الحارس الأمين للأمن القومي الخليجي والعربي وحامي حمى الجنوب .. »الانتقالي_الجنوبي» صمود اسطوري في وجه التحديات والأزمات المفتعلة، إلى متى ..!
تواجه قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي تحديات على أكثر من صعيد، أهمها العسكري والأمني برفع الجاهزية واليقظة على مدار الساعة، للتصدي المستمر لهجمات مليشيات الحوثي الإرهابية على خطوط التماس الحدودية، وأخرى أمنية داخلية بملاحقة العناصر الإرهابية (حوثية، قاعدة، داعش والإخوان المسلمين)، وإفشال مخططاتها الإجرامية، بالإضافة إلى ملاحقة مهربي المخدرات والأسلحة والعناصر الخارجة عن القانون. ولقد حقق الانتقالي نجاحات كبيرة مشهودة في هذا المجال.
وهناك أيضاً تحديات إعلامية ومراوغات وألغام سياسية يمنية إقليمية، نجح الانتقالي في التعامل معها وبات رقماً صعباً يستحال تجاهله أو تخطيه عقب نجاحه في تدويل القضية الجنوبية وإيصالها إلى مواقع صناعة القرار الدولي.
كما تقف أمام المجلس الانتقالي الجنوبي تحديات شائكة خطيرة، وتاتي خطورتها من كونها أزمات مفتعلة أضرت بالمواطن الجنوبي وضيقت سبل معيشته وكينونته، ألا وهي الأزمات الاقتصادية والخدمية. استخدمها خصوم الانتقالي سلاحاً ضده تمثلت في انهيار منظومة التيار الكهربائي بالعاصمة عدن، في وقت تشهد فيه المدينة موجة صيف ساخن يستحال التعايش معه أو توفير بدائل، سيما ظروف أغلب المواطنين الجنوبيين مزرية ما دون الحضيض، بالإضافة إلى انهيار قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، وما نتج عنه من غلاء الأسعار وفقدان رواتب الموظفين قيمتها الشرائية، معها وصل راتب المعلم إلى 150 ريال سعودي لا يفي لتوفير الحد الأدنى من متطلبات الأسرة لأسبوع واحد.
فهل ينجح المجلس الانتقالي الجنوبي في التعامل مع الأزمات المفتعلة الاقتصادية والخدمية، وإصلاح ما أفسدته الشرعية اليمنية والإقليمية في العاصمة عدن خاصة والجنوب عامة؟ أم تقف حجر عثرة تعيق مسيرته وتتسبب في إطالة عمر الأزمة الجاثمة على كاهل المواطن الجنوبي في العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى غليان وإثارة الشارع الجنوبي ضده، ليوضع في نهاية المطاف في دائرة الاتهام..؟
لماذا استهداف الانتقالي رغم أنه شريك وفي؟
المجلس الانتقالي الجنوبي هو الوريث الشرعي لنضالات شعب الجنوب التحررية التي اندلعت في العام 1994م، مروراً بثورة الحراك السلمي الجنوبي 2007م، وصولاً إلى المقاومة المسلحة الجنوبية التي اندلعت ضد الغزو حوثي عفاشي للجنوب في العام 2015م، وما تخلل تلك الثورات من عمل مسلح وآخر سياسي ضد المحتل اليمني، وصولاً إلى إعلان عدن التاريخي في العام 2017م، الذي تمخض عنه تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي وتفويضه شعبياً لقيادة مسيرة شعب الجنوب التحررية، وما تلاه من عقد اللقاء التشاوري في العام 2023م، وما تمخض عنه من وثيقة ميثاق شرف أجمعت خلالها جميع مكونات الجنوب على تفويض المجلس الانتقالي الجنوبي لحمل القضية الجنوبية، وتمثيل الجنوب في أي مسار تفاوضي. ولأن المجلس الانتقالي يحمل على عاتقه مشروع استعادة الدولة الجنوبية "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية"، ويردد ذلك في جميع خطاباته السياسية للداخل والخارج وفي كل مناسبة، أغاض بعض الأطراف اليمنية والإقليمية التي تسعى لإبقاء اليمن موحداً، وتبذل لأجل ذلك ملايين الدولارات ليس لأجل مصلحة الشعبين اليمني والجنوبي، وإنما لمصالحها وأطماعها في الجنوب، وتناست أن الانتقالي الجنوبي هو الحليف الوفي، وهو من أفشل المشروع الفارسي وانتصر للمشروع العربي.
أعداء النجاح يصنعون الأزمات
يرى محللون أنه نتيجة للنجاحات التي حققتها قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي داخلياً وخارجياً برئاسة اللواء عيدروس الزُبيدي، سارعت القوى المعادية - يمنية وإقليمية - إلى وضع العراقيل والعقبات وصناعة الأزمات، جمعها ضد الجنوب قاسم مشترك واحد ألا هو ترحيل ثم تصفية القضية الجنوبية، ووأد مشروع استعادة الدولة الجنوبية "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية"، وصولاً إلى الاستحواذ الكلي على ثروات الجنوب وتمزيق نسيجه الاجتماعي. باتت تعمل ليل نهار تحيك المؤامرات والحيل وتصنع الفشل بمناطق سيطرة الانتقالي، إلى جانب تحريك خلاياها الإرهابية لاستهداف قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي لإزاحتها عن المشهد. ولكن كل المخططات باتت مكشوفة، ولن تنطلي على شعب الجنوب الذي اختار كيانه السياسي من ميادين النضال، ولن يتخلى عنه قيد أنملة.
تحديات لها نتائج كارثية على دول الجوار
إن التحديات الداخلية الاقتصادية والخدمية الماثلة أمام المجلس الانتقالي الجنوبي هي الأخطر، أزمات مفتعلة مدعومة وبقوة ولها أبعاد خطيرة، هدفها إزاحة المجلس الانتقالي الجنوبي عن الساحة الجنوبية. و في حال نجاح مخطط استبعاد المجلس الانتقالي الجنوبي ستبرز إلى السطح تبعات كارثية وتحديات أخرى أخطر على الجنوب وعلى دول الخليج العربي، بالإضافة إلى إدخال الجنوب في دوامة صراع بيني تعيده إلى مربع التقسيم والتشرذم المناطقي.
وبمعنى أدق، فإن سقوط الانتقالي معناه سقوط الجنوب بأيدي جمهورية إيران الإسلامية، والعودة إلى المربع الأول.
تطمع جمهورية إيران الإسلامية في التمدد، والحصول على موطئ قدم على البحر العربي وخليج عدن ومضيق باب المندب، وتبذل قصارى جهدها لتحقيق هذا الهدف الجيوستراتيجي عبر جماعة الحوثي، وعبر جماعات جنوبية معارضة للمجلس الانتقالي الجنوبي، وفي حال نجاحها (إيران) فإنها ستسارع إلى إنشاء قواعد عسكرية ضخمة في الجنوب، وعند إذٍ سوف تتغير قواعد اللعبة تماماً، وستصبح إيران هي صاحبة اليد الطولى في المنطقة. وأنه يتعين على دول التحالف العربي ترك الخلافات البينية - إن وجدت - جانباً وعدم التفريط في المجلس الانتقالي الجنوبي إطلاقاً، بل دعمه ومساندة جهوده في استعادة دولة النظام والقانون "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" الحامي الأمين للأمن القومي الخليجي خاصة والعربي عامة.