اغتيال الوزير #حسن_زيد

 


هو حسن محمد زيد لكن اسم حسن زيد غلب على التسمية بعد ان غدا وزيرا في حكومة الحوثيين.

في العام ٢٠٠٤م دعاني للمداخلة في ندوة  بمقر حزب الأمة، الذي كان يشغل فيه رئيس الدائرة السياسية، قبل أن يطيح بالقاضي أحمد الشامي ليغدو رئيسا للحزب وممثلا له في معظم المناشط والمنابر، حتى إنني تابعت صراعاته مع المثقف والأديب والناقد محمد المنصور الذي كان يشغل رئيس الدائرة السياسية في الحزب.

تكررت لقاءاتنا خلال مناشط وهيئات اللقاء المشترك منذ العام ٢٠٠٤م وانتحابات ٢٠٠٦ م  ومشروع التشاور الوطني خلال الفترة ٢٠٠٨ - ٢٠١١م. 

حسن محمد زيد سياسي ماهر وصاحب عقيدة مذهبية واضحة، كما إنه جريئ سياسيا ومحاجج قوي ولا يكترث بقلة مؤيديه أو أنصاره وكثرة منتقديه وخصومه.

الذين قالوا أن منحه منصب وزير الشباب والرياضة كان قليلا في حقه كانوا على حق، فهو في نظري أدهى من محمد علي الحوثي واذكى من صالح الصماد ومهدي المشاط وأظنه أكثر حنكة من عبد الملك الحوثي نفسه، لكن لا يمكن الطلب من مشروع باطل ان يستخدم معايير عادلة.

لن اتناول البعد السياسي لمقتل حسن زيد لكنني أدين ثقافة الاغتيال وأعتبرها لا تعبر إلا عن إفلاس متبعيها وعجزهم عن المواجهة السياسية مع من يختلف معهم، كما أتألم لظاهرة التشفي والشماتة التي رافقت تداول خبر الاغتيال التي تعرض لها الرجل وابنته.

بعد انحيازه إلى المشروع الانقلابي لم يعد هناك ما يجمعنا بحسن زيد وحزبه، لكن هل يجعلنا هذا نبتهج لاغتياله ونتشفى بمعاناة اهله وأسرته وحزنهم؟ وهل نتردد في الدعاء له بالمغفرة والسماح لأخطائه وذنوبه ..؟

اغتيال حسن زيد لن يكون آخر اغتيال طالما بقي طرفا حرب اليمن متشبثان باستثمار الحرب وتغييب المشروع السياسي الذي يمكن من خلاله حل معضلات اليمن جنوبا وشمالا.
الله يغفر له ويسامحه ويسكنه الجنة.

مقالات الكاتب