رفعت المعنويات وعززت الجبهة الداخلية الجنوبية .. "تحركات قيادة الانتقالي الميدانية" هزت العدو واربكت خططه
شهدت الساحة الجنوبية مؤخراً تحركات وجولات داخلية وخارجية لقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي، هدفها - بحسب مراقبين - رفع المعنويات ولتعزيز الجبهة الداخلية في التصدي للمؤامرات وقطع الطريق أمام الخصوم، لاسيما وأن العاصمة اليمنية صنعاء شهدت هي الأخرى تحركات وإبرام معاهدات استباقية حوثية إخوانية قاعدية، وفتح طرقات وترحيل خلافات وتدابير يراها محللون تهدف إلى توحيد وتقوية الجبهة اليمنية ضد الجنوب.
وأثارت تحركات قادة المجلس الانتقالي الجنوبي إرباكاً في أوساط قوى صنعاء لما يحمله توقيتها من دلالاتها ومغازٍ.
وبحسب (نيوزيمن)، فقد أثارت تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي الأخيرة مخاوف مليشيا الحوثي الإرهابية، التي كعادتها استدعت القضية الفلسطينية للرد على هذه التحركات، مستخدمة أدوات جنوبية، حيث دفعت بما يسمى مكون الحراك الجنوبي الموالي لها في صنعاء للهجوم على المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن.
ويرى محللون أنه لن يكتب النجاح لتدابير ودسائس صنعاء السياسية وحتى العسكرية ضد الجنوب، في ظل وجود المجلس الانتقالي الجنوبي القادر على المراوغة، وعلى توجيه الضربات القاضية في الزمان والمكان المناسبين.
في السياق، ترأس الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي - القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، يوم السبت الماضي 9 مارس 2024م بالعاصمة عدن اجتماعاً موسعاً لقادة الوحدات العسكرية والأمنية الجنوبية، بحضور اللواء الركن هيثم قاسم طاهر عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي - رئيس اللجنة العسكرية والأمنية العليا، والدكتور ناصر الخُبجي رئيس الهيئة السياسية المساعدة - رئيس وحدة شؤون المفاوضات، وسالم ثابت العولقي رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، واللواء شلال علي شايع رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، واللواء صالح علي حسن رئيس العلميات المشتركة.
وفي الاجتماع أشاد الرئيس الزُبيدي بالتضحيات الجسمية التي يقدمها الأبطال من منتسبي قواتنا المسلحة والأمن في ميادين الشرف والبطولة، معبراً عن فخره واعتزازه بالبطولات التي حققتها قواتنا المسلحة في جبهات التصدّي للمليشيات الحوثية، ومواكبتها بانتصارات موازية في الحرب على الإرهاب.
وشدد الرئيس القائد على ضرورة تعزيز الانضباط في أداء المهام العسكرية والأمنية، ومضاعفة الجهود في ميادين التأهيل والتدريب، والحفاظ على الجاهزية واليقظة العاليتين، وتعزيز مستوى التنسيق بين الوحدات الأمنية والعسكرية في تنفيذ المهام.
الى ذلك قدم اللواء الركن هيثم قاسم طاهر شرحاً موجزاً، تضمن أبرز ما أنجزته اللجنة العسكرية والأمنية العليا، في إطار المهام الموكلة إليها بخصوص ترتيب وتنظيم القوات المسلحة والأمن والارتقاء بأدائها وتطوير هياكلها، وفق أسس علمية حديثة ومعاصرة.
ومن جانبه، أطلع الدكتور ناصر الخُبجي الحاضرين على مستجدات الأوضاع السياسية على الصعيدين المحلي والإقليمي، وفي طليعتها التطورات المتعلقة بالعملية السياسية والتداعيات الخطيرة للتصعيد الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
وبدوره، قدم اللواء صالح علي حسن رئيس هيئة العمليات العسكرية المشتركة، شرحاً مفصلاً عن الجهود التي تبذلها الهيئة للارتقاء بالبناء المؤسسي للقوات المسلحة الجنوبية والأمن، وتعزيز القيادة والسيطرة والضبط والربط العسكري في مختلف الوحدات.
وفي ختام الاجتماع، أطلع رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي سالم العولقي، قادة الوحدات العسكرية والأمنية على الموجهات ذات الصلة بالإعلام العسكري والأمني، وفقاً لتوجيهات الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، مطالباً قادة الوحدات بالالتزام بآليات العمل الإعلامي العسكري والأمني، من خلال النافذة الإعلامية الموحدة، ممثلة بالمركز الإعلامي للقوات المسلحة الجنوبية وموقع "درع الجنوب".
