خصوم الانتقالي وسياسة السيارات المفخخة ..!
خالد سلمان
الجمعة 16 قتيلاً من القوات الجنوبية في مودية والعديد من الجرحى في حصيلة أولية. &nb...
نعجز عن فهم مايحدث لنا في العاصمة عدن و لا لماذا يحدث لنا كل هذا الذي يحدث فكلما سعينا للخروج من ازمة نجد انفسنا ندخل في اخرى و كلما انتهينا من اطفاء حريق هنا يشتعل اخر هناك و كلما حاولنا اجبار انفسنا على الاحساس بالامان يزداد شعورنا بالخوف و حتى عندما نحاول ان نبتسم رغم جراحنا و نتناسى وجعنا و حزننا و الخوف الذي يحاصر حياتنا و يتهددنا و نبدا نحلم نجد من يستكثر علينا الحلم فيحيل احلامنا كوابيس .
عدن هذه الفاتنة او المدينة الكونية ( كما يحلو للاستاذ نجيب يابلي اطال الله في عمره و متعة بالصحة ان يسميها ) تدمر اليوم و يعبث بها امامنا بينما نكتفي جميعاً بالتفرج عليها و كان الامر لا يعني احد منا فبعد مضي اكثر من خمس سنوات على تحريرها لم تتعافى المدينة و لم تنفض بعد عن نفسها غبار الحرب لا شي تقريباً تغير فيها سوى مزيد من تساقط الناس اما قتلاً او مرضاً اوخطفاً او في براثن الفقر و العوز و الحرمان فقد وصلت المظالم و تردي الخدمات و غياب المرتبات و غلا الاسعار و ارتفاع تكاليف و سبل الحياة فيها مستويات قياسية لم تصل اليها المدينة من قبل حتى في ظل اسواء مراحل تاريخها .
فما مر على عدن خلال الخمس السنوات العجاف الماضية كان كارثياً بكل ماتحمله الكلمة من معنى اذ تجاوز في تاثيره البنية التحتية ليصل الى الانسان نفسه و الاسواء من هذا كله ان تلك الاوضاع لا تزال مستمره الى اليوم و لا يوجد في الافق ماينبئ عن بوادر لمعالجات و حلول حقيقية لمشكلات الناس و تضع حد لمعاناتهم .
اننا اليوم بحاجة اكثر من اي وقت مضى لاعاده الق الثورة الجنوبية و لحمة العام 2015م التي امتزجت فيها دماء و قلوب الجنوبيين ببعضهم البعض في ملحمة الدفاع عن عدن و تطهيرها من الإرهاب حتى يتسنى لنا تجاوز هذه المرحلة الاصعب التي نمر بها حالياً فقد غدى كل شي في عدن ينذر اليوم بما هو اسوا على هذه المدينة في قادم الايام اذ بفعل انانية و جشع البعض و بفعل المناكفات التي صاحبت تحريرها و ماتفننت في خلقة مراكز قوى الفساد في سلطة من تسمي نفسها بالشرعية من عراقيل الى جانب عدم حسم قوى التحرير و الاستقلال لخياراتها و افتقارها للرؤية الواضحة و المشروع الواضح جعلت هذه المدينة تعجز عن حسم امرها فغدت و برغم سيطرة المجلس الانتقالي عليها و لو ظاهرياً لا هي انتقالية خالصة و لا هي شرعية خالصة و لا هي جنوبية خالصة و لاهي وحدوية خالصة لتتبوئ ( المنزلة بين المنزلتين) و لتصبح اليوم و بفعل هذا كله اكثر تعقيداً و صعوبة من ذي قبل امام اي مشروع او خيارات قادمة للجنوب فقد مثل هذا الوضع بالنسبة لقوئ النفوذ السابقة في منظومة الدولث العميقة جو نموذجي و بيئة نموذجية لاعاده الحياة اليها و لتستعيد زمام المبادرة بوضوح اكبر بعد ان كنا نعتقد ان هذه المنظومة قد لفظت انفاسها الاخيرة بتحرير عدن و ان اي كلام من هذا القبيل عنها يعد جزء من تاريخ الماضي الذي لن يعود اذ تجاوزت اليوم مراكز النفوذ السابقة مرحلة الحفاظ على وجودها الى فرض ارادتها وتحقيق اهدافها كما و ان شيئا لم يتغير .
ان المخجل في الامر اننا و في الوقت الذي نعجز فيه عن حماية ممتلكات البسطاء من النهب ظلت ممتلكات الناهبين و المتنفذين التي اغتصبوها مصانة و بعد ان كان هؤلاء يسيطرون على اجزاء بسيطة من عدن في الماضي اصبحوا اليوم يسيطرون على اجزاء واسعة فيها و الغريب في الامر ان نجد اجهزة الدولة التي شرعنة لهم النهب في السابق هي نفسها من تدافع عنهم اليوم و تعطيهم صكوك الخلاص .
وختاماً و بالرغم من تلك النظرة المرعبة للوضع القائم في عدن فان ثقتنا في قيادتنا السياسية و التنفيذية لا حدود لها ممثلة في الاخ الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي و نائبه الشيخ هاني بن بريك و محافظ العاصمة عدن الاستاذ احمد حامد لملس بان ينتصروا لهذا الشعب الصابر ويضعوا حداً لهذه الفوضى و المظالم ويعملوا على توفير الخدمات و اولها المياه والكهرباء و عدم الانتظار لما ستقدمه الحكومة من فتات فعدن لا تستحق مايجري لها و ماكوفئت به حتى اليوم لا يتناسب و حجم التضحيات التي قدمتها و لا الدماء التي سكبتها .