يحيى الشوبجي ، ياڪبرياء الصمود .. !

 

 

 

 

 

  

 

 

ويقولون ليس لنا قضية، لنا قضية وهي حق

ويقولون ماذا يعني الوطن ..؟

فاخبرهم الشوبجي اليوم ماذا يعني

ويقولون هل نستطيع ان نصمد ونضحي ..؟

فمل الصبر من صبرنا وخجلت التضحية.

 

 ايها الشوبجي الضالعي الجنوبي العظيم، والله ان تعريف البطولة سيتغير بعد اليوم وان التضحية لتصغر وان الفداء ليفخر . 

ايها (اليحيى) العظيم على ماذا تدافع يارجل وعلى ما كل هذه التضحيات لا حقول نفط ولا مناجم ذهب ولا حدائق غناء ولا موانىء استراتيجية ولا سواحل غنية ..

جبال صماء جرداء ولكنها وطن ولا يعرف معنى الوطن الا امثالك . 

يا ( يحيى ) سيتغير بعد اليوم تعريف الوطن، وطن ( يحيى) هو فقط الوطن، استرخصت كل شيء من اجله وافتديته بكل شيء ..

يا ( يحيى). ماذا تركت للاخرين من بعدك ...؟.

 

طلبت منا ان نبارك لك في استشهاد ابنائك الثلاثة فلمن نبارك اليوم استشهادك ايها الفولاذ والرحمة

ايها الصبر والجلد

ايها الحب والقوة

ايها الشموخ والعزة

ايها التضحية بلا حدود.

 

اليوم ايقنت ان الجنوب قد عاد ولن ياخذه احد منا، فلدينا من ( يحيى) من ينتظر الدور بعد (يحيى) وعرف الاعداء وايقنوا ان وطن (يحيى) عصي، فرجاله لا يعرفون الا الوطن او الجنة.

 

 (ابا الشهداء ياشهيدنا البطل) لا اعتقد ان هناك شعب في العالم لديه من يملك هذه الصفة تتسابق الناس على الدنيا وتسابق العالم انت واولادك الى الجنة من اجل وطن اذا لم نحميه فلا نستحقه، لم اكن اعي جيداً ماذا تعني كلمة نحميه ولكنك يا أبى الشهداء شرحتها لنا اليوم ببساطة.

 

احزننا الفراق ولكن الالهام كان اكبر سمت نفوسنا وشمخت ارواحنا وناطحت رؤوسنا اعالي السماء.

 

ندعو الله ان يتقبلك كما انت وكما تحب..

كل الجنوب يدعو لك ويبتهل الى الله ان يرحمك ويغفر لك ويسكنك بجوار من احببت وجوار من احبب..

دخلت التاريخ من اوسع ابوابه انت وبلدة انجبتك وشعب تنتمي اليه وينتمي اليك. 

 

يا فارساً عرشَ العُلا تتربَّعُ

 صُمُّ الجبالِ أمامَ عزمِكَ تَركعُ 

أذللْتَ حُبَّاً للحياةِ ونزعةً

 وَهَببْتَ طوعاً عنْ دِيارك تَدْفعُ 

ظَمِئَتْ جراحُك للعُلا فسَقَيْتَها 

نبلاً ومَجْدا بالشَّهادَةِ يُتْرَعُ 

وَسَعَيْتَ للأَمجادِ تَطْرُقُ بابَها 

بابُ الشَّهادةِ خير بابٍ يُقْرَعُ 

وإذا الكرامةُ والنَّبالةُ والفِدا

 إكليلُ غارٍ فوقَ هامِكَ يُوضَعُ 

مَنْ كالشَّهيدِ وقدْ سَمَت أخلاقُهُ 

هذا نِداؤهُ للعُلا فلْتَسْمَعوا

فعلامَ يا وَطَنَ العُروبةِ صامِتٌ 

ووِصَالُ شعبِكَ تِلْوَ بعْضٍ تُقْطَعُ 

أَسْرِجْ خُيُولكَ قَد كفاكَ تبَاطُؤاً 

كُنْ كالشَّهيدِ وَقَدْ جَفاهُ المضْجَعُ 

هِي لِلشّهادَةِ مُنْذُ كانتْ أرْضُنا

 وَسَتَبْقى دَوْما للشَّهادَةِ تنْزَعُ

 حيُّوا الشّهيدَ و قَبِّلوا أجفانَهُ 

ودَعوا الورودَ على جِراحهِ تَهْجَعُ 

لا تَدْفِنوه دَعُوهُ في عَلْيائِهِ 

عَلَماً بِنورِ إبائِهِ نَتَطَلَّعُ 

نِعْمَ الشَّهِيدُ وَقَدْ شَهِدْنا عُرْسَه

 لا لِلدموعِ وبِئْسَ عيْناً تَدْمَعُ 

فَتَهَلَّلي أمَّ الشَّهيدِ وَزَغْرِدي

 فالْيَومَ أعْراسُ الدُّنا تَتَجَمَّعُ 

لا تقلِقوهُ بِماءِ أعْيُنكمْ فقَدْ 

ساءَ الشَّهيدُ بأَنْ يزَفَّ وتَجْزعُوا

 يا فارساً بَذَلَ الحياةَ رخيصَةً

 بُورِكْتَ شِبلاً لِلْمَعَاليَ تَنْزعُ 

دَمُكَ المنارةُ تَهتدي بِشعَاعِها 

سُفُنُ الفِداءِ المارداتُ الشُّرَعُ 

فَتَوسَّدِ الجَوزاءَ في عِزٍّ وكُنْ 

كالشَّمسِ شامِخةً تهِلُّ وتسطَعُ 

( الشاعر عادل البعيني)

 

تحياتي 

عدن

١ مايو ٢٠٢١ م

١٩ رمضان ١٤٤٢هـ

مقالات الكاتب