نجاح أمني وإعلامي جنوبي فريد ومشهود.. تصدي للإعلام المعادي وإحباط للمخططات الإجرامية المستوردة

انتقالـﮯ العاصمة /تقرير /خاص

 

رغم الإمكانيات المتواضعة إلا أن الإعلام الجنوبي بكافة أشكاله، المرئي والمقروء والمسموع، إضافة إلى المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي، حقق نجاحاً منقطع النظير في التصدي للآلة الإعلامية المعادية اليمنية - الإخوانية والحوثية والعفاشية - إلى جانب بعض أبواق الخونة الجنوبيين، ممن تتمترس خلفهم بعض دول الإقليم وجماعة الحوثي والتجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن)، ممن يبثون الإشاعات المغرضة ويسعون جاهدين للإيقاع بالجنوبيين في مستنقع الصراعات المناطقية. 

يبذلون ملايين الدولارات لشراء ذمم الخونة في الداخل والخارج، مستغلين بعض الثغرات العرضية الفردية الحاصلة هنا وهناك، كقضية المقدم علي عشال الجعدني الجنائية، التي لا يزال البحث والتحري مستمرين فيها من قبل الأجهزة الأمنية لكشف ملابساتها بكل شفافية ووضوح. ولكن ذلك لا يروق للقوى المعادية التي استغلت القضية وبادرت إلى حرفها عن مسارها القانوني صوب مربعات سياسية خبيثة، ليس حباً في الجعدني ولا في ذويه ولا في قبيلته، وإنما لاستخدامها مطية للوصول إلى مآرب سياسية خبيثة أخرى.
يقرعون طبول الفتنة لإحداث فوضى في العاصمة عدن لإسقاط المجلس الانتقالي الجنوبي، ولإحياء النعرات المناطقية لتفتيت النسيج الاجتماعي الجنوبي، لإعادة الجنوب إلى مربعات ماضي العنف.  
يصطادون في المياه العكرة لتصفية حسابات سياسية قديمة، يوهمون أنفسهم للعودة إلى العاصمة عدن على ظهور أصحاب القضايا الجنائية المغلوبين على أمرهم.

كما تحاول تلك الأبواق المأجورة تكريس ثقافة الكراهية الشعبوية الجاهلية والثأر والانتقام للذات، عبر القتل أو قطع الطرقات بعيداً عن سلطة القانون والاحتكام إلى قانون الغاب، على قاعدة (البقاء للأقوى). شرائع مستوحاة من نظام الحكم القبلي القائم في الجمهورية العربية اليمنية الشقيقة. 

- إفراغ الساحة الجنوبية من الكوادر المدافعة عن شروع استعادة الدولة

ويرى محللون أن تكالب الإعلام المعادي وأذياله ضد الجنوب هدفه وأد القضية الجنوبية، وتعطيل مشروع استعادة الدولة الجنوبية (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)، التي قدم في سبيله الجنوبيون آلاف القتلى والجرحى، وذلك عبر إسقاط ممثل الجنوب والمفوض شعبياً وسياسياً لحمل القضية الجنوبية (المجلس الانتقالي الجنوبي). 

إفراغ الساحة الجنوبية من الشخصيات والكوادر الفاهمة المدركة للمخطط الإجرامي اليمني الإقليمي تجاه الجنوب، إشاعات وحرب إعلامية مفضوحة هدفها تشويه سمعة المجلس الانتقالي الجنوبي، عبر تسييس بعض القضايا الجنائية الفردية وإلصاقها به، تحت مبررات واهية، تارة للمطالبة بإطلاق سراح معتقلين مخفيين داخل سجن قاعة وضاح، وتارة تحريف قضية المقدم علي عشال الجعدني.

تكالب إعلامي قذر مكشوف النوايا والأهداف، وكان الفشل حليفه طالما الانتقالي واثق من نزاهة قياداته وعناصره، ولم يكن يوما مظلة للفاسدين أو المجرمين، بل ظل فاتحاً أبوابه للجميع للقيام بنزول ميداني وزيارات لما يدعون أنه سجن قاعة وضاح المزعوم، للتأكد من صحة الادعاءات والإشاعات السخيفة، التي نفاها مصدر أمني رسمي بالعاصمة عدن جملة وتفصيلاً. وكشفت مصادر موثوقة عمن يقفون خلف تلك الأراجيف والإشاعات وفي مقدمتهم المدعوون "عادل الحسني" و"هاني اليزيدي" و"فاروق الكعلولي" و"علي حسين البجيري" و"أنيس منصور"، وغيرهم ممن استلموا ملايين الدولارات من الحوثي ومن بعض الدول لإحداث الفوضى في العاصمة عدن، واستهداف المجلس الانتقالي الجنوبي، إلا أن وسائل الإعلام والإعلاميين الجنوبيين الشرفاء كانوا لهم بالمرصاد.

- الانتقالي حاضر وبقوة

في المقابل، يؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي - قولاً وفعلاً - حرصه على وحدة وتماسك النسيج الاجتماعي الجنوبي، والحفاظ على المكتسبات الجنوبية وصيانة الدم والعرض والدين والأرض الجنوبية من أي مكروه داخلي أو خارجي.

