رمضان الخير في العاصمة عدن .. «ذڪرى الملحمة الكبرى» والانتصار على جحافل "الحوثعفاشية" الغازية ..!
ما أقبح الفقر وما أجمل الفقراء، ولكن قباحة الفقر تزداد مع قدوم المناسبات والأعياد الدينية التي تتطلب توفر واستمرار بعض الخدمات الضرورية كالكهرباء والمياه، وكذا المال لشراء الطعام والأغراض الرمزية للتعبير عن الفرحة والابتهاج، ولكن الفقر أحياناً يحول دون اكتمال الفرحة.
تعاني أغلب الأسر بالعاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب من سياسة إفقار وتجويع وحرمان من أبسط الخدمات والحقوق، إلى جانب إيقاف الرواتب وانعدام قيمتها الشرائية، والتضييق على معيشة المواطن بشكل عام بسبب الأزمات الاقتصادية والخدمية المفتعلة، التي تقف خلفها بعض السياسات اللا أخلاقية.
مع ذلك، ورغم الألم إلا أن أهالي العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب يمتلكون نفوساً مرحة وقلوباً طيبة يواسون بعضهم البعض بالتكافل والتعاون المجتمعي، وبالجهود الفردية والجماعية المبذولة من قبل أهل الخير، وتسير قافلة الخير في شهر رمضان الخير، الكل يفرح ويؤدي طقوسه الدينية التي أمرنا بها الله تعالى، حيث تتزين المساجد بالتواشيح والترحيب بقدوم الشهر الفضيل وبصلاة التراويح والإفطار الجماعي، ويتحول ليل المدن إلى نهار..
يمارس الشباب أنشطة رياضية مختلفة، فيما ينظم البعض موائد إفطار جماعي، كما تنتشر الخيام الرمضانية التي تنظمها السلطة المحلية إلى جانب قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، تباع فيها المواد الغذائية إلى جانب مستلزمات رمضان بأسعار رمزية تساعد الجميع على الاحتفاء بالشهر الفضيل.
«رمضان روزنامة ملحمة عالقة في الأذهان»
على وقع ضربات الأبطال الجنوبيين بالمقاومة المسلحة الجنوبية، وبمساندة الأشقاء من دولتي الإمارات والسعودية، في عملية "السهم الذهبي" التي انطلقت في 22 يوليو 2015 الموافق 27 رمضان، مُنيت جحافل الغزو الحوثي عفاشي بهزيمة نكراء والتي شردت تجر أذيال الهزيمة من العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب، تاركة خلفها كميات كبيرة من العتاد العسكري وجثث عناصرها مرمية على قارعة الطرقات، فيما وقع أعداد كبيرة منهم في الأسر.
ومع قدوم شهر رمضان من كل عام يستذكر الأهالي تلك الذكرى وما رافقها من مواقف ملحمية بطولية واخرى مؤلمة، حيث سقط بالعاصمة عدن وحدها أكثر من 3 آلاف شهيد وألوف الجرحى.
يتذكر الأهالي التضحيات التي قدمها أولئك الأبطال من أبناء مدينة عدن وبقية محافظات الجنوب، ممن لبوا النداء واختلطت دماء الجنوبيين بدماء أشقائهم الإماراتيين، في ملحمة الانتصار الذي تجسد بهزيمة المشروع الفارسي ودحره إلى غير رجعة.
«معركة غير متكافئة»
خلال فترة الغزو الحوثي عفاشي على العاصمة عدن الذي دام 3 أشهر و3 أسابيع و6 أيام (من 25 مارس إلى 22 يوليو 2015م)، سقط ألوف الشهداء والجرحى من الجنوبيين، حيث كانت المعركة غير متكافئة، شباب متحمس غير مدرب وقف في وجه جيش ومليشيات مدربة ومدججة بكافة أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة.. وأمام الصمود الأسطوري لأبناء العاصمة عدن لجأت قوات المحتل اليمني الحوثي عفاشي إلى استهداف الأسواق والأماكن المكتظة بالسكان بقذائف الهاون والصواريخ، لإيقاع عدد أكبر من القتلى بهدف ضرب معنويات رجال المقاومة الجنوبية وإجبارهم على التقهقر الذين بدورهم زادوا بسالة وصموداً.
«مجازر حوثي عفاشية لا تسقط بالتقادم»
عند شعور قوات الغزو الحوثي عفاشي بالهزيمة لجأت إلى تكثيف قصفها العشوائي على المناطق والأسواق المكتظة بالسكان، ومارست انتهاكات جسيمة ترقى إلى جرائم حرب ضد الإنسانية، تنوعت بين القتل والإصابة والاعتقال والإخفاء القسري والتعذيب، واستخدام المدنيين دروعا بشرية، واستهداف السكان الآمنين بالهاون وصواريخ الكاتيوشا والألغام (طبقاً لإحصائيات وزارة حقوق الإنسان اليمنية).
ففي يوم الأحد 19 يوليو 2015م ارتكبت ميليشيات الحوثي عفاشي مجزرة في العاصمة عدن، عندما قصفت بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون الأحياء السكنية في منطقة دار سعد، بحسب صحيفة الحياة اللندنية.
وأعلنت الحكومة الشرعية اليمنية حينها أن القصف أوقع 43 قتيلاً و173 جريحاً في صفوف المدنيين، اغلبهم من الأطفال والأبرياء المسالمين.
فيما واصل رجال المقاومة الجنوبية المسلحة وإلى جانبهم قوات التحالف العربي التقدُّم في أحياء يتحصّن فيها مسلحو الحوثيين في مدينة عدن، واقتربوا من السيطرة على القصر الرئاسي في منطقة معاشيق حيث آخر جيوب مليشيات الحوثي عفاشي، بالتزامن مع سيطرتهم على مفترق طرق استراتيجي قرب قاعدة العند الجوية في محافظة لحج.
وبحسب قناة العربية أفادت مصادر طبية، بمقتل 31 مدنيا وجرح العشرات في قصف حوثي عفاشي استهدف أحد أحياء العاصمة عدن. وقالت القناة إن المقاومة الشعبية في عدن سيطرت على بعض المواقع المهمة التي كانت تحت سيطرة المتمردين في دار سعد، بعد معارك عنيفة استُخدمت فيها الأسلحة الثقيلة.
وفي وقت مبكر من يوم الأربعاء 1 يوليو 2015م ارتكبت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح مجزرة مروعة في مدينة المنصورة في العاصمة عدن، حيث أمطرتها بصواريخ الكاتيوشا مستهدفة أحياء كابوتا والتقنية وشارع السجن، ما أدى إلى سقوط أكثر من 31 قتيلاً، وعشرات الجرحى.
ختامًا..
يظل شهر رمضان الخير في العاصمة عدن من كل عام روزنامة ذكرى أبدية، تتجدد لإحياء الطقوس الربانية رغم المعاناة، ولإحياء ذكرى الانتصار الكبير على جحافل الحوثي عفاشي، وما رافقها من أحداث ملحمية ومجازر وجرائم ضد الإنسانية، لاتزال عالقة في أذهان الاهالي ولا تسقط بالتقادم.