- "تحركات سياسية وميدانية"
وفي اليوم ذاته (السبت 9 مارس 2024) وبمعية اللواء هيثم قاسم طاهر، زار الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي مبنى الأكاديمية العسكرية العليا في العاصمة عدن، لتفقدها والاطلاع على سير العملية التعليمية فيها.
وخلال الزيارة، شهد مناقشات رسائل الماجستير من الدارسين في كلية القيادة والأركان، مثنياً على جهود وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري - الذي كان في استقباله في الأكاديمية - لاستعادة المؤسسات التعليمية والأكاديمية العسكرية، إضافة لخطط الأكاديمية لتطوير العملية التعليمية وتخريج قيادات عسكرية مؤهلة بالعلوم العسكرية الحديثة.
وفي ختام جولته، عبر الرئيس القائد عن إعجابه بمواضيع رسائل طلاب الماجستير والحلول التي تقدمها لتجاوز التحديات.
- اللواء البحسني حاضر في الميدان
إلى ذلك، شهد نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي - عضو مجلس القيادة الرئاسي، اللواء الركن فرج سالمين البحسني، يوم السبت 9 مارس 2024، في مدينة المكلا حفل تخرّج الدفعة التاسعة استجداد (دفعة الحسم) بلواء النخبة الحضرمية التابع للمنطقة العسكرية الثانية.
وخلال الحفل - الذي حضره الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة حضرموت صالح العمقي، وقائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن طالب بارجاش، وعدد من القادة العسكريين والأمنيين - قدّم الخريجون عرضًا عسكريًا مهيبًا، تقدمهم قائد الطابور وحملة الأعلام لإلقاء التحية على عضو مجلس القيادة الرئاسي، كما تضمنت فقرات الحفل استعراض كمين مدبّر، والقبض على مطلوب أمنيًا، والخطوة السريعة، عكست ما وصل إليه الجندي بقوات النخبة الحضرمية من تأهيل وتدريب، وجاهزية عالية لتنفيذ المهام العسكرية.
وخلال الحفل ألقى اللواء الركن البحسني كلمة للخريجين، هنأهم في مستهلها بشهر رمضان المبارك، سائلًا الله العلي القدير أن يعيده على الأمتين العربية والإسلامية بالخير واليُمن والبركات، وعلى بلادنا بالأمن والاستقرار.. وقال: إن ما يميز حفل تخرج هذه الدورة مستوى التدريب العالي الذي تلقاه الجنود خلال فترة التدريب وإظهار مهاراتهم وقدراتهم القتالية في الحفل بشكل يليق بمستوى التدريب والتأهيل.. لافتاً إلى أهمية مثل هكذا مناسبات تخلّد في أذهان الجنود حتى يصبحوا ضباطًا وقادة، وهي لحظة احتفائهم بالتخرّج من مثل هذه الدورات النوعية، مهنئًا الجنود الخريجين بمناسبة إنهائهم دورة الاستجداد، وحثهم على تطبيق جميع المعارف والمفاهيم في ميدان العمل العسكري، وبذل أقصى الجهود للحفاظ على مستوى الأمن والاستقرار التي وصلت إليه حضرموت.
مشيداً بالمستوى العالي والمتقدم الذي وصلت إليه قوات النخبة الحضرمية، بدعم من مجلس القيادة الرئاسي وقوات التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وخبرة وإمكانيات قائد المنطقة العسكرية الثانية والتفاف القادة والضباط ودعمهم لتوجهاته، في سبيل الرفع من جاهزية الألوية والوحدات العسكرية، الأمر الذي جعل من قيادة المنطقة العسكرية الثانية أنموذجًا يحتذى به في البناء العسكري على مستوى المحافظات المحررة.
وقال اللواء البحسني إن "قوات النخبة هي أمل حضرموت، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التفريط فيها أو التشكيك في قدراتها، ويجب أن يكون الجميع على قناعة تامة بدعم قوات النخبة وعدم السماح لأي كان المساس بها أو الإساءة إليها".. داعيًا قيادة السلطة المحلية بحضرموت إلى تكثيف الدعم والإسناد للأجهزة العسكرية والأمنية بالمحافظة، وإيلائها الاهتمام والرعاية الخاصة، والعمل على تسهيل مهامها وتذليل الصعاب التي تواجهها.
