إدانة واستنكار وتضامن شعبي ورسمي واسع .. «قضية اختطاف عشال» إيكال الجهات الأمنية وتحييد القضية عن الحسابات السياسية

انتقالـﮯ العاصمة /تقرير /خاص

 

منذ الوهلة الأولى والمجلس الانتقالي الجنوبي يتابع وبكل قلق قضية المقدم علي عشال الجعدني، وحرصه الشديد على سلامته وكشف ملابسات الحادثة، وتعرية الجناة وتقديمهم للعدالة في أسرع وقت ممكن. ووجهت قيادة المجلس في أكثر من جلسة واجتماع الجهات الأمنية بالعاصمة عدن بسرعة كشف المتورطين في الحادث أمام الرأي العام المحلي، وأمام الشعب بكل شفافية وحزم دون محاباة أو انحياز لطرف.

وثمنت الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية في اجتماعها، يوم الأربعاء 10 يوليو 2024م، جهود الأجهزة الأمنية للحفاظ على الأمن والاستقرار داخل العاصمة عدن، والجنوب عموماً.
واستعرضت الهيئة برئاسة الأستاذ عصام عبده علي، نائب رئيس الجمعية الوطنية، تطورات قضية اختطاف المقدم علي عشال الجعدني، مؤكدة أنها قضية كل أبناء الجنوب.
وأعلنت تأييدها المطلق لقرارات اللجنة الأمنية العُليا الصادرة يوم الثلاثاء الماضي بشأن كشف أسماء المتورطين وملاحقتهم. 

وكانت اللجنة الأمنية العليا، المشكلة من أمن عدن وأمن أبين والبحث الجنائي والحزام الأمني ومكافحة الإرهاب والمخابرات، برئاسة وزير الدفاع الفريق الركن محسن محمد الداعري، وقفت في اجتماع لها يوم الثلاثا 9 يوليو 2024، في العاصمة المؤقتة عدن، أمام ملابسات ومستجدات حادثة اختطاف المقدم علي عشال والإجراءات التي قامت بها الأجهزة الأمنية لكشف الجناة وتحرير المختطف.
وأدانت اللجنة الأمنية - في بيان لها - جريمة اختطاف المقدم عشال، وقررت ما يلي: التعميم وضبط التالية أسماؤهم:
- سميح عيدروس النورجي - تمام محمد غالب حسن "البطة" - بكيل مختار محمد سعد - محمود عثمان سعيد الهندي.
كما قررت اللجنة إيقاف يسران المقطري عن العمل وإحالته للتحقيق.

- قطع الطرقات لا يفيد ولا يخدم القضية

وجددت اللجنة الأمنية التأكيد على أن قطع الطرقات لا يفيد ولا يخدم القضية، وعلى وزير الداخلية ومحافظ أبين رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة ومدير أمن أبين الجلوس مع المواطنين لتوضيح ذلك.
وأكدت اللجنة على توحيد جهود التشكيلات والأجهزة الأمنية في عدن، للوصول إلى النتائج المرجوة بصورة سريعة.
وقررت اللجنة تسليم المشتبه بهم الى أمن عدن وتشكيل لجنة تحقيق مشتركة من أمن عدن وأمن أبين والبحث الجنائي والحزام الأمني والاستخبارات وجهاز مكافحة الإرهاب.

كما قررت ضبط كل من يشتبه به في كل الجرائم، والبحث عن الفارين من وجه العدالة، وإشراك النيابة العامة بالإشراف على التحقيقات مع سرعة استكمال الإجراءات والإحالة الى الجهات القضائية.
كما عبرت اللجنة عن شكرها للجهود الكبيرة التي بذلتها وتبذلها الأجهزة الأمنية في عدن وأبين للحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة.

- إدانات واستنكار شعبي والمطالبة بتحييد القضية عن الحسابات السياسية

إلى جانب الإدانة والاستنكار الرسمي عجت مواقع التواصل والصحف الجنوبية بالإدانات والاستنكار، والوقوف إلى جانب أسرة وذوي وقبيلة المجني عليه الجعدني، مطالبين الأجهزة الأمنية باستكمال إجراءاتها وسرعة القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة، كما طالبوا بتحييد القضية عن المسارات السياسية طالما أطراف معادية تحاول الاصطياد في المياة العكرة لحرف مسار القضية، بهدف تصفية حسابات سياسية قديمة ولإشاعة الفوضى في العاصمة عدن لتحقيق مآرب سياسية بعيدة كل البعد عن قضية المقدم عشال الجعدني.

