«مشاورات الرياض» أمشي مع الكذاب لباب بيته ..!

 

 

تجربة التقوقع بقضيتنا الجنوبية في الإطار المحلي لم تكن مجدية خلال الـ 25 سنة الماضية، فحين بدأنا نضالنا على استحيا وخوف مابعد العام 1994 ثم اشعلنا فتيل نضالنا حراكا سلميا في العام 2007م وجبنا فيه شوارعنا "سردة مردة" واحرقنا خلاله إطارات واشعلنا حرائق ساهمت كثيرا في كارثة توسع ثقب الأوزون، ثم ازدادت ضراوة النضال أكثر في العام 2011م وتجاوز ذلك كله حين خضنا حرب التحرير الثاني في العام 2015م ، الأمر الذي ساعد في أبراز قضيتنا الجنوبية، وتعزز ذلك النضال أكثر في العام 2017م بإعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي وذلك كلها لم يكن مجانا، بل دفعنا فاتورته لحما ودما من اجسادنا وفلذات اكبادنا وذقنا فيه علقما لا ينسئ .

كل تلك المراحل خلقت لدى أبناء الجنوب وعيا شعبيا عالياً وعززت ثقته في نفسه وبعدالة قضيته، بل وافرزت قيادته الحقيقة التي يعول عليها في تحقيق أهدافه وتطلعاته المشروعه.

الحديث اليوم عن مشاورات الرياض وماتعنيه للقضية الجنوبية التحررية أكبر بكثير من إدراك المواطن العادي في الشارع الجنوبي حاليا، والذي أربكت إدراكه ظروف الحياة المعيشية الصعبة وازدياد النكبات المتتالية والأزمات المفتعلة وحصرت معظم تفكيره في كيفية تأمين قوته اليومي وقوت أولاده وإيجاد شربة ماء يروي بها عطش أهله .

تواجدنا في مشاورات الرياض اليوم، لم ياتي من فراغ، بل نتاج عمل سياسي وجهد ميداني ودبلوماسي كبير، فرضنا من خلاله وجودنا «كطرف أساسي وفاعل» في العملية السياسية والعسكرية والأمنية ليس على أرض الجنوب فحسب، بل على مستوى المنطقة الإقليمية والدولية .

 لم يكن اتفاق الرياض إلا بداية، كما لم ولن تكن مشاوارت الرياض النهاية للقضية الجنوبية وأهدافها التحررية، بل تواصلاً لمسارات عدة تسعى من خلالها قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى تحقيق آمال وتطلعات شعب الجنوب والخروج بقضيته مخرجاً آمناً كما أكد ويؤكد على ذلك دائماً الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي .

ولايفوتنا هنا التذكير بكل الاتفاقيات والعهود التي تم نكثها من قبل الأشقاء في العربية اليمنية بدءً باتفاق الوحدة المشؤومة وماتلاها من وثيقة العهد والاتفاق والتزامات حوار صنعاء وواحدية الثورة واتفاق الرياض، وكل ذلك لن يكون بعيداً عن مشاورات الرياض، والتي ستكون بمثابة المسمار الأخير في نعش الثقة تجاه الأشقاء في العربية اليمنية، ودليلاً قاطعاً نثبت من خلاله لأشقاءنا العرب والعجم مدى هشاشة ووضاعة ذاك الخفي المدعو شريكا "شرعياً يمنياً" وزيف تعهداته وكذب مواثيقه .
 
لذا نؤكد مرارات وتكرراً،
إن تواجدنا في مشاورات الرياض يأتي وفقا لاستراتيجية الشراكة والتعاون والتنسيق مع الأشقاء في قيادة التحالف العربي، وانسجاما مع إرادة المجتمع الدولي، وبما يحقق أمن واستقرار المنطقة، ويمهد الطريق أمام إرادة وتطلعات شعبنا الجنوبي في تقرير مصيره واستعادة دولته الفيدرالية الحرة والمستقلة.

خاتمة ..!
ندرك جيدا حجم عدونا وحقيقته، فقط من منطلق المثل القائل «أمشي مع الكذاب لباب بيته» ..
وبالاخير مايصح إلاّ الصحيح ..!

مقالات الكاتب