رحيل «شيخ» السياسة المصرية #حسني_مبارك ..!

 

ورحل «الشيخ» محمد حسني مبارك (92 عاماً) المقاتل المصري الطيّار؛ أحد أبطال «حرب أكتوبر» المصرية العظمى.

حسني مبارك، ليس فقط من رموز النصر المصري العسكري الكبير في 1973، كما يراد حصره في هذه الصور من بعض بيانات النعي. لا؛ هو، إلى ذلك، زعيم من أهم زعماء العرب في أخريات القرن العشرين الماضي؛ قائد سياسي «عقلاني» في زمن عزّت فيه العقلانية لدى أغلب قادة العرب، وهو رجل صلب الإرادة، صادق الوطنية.

صاحب هذه الكلمات كتب هنا بتاريخ 16 سبتمبر (أيلول) 2013، في ذروة الهجوم على مبارك؛ من اليمين والشمال، والوسط حتى، حيث صار شتمه والإشادة بشباب «يناير» المجيد! موضة وشنشنة كل كاتب، فيما عرف وقتها بـ«الربيع العربي»... كتب هنا في ذلك التاريخ: «تناوشته الأقلام، وجرحته الألسن، وهو حي؛ من (الأستاذ) هيكل، الذي تحدث عن ثروات مبارك المليارية المهربة، وحدد رقماً خرافياً، فلما طلب للتحقيق من قبل الجهات المختصة، وطلبت معلوماته، أنكر أنه يملك معلومات خاصة، وقال إنَّ هذا من حصيلة مطالعته للصحف! ، وقد سخر مبارك بنفسه، في التسجيلات الأخيرة، من هذه الواقعة...».
وتسلّط الهجوم عليه أيضاً كما كتب وقتها: «من دعايات (الإخوان)؛ أعداء مبارك الطبيعيين، أو من قبل شبان الثورة، وشيوخ المعارضة».
ثم كانت الخاتمة.

 «مبارك، في تقديري الشخصي، ليس سيئاً بالقدر الذي صوّره به خصومه، لكنَّه ليس جيداً بالقدر الذي يريد أنصاره أيضاً».

وأيضاً: «هو قال في خطاب التنحي، إن التاريخ سيحكم بما لنا وما علينا، ويبدو أن التاريخ بدأ جلسات محاكمته بأسرع مما نتوقع، بل كان التاريخ كريماً، فعقد جلسته بحضور المتهم وهو حي يدافع عن نفسه، كما في التسجيلات، وهذا ما لم يفعله حضرة القاضي التاريخ من قبل!».

كان هذا قبل نحو 7 سنوات، واليوم لا جديد في ذلك، إلا التمنّي على نجلَيْ الرئيس؛ علاء وجمال، وأنصاره، إخراج شهادات ومذكرات وتسجيلات أحد صنّاع التاريخ المصري والعربي المعاصر للعلن، وهم قد قدموا شيئاً يسيراً من شهادات مبارك وهو حي، كما قدّم الرجل نفسه طرفاً من شهادته التاريخية في جلسات محاكمته.

يا للعجب...!
كم مرّت هذه السنون العشر العاصفات بلمحة؛ من يناير 2011.
وما دمنا في سياق التمنيّات، فكم يشوق المطالع لو قام راصد حصيف بتوثيق مواقف الساسة والإعلاميين والمثقفين والفنانين في خضمّ تلك الأيام الصعبة... وكيف غيّروا بعدها وبدّلوا... ستكون صورة مدهشة ووثيقة صادمة، لكنها ضرورية لصيانة الوعي وتمتين الذاكرة، فمجتمع بلا ذاكرة، يسهل خداعه كل مرة!

مقالات الكاتب