خصوم الانتقالي وسياسة السيارات المفخخة ..!
خالد سلمان
الجمعة 16 قتيلاً من القوات الجنوبية في مودية والعديد من الجرحى في حصيلة أولية. &nb...
في عام 2016 م قال الرئيس هادي من اننا سنرفع علم الجمهورية فوق جبال مران في إشارة ووعد بتحقيق انتصارات ساحقة على جماعة الحوثي الانقلابية خلال شهور معدودة ، وللأمانه جميعنا كنا حينها متحمسين مع فخامته .
وها نحن اليوم في نهاية الثلث الأول من العام 2021م اي بعد مايقارب من خمس سنوات مضت،، نجد اليوم أن مأرب هي من أصبحت مع الأسف تحت مرمى نيران الحوثيين والاشتباكات والمعارك على بعد 10 كيلو متر من مركز المدينة تخوضها القبائل هناك منفردة يدعمها طيران التحالف العربي بطلعات جوية مسانده ،،
وبرغم كل الخسائر الفادحة لجماعة الحوثي الانقلابية إلا انهم استطاعوا أن ينقلوا المعركة فعلياً إلى معقل الشرعية وفي عقر دارها وباتوا هم من يحددون مكان وزمان المعارك وهذا بحد ذاته في ابجديات الحروب يعتبر فشل ذريع للشرعية المبتلعة في بطن حزب الإصلاح والتي كانت تقف على أبواب صنعاء بمسافة 20 كيلو طوال اربع سنوات لم تفعل فيها شيء سوى حفلات الزواج الجماعي والأعمال الفنية والمسرحية في الأعياد وعلى مسافة عشرات الأمتار من مواقع الحوثيين وبشهادة المهرج فهد القرني شخصياً .
اعتقد ان البون اصبح شاسعاً بين ما وعد به الرئيس هادي وتمنيناه نحن معه في العام 2016 م وبين ما اوصلونا إليه المستأثرون بالقرار والمتفردون بالسلطة والخاطفون للشرعية والهاربون بها.
مفارقة عجيبة لكنها تعطيك حقيقة واقع منظومة الشرعية الاخونجية ومايتخللها من فشل وفساد وصراعات اجنحة وإيكال الأمر لغير أهله،، كل تلك الامور هي من جعلت الحوثيين يتقدمون كل هذا التقدم ، وهي نفسها الامور التي ستجعل منظومة الشرعية تستمر في تآكلها من الداخل أكثر مما قد تآكلت ليكون انهيارها واقعاً لا ريب فيه .
هذا كل مافي الأمر،، فالفساد لن يولد إلا فساداً والفاسد والبليد لن يأتي إلا بفاسدين وبلداء مثله ،، وماترونه الان هو نتيجة حتمية وواقعية بعد سبع سنوات من حرب ومعاناة تديرها منظومة شرعية لم توفر حتى الشاذين والمثليين لتعينهم بمناصب شبه رسمية ليكونوا ممثلين عن البلاد في مؤتمرات ومنظمات دولية ،، ولك أن تتخيل مدى الانحطاط الذي اصبحوا فيه .
وحضرته وحضرتها وحضراتهم جايين يدورولي انتصارات وفتوحات على أيدي شوية هبل وسفل ورخوات وشواذ تمكنوا في غفلة من الزمن أن يفرغوا الشرعية من مضمونها وان يجعلوا منها مجرد أداة خدمية بيدهم يسيطروا بها ومن خلالها على كل مفاصل البلاد واستطاعوا خلال السنوات الماضية من تفصيلها على حجم حزبهم الاخونجي لتتناسب مع ايدلوجيته التي لا تقل خطورة عن ايدلوجية جماعة الحوثي من حيث صناعة التعصب والقتل بأسم الدين لأجل الوصول للحكم ..
قد تخذل مأرب مثلما خذل الشمال كله من قبل وقد تغرب الشمس هناك،، إلا أن غروبها لن يلغي وجود مأرب الأرض والإنسان ولن يلغي عمقها الضارب في جذور التاريخ ،،
كل مافي الأمر أن الشمس هي من ستغرب وستبقى مأرب لامحالة .