إلى ذلك نشر الأستاذ خالد سلمان مقالاً قال فيه:
‏قضية عشال القضية العادلة التي سرقتها السياسة وحولتها إلى "قميص عثمان"، تخوض به القبائل المتناحرة حروبها الخاصة، ترفعه عنواناً لها في ما هي لا تسعى جادة إلى تفكيك الغموض حول مصيره.
وأضاف سلمان: الجميع خرج من تحت الأرض ومن الزوايا قليلة الضوء ليتصدر المسرح، ويبسط على الواجهة ويقدم نفسه جودو المنقذ صاحب الحق في تبني قضية الرجل، وإزاحة أهله وذويه خارج الصورة كطرف أصيل في الحديث عن مظلومية ابنها.
وتابع: الجميع احتشد وجيش الجيوش ودعا للمليونيات، وامتد الاختراق إلى داخل بعض ضباط المؤسسة العسكرية وهم فرادى، وتداخلت مصالح عدة لإنجاز هدف واحد "الإطاحة بالانتقالي"، أطراف مشتركها واحد ومرجعياتها متعددة من الإسلام السياسي، بشقيه الحوثي والإخواني، والشخصيات الماضوية التي تحلم بالعودة لحكم عدن، وشيوخ الفتنة وتجار الأزمات والحروب.. والتحق بالركب أجنحة في الشرعية تجهر بالمطالبة بالزحف من تعز إلى عدن، في مشهدية تعيد التذكير بغزوتي عام 94 وغزوة خيبر، وهو التطور الذي يشي أن العلاقة تحت سقف الشرعية محتقنة وليست على ما يرام.

- قضية عشال ستفقد التعاطف عند تسييسها

كما خط الأستاذ ياسر اليافعي منشوراً إعلامياً تحت عنوان (قضية عشال ستفقد التعاطف عند تسييسها) قال فيه: الجنوب بكله أجمع على عدالة قضية المختطف المقدم علي عشال الجعدني، وكانت هناك مواقف قوية وواضحة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، واللجنة الأمنية العليا، وهناك بيانات تأييد وتعاطف مع هذه القضية من مختلف الجنوب من المهرة إلى باب المندب.
هذه قضية عادلة تستحق الوقوف معها حتى معرفة مصير عشال ومحاكمة كل من تورط في هذه القضية. لكن القضايا العادلة تفقد قوتها وتأثيرها عندما تُستغل لأغراض سياسية، عند استخدام هذه القضايا لتحقيق مصالح ضيقة أو أهداف سياسية قصيرة المدى، ينحرف التركيز بعيداً عن جوهر القضية الأساسية، مما يؤدي إلى تراجع الدعم الشعبي وفقدان الثقة. وهذا ما لا نتمناه لقضية عشال التي هي قضيتنا جميعاً.

- اجتماع موسع في أبين يدعو إلى رفض تسييس قضية الجعدني

في السياق، عقدت القيادات العسكرية والأمنية في محافظة أبين، يوم الخميس 11 يوليو 2024، اجتماعاً موسعاً بحضور عضوي هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي عبدالناصر الجعري والخضر السعيدي، ومحافظ أبين اللواء أبوبكر حسين سالم، ورئيس تنفيذية انتقالي أبين حسن منصر غيثان الكازمي، لمناقشة جملة من القضايا الأمنية والعسكرية وتداعيات اختطاف المقدم علي عبدالله عشال الجعدني.
أبرز النقاط التي تم تناولها في الاجتماع:
1) التأكيد على أهمية تكثيف الجهود والتنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية، والتعامل الحازم مع أي تهديدات.
2) تعزيز التعاون مع كافة الأجهزة الأمنية لضمان حماية المواطنين وتحقيق الأمن والاستقرار في أبين.
3) رفض تسييس قضية اختطاف المقدم الجعدني، واتخاذ الإجراءات القانونية لضبط الجناة.
4) تغليب المصلحة العامة وعدم الانجرار إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة.
5) بحث الوضع الأمني في المحافظة والتحديات الراهنة، والإجراءات المُتبعة لتعزيز الأمن والاستقرار.

حضر الاجتماع مدير أمن المحافظة علي ناصر باعزب، وقائد قوات الحزام الأمني حيدرة السيد، والعميد مختار النوبي قائد محور أبين، والقائد سند الرهوة، ومندوب عمليات اللواء السادس عبدالله باحيلة،زورئيس لجنة مكافحة الفساد بالجمعية الوطنية الأستاذ محمد احمد الشقي.

ختاماً.. 
لاتزال الأصوات تتعالى متعاطفة مع قضية الجعدني، مطالبة بإظهار الحقيقة وسرعة القبض على الجناة وتحييد القضية عن المماحكات والحسابات السياسية، وقطع الطريق أمام دعاة الفتنة ممن انغمسوا تحت عباءة قضية بن عشال الجعدني، ويسعون لإشاعة الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار بالعاصمة عدن، بحجة إقامة (مليونية) هدفها تصفية حسابات سياسية قديمة ليس لها علاقة بقضية بن عشال الجعدني، بل ستفقدها التعاطف الشعبي وتجرها إلى مسارات أخرى تهدد النسيج الاجتماعي الجنوبي.