عجز واضح في إدارة الأزمات.. هل تمر حكومة بن مبارك بفشل غير معلن ..؟
لم يُخفِ الشارع الجنوبي خيبة أمله في حكومة أحمد عوض بن مبارك. وأكد ناشطون جنوبيون أن انعدام مبدأ الثواب والعقاب والتستر على ملفات الفساد المتعاقب أعطى الحكومات اليمنية المتعاقبة حافزاً، وشجع رموزها على استمراء الفساد الذي بات روتيناً طبيعياً يتداوله السلف والخلف.
تغيير وجوه مع الإبقاء على طاحونة الفساد شغالة، والإمعان في مضاعفة المعاناة، والمضي قدماً في سياسة تعذيب وجلد شعب الجنوب.. مؤكدين أن حرب الخدمات والفساد حروب سياسية بامتياز (مفتعلة)، تتمترس خلفها أجندة يمنية وإقليمية، لها عدة أهداف أهمها تشويه رموز المجلس الانتقالي الجنوبي والضغط على قيادته لتقديم تنازلات، وتاليب شعب الجنوب ضدهم، وتدمير مؤسسات الجنوب التنموية والأمنية والعسكرية، وإبقاء الجنوب في دائرة الأزمات والصراعات البينية، وما خفي كان أعظم..
- لا تحسن.. والحاصل "ديمة قلبنا بابها"
مع التحركات الميدانية والنزولات التي قادها رئيس الحكومة الجديد أحمد عوض بن مبارك، استبشر الشارع الجنوبي خيراً، وتوقع أن تحدث تلك التحركات تغييراً ملموساً على الأرض، ينعكس إيجاباً على معيشة المواطن الاقتصادية وعلى الخدمات المقدمة أهمها كهرباء العاصمة عدن، ولكن لا تحسن، بل سارت الأمور من سيئ إلى أسوأ، ازداد انهيار العملة المحلية (الريال اليمني) أمام العملات الأجنبية، حيث تجاوز سعر الدولار عتبة الـ1600 ريال يمني، وتضاعفت الأسعار وبلغ الغلاء ذروته، وتضاعفت ساعات انطفاء التيار الكهربائي 6 ساعات انطفاء مقابل ساعتين تشغيل، ومعها تعطلت مصالح الناس وتضاعفت حدة الأزمات على المواطن والتاجر.
كما لم يطرا أي تغيير على القيمة الشرائية لرواتب الموظفين التي فقدت هي الأخرى قيمتها، وأصبح راتب المعلم لا يساوي 200 ريال سعودي، ولا يصرف بصورة شهرية منتظمة. ولم تحل مشاكل المعلمين، ولم يتم تشغيل مصفاة عدن التي تعتبر أهم رافد اقتصادي للجنوب.
ويرى جنوبيون أن تحركات بن مبارك مجرد ذر رماد في العيون، تلميع إعلامي وشخصنة بعيدة عن معاناة المواطن البسيط.
وكشفت مصادر اقتصادية أن حكومة أحمد عوض بن مبارك عجزت منذ تشكيلها عن تقديم خطة اقتصادية واضحة المعالم، لبيان توجهاتها خلال المرحلة القادمة. وأوضحت المصادر أنه رغم المطالبات المستمرة لرئيس مجلس الوزراء بتقديم خطة اقتصادية يمكن اعتمادها ودعمها وتمويلها، إلا أنه لا يزال يماطل في تقديمها ووضعها، وانه يتعمد العمل خلف الكواليس..
- العصا نفسها مع تغيير الجلاد
ويرى مراقبون أن تعيين بن مبارك جاء لامتصاص غضب الشارع الجنوبي، مع المضي قدماً في سياسة تركيع الجنوبيين وضربهم بنفس العصا التي كانت بيد سلفه معين عبد الملك، ولإدارة مؤامرات من داخل العاصمة عدن ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، لا سيما أن الرجل جنوبي ولن تحوم حوله شبهات.
فيما يرى آخرون أن بن مبارك سار على خطى سلفه معين عبد الملك، طالما أن الأخير تورط في عدة ملفات فساد إداري ومالي، ونجح في الإفلات من العقوبة في ظل حكومة الشرعية اليمنية المتسترة والحامية للفساد اليمني المسيس في الجنوب، الذي تحاول جهات يمنية وإقليمية إلصاقه بقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي.
ووفق مصادر إعلامي، تقود القوى اليمنية الممسكة بالمناصب القيادية في الجنوب حرباً مكتملة الأركان ضد المجلس الانتقالي الجنوبي (خدمية، اقتصادية، إعلامية)، هدفها تهييج الشارع الجنوبي في العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب ضده، وإفقاد المواطن الجنوبي ثقته فيه ودفعه صوب البحث عن البديل.
- فشل غير معلن
في السياق، يرى ناشطون جنوبيون أن أمر حكومة بن مبارك قد انكشف في وقت مبكر، لا سيما أنها لم تاتي لإصلاح ما أفسده سلفه معين عبد الملك، بل أتت لتمرير سياسات خبيثة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي.
يقود بن مبارك تحركات وزيارات ميدانية تحمل طابعاً إنسانياً، لإخفاء الأهداف السياسية غير المعلنة التي يقودها ضد الجنوبيين، وضد قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي.
فشل واضح صريح غير معلن لتحركات وسياسات بن مبارك. وتوقع مراقبون أن يطل برأسه عبر إحدى القنوات أو الوسائل الإعلامية ليقدم استقالته، وينسب فشله إلى المجلس الانتقالي الجنوبي.
- الانتقالي طوق النجاة الوحيد
في الختام.. كل المؤامرات التي حيكت ضد شعب الجنوب وكيانه السياسي (المجلس الانتقالي الجنوبي) باءت بالفشل، بل إن مصير من أداروها كان كارثياً، ولكم في عفاش عبرة.
ودعا ناشطون جنوبيون التحالف العربي إلى تسليم الجنوب كل الجنوب للمجلس الانتقالي الجنوبي، بما في ذلك البنك المركزي وحقول النفط والغاز، لا سيما أنه مشهود له بالنجاح والإخلاص والنزاهة، وحقق نجاحات غير مسبوقة في القطاعات الواقعة تحت إمرته العسكرية والأمنية، ويحظى بقاعدة وقبول كبير شعبي وواسع في عموم محافظات وعزل الجنوب، تعطيه الأولوية والسبق في إدارة شؤون الجنوب، ويراه جنوبيون طوق النجاة الوحيد.