"بأسلوب مختلف وأنيق" ورغم بعض المنغصات .. العاصمة عدن تتزين لاستقبال شهر ‎رمضان الفضيل

انتقالي العاصمة / تقرير/خاص

 

رغم الأوضاع الاقتصادية والخدمية المتردية، والحالة المعيشية الصعبة وما يعانيه المواطن في الجنوب والعاصمة عدن خاصة من ارتفاعات مستمرة في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، إلا أن شعب الجنوب العظيم عزم على الاحتفال بشهر رمضان الفضيل، ولم تمنعه الحروب الاقتصادية والخدمية وغلاء المعيشة من شراء الزينة الرمضانية والاحتفاء بشهر الله الفضيل، والتحضير لاستقباله كلًا بما يتناسب مع وضعه الاقتصادي. وكان التكافل الاجتماعي ومواساة الفقراء حاضرَين في أوساط المجتمع الجنوبي المتآخي.

فيما لجأت بعض الأسر العفيفة إلى الترشيد، واتجهت إلى شراء المقتنيات الرخيصة، مثل البالونات والطوابع والإكسسوارات التي رُسمت عليها الشعارات الرمضانية والفوانيس.

أما البعض الآخر فقد فرضت عليها ظروف المعيشة الصعبة صناعة الزينة الرمضانية في المنزل بالقماش، وتلوين المصابيح الكهربائية بألوان زاهية.

وتزدحم شوارع العاصمة عدن بأفواج المواطنين، الذين يحرصون على شراء زينة رمضان لتزيين شرفات وأسطح منازلهم، بالإضافة للمحلات التجارية، ومن المساجد يمكن سماع أهازيج رمضان الروحانية. 

- وتستمر الحياة 

ففي كل عام يحل علينا شهر رمضان المبارك، تأتي معه الأمسيات والنفحات الروحانية التي لا تحدث إلا في هذا الشهر الفضيل.
يمارس خلاله الأهالي عدداً من العادات والتقاليد التي تختلف من منطقة لأخرى. ففي العاصمة عدن كبقية المحافظات الجنوبية لرمضان نكهة خاصة وله طقوس دينية وطبخات وعادات يمارسها الاهالي في المنازل وفي الشوارع، ورغم المعاناة يأبى الأهالي أن يمر هذا الشهر الفضيل مرور الكرام..

- عبء الشرعية اليمنية وتبديد العملة الصعبة

وفي سياق ليس ببعيد، من المعروف أن العملة المحلية والبنك المركزي والإيرادات بكافة اشكالها في الجنوب تقع تحت سلطة الشرعية اليمنية، وهي الملزمة بوضع الحلول والمعالجات للأزمة الاقتصادية التي أوصلت شعب الجنوب، أو ما تسمى بالمناطق المحررة، إلى ما دون خط الفقر، إلا أن ذلك لم يحدث، ومعه تواصل العملة المحلية (الريال اليمني) الانهيار المتسارع ومعه انهار الاقتصاد وباتت البلد على شفا المجاعة، وفق مختصين في الاقتصاد الذين يرون أن الشرعية اليمنية باتت تمثل عبئا على شعب الجنوب، طالما بددت العملة الصعبة الدولار بين عناصرها وبعثاتها الدبلوماسية في الداخل والخارج في صورة رواتب وحوافز ونثريات.

- جشع التجار وانعدام الحلول

إلى ذلك، وبحسب المتعارف عليه مع قدوم شهر رمضان الفضيل يتضاعف الجشع والطمع في قلوب التجار، ومعه تتضاعف أسعار المواد الغذائية واللحوم والأسماك والخضروات صعوداً، ما يضاعف الأحمال على أرباب الأسر، في ظل انعدام القيمة الشرائية للرواتب الشهرية، لاسيما أن أغلب أرباب الأسر خصوصاً في العاصمة عدن هم من الموظفين محدودي الدخل الشهري، رافقه ضعف الرقابة وابتعاد الشرعية اليمنية عن وضع الحلول والتدابير.