كما وجه الاجهزة الأمنية والعسكرية برفع درجة الجاهزية خلال شهر رمضان المبارك، نظرًا لاستغلال تنظيم القاعدة للأيام المباركة والروحانية في تنفيذ العمليات الإرهابية الجبانة والغادرة، حيث استغل تنظيم القاعدة أول رمضان بعد تحرير ساحل حضرموت، بتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية استهدفت أبطال قوات النخبة الحضرمية. كما حث على رفع وتيرة التدريب وزرع روح المعنوية والشجاعة والإخلاص لله ثم للوطن في نفوس منتسبي النخبة الحضرمية.
- اللواء المحرمي يلتقي برجال أبين
وفي اليوم نفسه (السبت 9 مارس 2024) رأس اللواء أبو زرعة عبدالرحمن المحرّمي عضو مجلس القيادة الرئاسي، بالقصر الرئاسي بالعاصمة عدن، اجتماعاً موسعاً ضم السلطة المحلية والتنفيذية بأبين، بحضور محافظ المحافظة اللواء الركن أبو بكر حسين سالم ومدراء عموم المديريات، ومدراء المكاتب التنفيذية بالمحافظة.
وألقى اللواء المحرّمي كلمة في الاجتماع رحب في مستهلها بالحاضرين، مشيداً بالتضحيات الجسيمة التي قدمها أبناء أبين على كافة الأصعدة، لا سيما في مجابهة خطر التنظيمات الإرهابية وضبط عمليات التهريب والمظاهر المخلة بالأمن والاستقرار.
وقال المحرّمي: إن محافظة أبين بما تحتله من موقع مهم، وبما تحتويه من تنوع مناخي في الدلتا والساحل والجبل ومخزون زراعي استراتيجي، وما تزخر به من كوادر وكفاءات، تحتاج إلى الكثير من الجهود على كافة المستويات وفي جميع الملفات.
وخلال الاجتماع، استمع المحرّمي من محافظ أبين إلى شرح تفصيلي عن خطط وبرامج السلطة المحلية التطويرية للعام الجديد، في كافة القطاعات الخدمية والتنموية، وجهودها في معالجة العديد من القضايا المرتبطة بالحياة المعيشية للمواطنين، مستعرضاً المشاريع المتعثرة أمام السلطة المحلية وبحث آليات استئناف العمل فيها.
وتطرق المجتمعون إلى عدد من الخطوات التي اتخذتها السلطة المحلية، الهادفة إلى تصحيح العمل الإداري بالمحافظة، وتعزيز خطوط التواصل بين جميع المؤسسات الإرادية والمكاتب التنفيذية وفروع الوزارات بأبين، في شتى المجالات الأمنية والخدمية والتنموية والاقتصادية والتعليمة والصحية والزراعية والسدود ومشاريع الطرقات.
من جهته، أكد اللواء المحرمي على ضرورة التنسيق المشترك بين السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية بمحافظة أبين، وتضافر الجهود بين جميع المكونات والشرائح الاجتماعية، من أجل ضمان التنمية والرخاء للمحافظة، وتحقيق أعلى كفاءة في تنفيذ المهام على أرض الواقع.. مشدداً على أهمية توحيد الصف والتحام قيادات السلطة المحلية بالجماهير وتلمس أوضاعهم، والعمل جنباً إلى جنب مع المحافظ للتخفيف من معاناة المواطنين.
- "اللواء بن بريك.. تحركات مثمرة"
من جهته، عاد اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، والفريق المرافق له ممثلا بالأستاذ فادي باعوم عضو هيئة رئاسة المجلس، والأستاذ عبد السلام مسعد رئيس فريق الحوار الوطني الجنوبي، وعدد من أعضاء فريق الحوار، يوم السبت 9 مارس 2024م، إلى العاصمة عدن قادماً من محافظة حضرموت.
وجاءت عودة نائب رئيس المجلس الانتقالي والفريق المرافق له عقب قيامه بسلسلة من الأعمال واللقاءات مع مختلف الشخصيات السياسية والإدارية والاقتصادية والتربوية والاجتماعية في المحافظة.
ووصف متابعون تحركات اللواء بن بريك وجميع قادة المجلس الانتقالي الجنوبي بالهادفة والمثمرة.
- ختامًا..
يرى مراقبون أن تحركات وجولات قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي الميدانية الداخلية وكذا الخارجية، ترفع المعنويات وتعزز الجبهة الداخلية وتربك العدو، بل وتصيب مخططاته ودسائسه في مقتل.