خصوم الانتقالي وسياسة السيارات المفخخة ..!
خالد سلمان
الجمعة 16 قتيلاً من القوات الجنوبية في مودية والعديد من الجرحى في حصيلة أولية. &nb...
تأتي ذكرى انطلاق عاصفة الحزم هذا العام والوضع السياسي والعسكري في اليمن والجنوب بشكل خاص قد شهد العديد من المتغيرات، بشكل يجعل المتابع لتلك الأحداث يعتقد بأن عامها - أي العاصفة – الماضي هو الأبرز والأكثر احتواءً لتلك التطورات والتحولات، ابتداءً من مشاورات الرياض وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي، وإعلان نقل السلطة، ومروراً بتغيير محافظي عدد من المحافظات ومدراء أمنها كسقطرى وحضرموت، ووصولاً إلى إخماد التمرد الإخواني في محافظة شبوة وانطلاق عمليتي سهام الجنوب والشرق في شبوة وأبين.
ففي الوقت الذي تميز به الجنوب بكونه الحليف الصادق بوقوفه الدائم مع التحالف العربي لتحقيق كافة الأهداف التي انطلقت من أجلها عاصفة الحزم، وتحرير كافة محافظاته من المليشيا ومنذ العام الأول من الحرب وانطلاق عاصفة الحزم، بالإضافة إلى جهوده البارزة في مكافحة الإرهاب بالإنابة عن العالم؛ جاهرتْ جماعة الإخوان الإرهابية بعدائها المنهجي ضد التحالف العربي، وتخادمها العلني مع مليشيا الحوثي الإرهابية، سواءً بتسليم أسلحة التحالف وتهريب الطائرات المسيرة لمليشيا الحوثي، أو ظهور قيادتها بين الحين والآخر عبر تصريحات إعلامية أو مؤتمرات كيدية لإلقاء اللوم والعِتاب في تردي الأوضاع الراهنة وإطالة أمد الحرب في البلاد على التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وتبرئة الحوثيين.
العام الثامن لعاصفة الحزم كان مليئاً بالأحداث والشواهد على عرقلة وتمرد جماعة الإخوان على مجلس القيادة الرئاسي، والسلطات المحلية كما حصل في محافظة شبوة، أو عدم التزامها بتنفيذ بنود اتفاق الرياض التي نصت على خروجها "ممثلة بقوات المنطقة العسكرية الأولى" من وادي حضرموت إلى جبهات القتال، أو عدم امتثالها لتوجيهات وقرارات المجلس الرئاسي التي نصت على تعيين ابن حضرموت العميد عامر بن حطيان لرئاسة أركان قوات العسكرية الأولى بدلاً من القيادي في جماعة الإخوان المدعو "أبو عوجاء"، بالإضافة إلى تمرد قيادتها على قرار تعيين اللواء حسين العواضي محافظاً لمحافظة الجوف، والعميد محمد الأشول قائداً لمحور الجوف خلفاً للقيادي البارز في جماعة الإخوان أمين العكيمي، ناهيك عن تمرد سلطات مأرب التابعة للإخوان عن توريد إيرادات المحافظات إلى البنك المركزي في العاصمة عدن وفقاً لتوجيهات المجلس الرئاسي، واللجنة العليا لتنمية الموارد المالية، والاكتفاء بالتوريد إلى حسابات خاصة... كل ذلك وأكثر يبرهن على تمرد جماعة الإخوان وعدم إيمانها إلا بأجنداتها الحزبية ومصالحها الشخصية، وأن خطابها وتغنيها باسم المواطن والقوانين فقط للصعود عليها لتحقيق مطالبها.
تطورات جذرية فرضتْ نفسها على المستوى الإقليمي والدولي عقب كشف الحقائق، وبيان سوءة جماعة الإخوان، وتخادمها مع المليشيا الحوثية، وما نتج عنه من إطالة أمد الحرب، وتفاقم معاناة المواطنين، واستنزاف التحالف العربي، لا سيما في تلك الدول الشقيقة والصديقة المؤثرة على القرار المحلي، كرغبة الرياض في خلق علاقات جديدة مع روسيا والصين، واستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، وما لحق ذلك من تطورات متسارعة تشير إلى الرغبة الدولية الجادة لإنهاء الحرب في اليمن، والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
فهل يا تُرى بعد كل ما تبيّن، وتلك الرغبة الدولية والإقليمية يكون عامنا الجديد هذا نهاية الحرب في اليمن، أم أنه بداية لحرب إقليمية تتسبب بها تلك المليشيا؟!