عندما يصبح الوطن مجرد "صرفه" ..!

 

كنا نسمع أن قادة الجيش والأمن مع كل صباح يقفون أمام طابور الصباح والجنود والصف ضابط والضباط يقفون بترتيب السرايا والكتائب في خطوط منتظمة متساوية كأنهم اسنان مشط ويقف أمامهم قائد العرض لتحيتهم  ثم يسالهم بصوت مرتفع ماهو الوطن؟
فيكون الرد عليه بصوت واحد يتردد صداه في الجبال المحيطة بالمعسكر قاىلين:
الوطن هو الام .
نعم الوطن هو الام التي ترتبط الحياة بوجودها إذ أنها هي التي تلد الشعوب والأمم..
 الام هي المنزل هي المربية الفاضلة ولذلك وضعت الجنة تحت اقدامها ..
لكن دعونا نرى كيف ينظر عساكر هذا الزمان للوطن وبماذا يسمونه ..
واذا اردت ان تعرف ذلك فعليك أن تتجه إلى أحد المعسكرات أو قل الى إحدى الأماكن التي يطلق عليها مسمى (جبهات)
وهناك تجد الإجابة الصادمة ..!
إذ تلقى جنود يرثى لحالهم ثيابهم رثة واشكالهم محبطه ورواىحهم كريهه وتجدهم جماعات وفرادى يفترشون بقايا كراتين ومخزنين عليها نصف أجسادهم في ظل والنصف الاخر في الشمس ..
وعندما تحاول سؤالهم عن حالتهم تلك يكون جوابهم بأن القائد قطع عليهم الصرفة منذ أيام ..
وتحاول أن تسالهم عن وضع الجبهات ف ينظروا اليك نظر المغشي عليه من الموت .
واذا استطاع أحدهم أن يرد  يكون رده العبارة التالية

 (اين جبهة اين طلي)

وتحاول أن تستوضح اكثر ..
فيقولون ياخي لنا عدة أيام بدون صرفة ..وكيف تشتينا نقاتل ..!!!

إذا الصرفة أصبحت في نظر عساكر اليوم هي الوطن للاسف الشديد ليس الجنود فحسب بل وحتى الضباط والقادة العسكريين..!

فعندما يكون هذا هو حال حماة الوطن فعلى الوطن السلام

مقالات الكاتب