراد بعينهم فاتهم القطار وغادرهم الزمن ،
واليوم اوصلهم الانتقالي وصبر شعب الجنوب الثائر من خلفه ،، اوصلوهم الى قاعدة واضحة لا لبس فيها ولا شكوك،،
فالجنوب جنوب والشمال شمال وقَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ ،
وتذكر انها حكومة مناصفة بين جنوب موجود ومحرر وبيد أبناءه ،، وشمالا مازال مفقود في غياهب قصص الحروب ،، وتلك نقطة لا يجب أن تغفلها ،، فالجنوبيين فوق أرضهم وبين جمهورهم وشعبهم وتلك نقطة قوة تحسب للجنوب ،، ومن يمثلون الشمال في هذه الحكومة لا شمال لهم حتى الآن والى اجل غير مسمى ،، وتلك مع الأسف نقطة ضعف تحسب على من يمثلون الشمال.