- إنسانية الانتقالي والتدابير التي في متناول اليد 

في المقابل لا يبخل المجلس الانتقالي الجنوبي، رغم شح الإمكانيات، عن تقديم كل ما بوسعه للتخفيف من معاناة المواطن الجنوبي، من إقامة الخيام والمراكز الرمضانية وتقديم سلال غذائية لأسر الشهداء، بالإضافة إلى تنظيم مسابقات ثقافية ودينية وأنشطة رياضية ترفيهية للنشء والشباب، وترتيب موائد الإفطار الجماعي..
دوماً وأبداً يظل المجلس الانتقالي الجنوبي هو الأقرب إلى قلب المواطن الجنوبي وإلى معاناته التي صنعتها الشرعية اليمنية على مدار 9 أعوام، وأوصلته إلى ما دون خط الفقر.
المجلس الانتقالي من وإلى شعب الجنوب ويشعر بما يشعرون به، وتبذل قيادته السياسية كل ما بوسعها للتخفيف من المعاناة الواقعة على كاهل أرباب الأسر. تعمل قياداته كخلية نحل تتحرك في كل الاتجاهات، وزاد نشاطها مع قدوم شهر رمضان الفضيل بمواساة الأسر الفقيرة وأسر الشهداء والجرحى، ولا تدخر جهداً في إزاحة شبح الأزمة الاقتصادية عن العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب، وفي زرع الابتسامة على وجوه البسطاء، وأن ترى عاصمة الجنوب عدن ترتدي حلة جميلة تتناسب مع مكانتها وتاريخها العريق.

حيث قام وزير الدولة محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس ووزير الدفاع رئيس مجلس إدارة المؤسسة الاقتصادية اليمنية الفريق الركن محسن الداعري، ووزير الخدمة المدنية والتأمينات الدكتور عبدالناصر الوالي، خلال الأيام القليلة الماضية، بافتتاح المعرض الرمضاني، الذي نظمته المؤسسة الاقتصادية بالعاصمة عدن، والكائن في مديرية خورمكسر.

كما دشن المحافظ لملس، يوم الأحد الماضي، الخيمة الرمضانية في مديرية خورمكسر والتابعة للمؤسسة الاقتصادية - عدن، بحضور وكيل المحافظة صلاح العاقل، ومدير المؤسسة بعدن أنور العمري، ومدير عام مديرية المعلا عبدالرحيم الجاوي. 
وثمن محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس، لدى تدشينه الخيمة الرمضانية، دور رجال الأعمال والتجار المساهمين والمشاركين في الخيمة، مشدداً على ضرورة خفض الأسعار قدر الاستطاعة، وخلق روح التنافس بما ينعكس إيجاباً لصالح المواطنين.
وبحسب تصريح مدير المؤسسة الاقتصادية في عدن نور العمري، فإن التخفيضات في السلع الغذائية والمستلزمات والاحتياجات الضرورية تتراوح نسبتها بين 20% إلى 30%.
بدوره أكد مدير عام المعلا الأستاذ عبدالرحيم الجاوي، أن قيادة السلطة المحلية بالمديرية ستقدم كافة الدعم والتسهيلات لإنجاح الخيمة الرمضانية.

- الإمارات والسعودية دعم أخوي سخي

كما لا يفوتنا في هذا المقام التطرق إلى الدعم الأخوي السخي المقدم من الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في كافة المجالات الإنسانية والخدمية، حيث يسارع مركز الملك سلمان إلى إغاثة الأسر الفقيرة بالسلال الغذائية والخيام الطبية المجانية، كذلك لم يبخل الأشقاء الإماراتيون بدعم ومساندة شعب الجنوب، والشواهد كثيرة لا يتسع المجال لذكرها جميعاً، آخرها كهرباء الطاقة الشمسية (120 ميجا) المقدمة منهم لأهالي العاصمة عدن.

ختاماً..
رغم المنغصات والضغوط الاقتصادية، إلا أن الجنوبيين يستبشرون بقدوم النفحات الربانية والانفراجة في شهر رمضان الخير، والخير قادم بإذن الله.