تنظيم الاخوان..قرن من التخبط.. وربيع بلا زهور.

 

  

 

على مدى قرن من الزمان نسج الإخوان المسلمون تنظيمهم المشبوه، مارسوا خلال تلك المدة الطويلة كل الأساليب، وسلكوا كل الطرق للوصول إلى السلطة وتحقيق حلم (دولة الخلافة) التي يزعمون إقامتها، لم تتجرأ قبلهم ولا بعدهم أي حركة سياسية في توظيف الدين لاغراضها الخاصة كما فعل الإخوان.

 

وبفعلهم هذا أوجدوا حالة من الفوضى والتيهان لدى الناس في فهم كثير من الأمور الشرعية التي اقحمها الإخوان في السياسة، والتبس على الناس فهم أمور سياسية كثيرة صبغها الإخوان بأفكار مغلوطة واوحوا للناس بشرعيتها الدينية زوراً وبهتانا.

 

أفسد الإخوان المسلمين السياسة وجلبوا للدين الكثير من الشبهات والبدع أكثر مما فعل الخوارج عبر التاريخ،وعلى عكس كل الحركات والتيارات السياسية الأخرى التي تأسست في الوطن العربي، فأن الإخوان هم الفئة الوحيدة التي لم تحقق أي منجز تنموي أو فكري للإسلام او للعروبة منذ نشأتهم مطلع القرن العشرين .

 

شكّل ماسمي بالربيع العربي لحظة فارقة لمسيرة التنظيم. فقد أيقن ولاة الأمر فيهم بما لايدع مجال للشك أنها الفرصة السانحة واليوم الموعود لولادة دولة الخلافة التي طال انتظارها، فكشروا عن انيابهم وحشدوا قواهم لقطف ثمار مائة عام من الفهلوة المبنية على الكذب والخداع والتدليس، لكن المفاجأة كانت أكبر مما كانوا يعتقدون فخلال أشهر قليلة وفي مصر بالتحديد حيث مركز الهام التنظيم ومكمن قوتهم فشلوا في أبسط اختبار كسلطة حاكمة وضاقت بهم الناس فاصبح زرعهم هشيم تذروه الرياح بين عشية وضحاها. 

 

أمتد مسلسل إنهيار الجماعة وتلاشي حضورهم بعد النتائج المخيبة التي انتجها ماسمي بالربيع العربي ولم تعد الجماعة بعده كما كانت من قبل سواء في فاعلية وتماسك هياكلها التنطيمية أم بمدى شعبيتها وقبولها لدى الشعوب العربية المغلوبة على أمرها، والتي جنت هي مضاعفات وإرتدادات فشل ربيع الإخوان ومغامراتهم الطائشة. 

 

يحاول كهنة التنظيم اليوم ويصارعون من أجل البقاء،،بإيهام أتبعاهم بالعودة الى الواجهة عبر الحلم الأردوغاني التركي ويروجون للتجربة التركية التي بنيت على أساس وفكر وثقافة علمانية مختلفة كلياً عن توجه التنظيم الذي تبناه وقدم نفسه على أساسه للناس عبر منابر المساجد وكتيبات الدعاة ومحاضرات المنظرين على مدى عشرة عقود ، في الوقت الذي يحاربون فيه أروع وانجح تجربة عربية إسلامية حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة على كل الاصعدة في مفارقة عجيبة من عجائب تنظيم الإخوان.

 

ذهبت فرصة التنظيم في بلوغ حلم المائة عام بعد إنقضاء ربيعهم، ودُق آخر مسمار في نعشهم عند تشكل الحلف العربي المتمحور بالسعودية والإمارات ومصر، وما محاولاتهم الإعلامية اليوم لنفخ الروح في جسد تنظيمهم المتهالك ليست الا قفزة الديك المذبوح فحسب. 

 

ربما لن ينقطع صياح الإخوان وعويلهم الإعلامي على المدى القريب، لكن الحقيقة أن قوّتهم العسكرية وحضورهم السياسي والاجتماعي ذهبت أدراج الرياح كما ذهب ربيعهم الذي أنتظروه طويلاً ولم يثمر زهوراً. 

 

-مدير عام الرابطة الإعلامية الجنوبية سما

-مدير تحرير صحيفة سما نيوز الورقية

مقالات الكاتب