ومؤخراً، ترأس الأستاذ علي عبدالله الكثيري، القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي - رئيس الجمعية الوطنية، يوم الإثنين 22 يوليو 2024م، لقاءً تشاوريًا موسعًا لقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي بالعاصمة عدن، ألقى خلاله الكثيري كلمة أكد فيها على أهمية التوجيهات التي أصدرها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، والقاضية بضرورة الالتئام في ظل هذه الظروف التي تمر بها العاصمة عدن خصوصاً والجنوب عموماً، وتعزيز العمل المشترك بين قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي كافة لمواجهة التحديات الراهنة، مشدداً على الدور الإعلامي المسؤول والفاعل في إعلاء قضية شعب الجنوب، وتوضيح الحقائق وتوعية أبناء شعبنا الجنوبي بالمؤامرات والمخططات والحملات الخبيثة التي تستهدف قضيته الوطنية.

- ضريبة تمسك شعب الجنوب بقضيته

وقال الكثيري : جميعنا على دراية تامة بأن الظروف المعيشية في غاية الصعوبة، وما يمر به شعبنا ما هو إلا ضريبة التمسك بقضيته والأهداف التي استشهد في سبيلها خيرة أبنائنا، وقدم شعبنا لأجلها تضحيات جسيمة، مجدداً التأكيد على موقف المجلس الثابت والمعلن عنه في كل بياناته في هذا الشأن، وكذا تمسكه التام بما طرحه الرئيس الزُبيدي خلال لقاءاته مع المبعوث الأممي وسفراء الدول الراعية للعملية السياسية.. مشددا في السياق على أن قضية شعب الجنوب لا مساومة فيها ولا يستطع أحد تجاوزها أبداً.

- لا حصانة لأحد أمام القانون

وتطرق الكثيري في كلمته إلى قضية اختطاف المُقدم علي عشال الجعدني، مجدداً التأكيد على أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتابع تطورات القضية باهتمام بالغ، من خلال عدد من اللجان المشكلة من قبل الرئيس الزُبيدي، حيث بات ملف القضية بيد النيابة العامة، للقيام بإجراءاتها القانونية في التحقيق واستجواب المتهمين وجمع الاستدلالات، لكشف ملابسات الجريمة والقبض على المتورطين فيها، والذين ما زالوا فارين، وإحالتهم للقضاء لينالوا الجزاء الرادع مهما كانت صفاتهم ومراكزهم، فلا حصانة لأحد أمام القانون.

كما ثمّن الكثيري موقف أسرة المقدم عشال وقبيلة الجعادنة، الذين أحبطوا مساعي القوى المعادية التي حاولت توظيف القضية لإلحاق الضرر بالجنوب ووحدة نسيجه الاجتماعي، مشيراً إلى أن تلك القوى تحاول جاهدة لتمزيق الصف الجنوبي، من خلال إشغال شعب الجنوب بالنزاعات الجانبية، وإثارة النعرات المناطقية والقبلية، وهو آخر سلاح لديها لإرباك مسيرة شعبنا، ومحاولة عرقلته عن تحقيق هدفه باستعادة دولته.

- نجاحات أمنية وإحباط مخططات إجرامية

وفي سياق منفصل، حققت الأجهزة الأمنية الجنوبية نجاحات كبيرة تستحق الثناء والتقدير، حيث كشفت مصادر استخباراتية أن محاضر التحقيق مع الخلايا المتحوثة التي تم الإطاحة بها في كل من لودر أبين والضالع وردفان ويافع، خلال الأسبوعين الماضيين، تضمنت اعترافات خطيرة لعناصر الخلايا، لا سيما الذين تلقوا تدريبات في معسكرات حوثية، والتقوا بقيادات حوثية مسؤولة عن ما أسموها "جهاز الأمن الوقائي الحوثي". 

وبحسب المصادر، فإن خمسة من القيادات المتحوثة، وهي المسؤولة عن استقطاب 300 شاب جنوبي، تم إلقاء القبض عليها عقب عودتها من صنعاء، واعترفت بحصولها على تمويل مالي ووعود بتمويل عسكري (أسلحة لحرب عصابات، كسلاح الكلاشنكوف والقناصة والألغام والعبوات الناسفة والطيران المسير كالذي تحصلت عليه عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي). 

وقالت المصادر الاستخباراتية إن زعماء الخلايا (الخمسة) قدموا معلومات خطيرة، منها اعترافهم بتلقيهم وعوداً من قيادات حوثية رفيعة بتسهيل مهمتهم من خلال خلايا حوثية أخرى متواجدة في الجنوب أسندت إليها مهمة اغتيال واستهداف القيادات العسكرية والأمنية الجنوبية التي تشكل خطراً عليهم، والتي سبق وأن أصدرت بحقهم أحكام إعدام غيابياً، أمثال اللواء شلال علي شائع، واللواء فضل حسن العمري، واللواء فرج سالمين البحسني، ومحافظ محافظة شبوة الشيخ عوض محمد ابن الوزير.

وأوضحت المصادر أن قيادة المليشيات الحوثية وعدت زعماء الخلايا الجنوبية المتحوثة بتنفيذ حكم الإعدام لكل من اللواء فرج سالمين البحسني واللواء فضل حسن العمري، بالطريقة نفسها التي اغتيل بها اللواء ثابت مثنى جواس، كما وعدتهم بتأمين مسرح المهمة الأولى الموكلة إليهم والمتمثلة بزعزعة أمن إمدادات جبهات كرش وثرة والضالع ويافع، عبر تصفية قائمة من القيادات العسكرية الميدانية، وعلى رأسهم اللواء فضل حسن قائد المنطقة العسكرية الرابعة، والعميد مختار النوبي والعميد محمود صايل الصبيحي، والعميد اكرم الحنشي، والعميد سند الرهوة، والعميد أحمد القبة. 

وفي الجانب السياسي والإعلامي، اعترفت قيادات الخلايا المتحوثة أنها قدمت أربعة من القيادات العسكرية الجنوبية التي يجب إضعافها وإشغالها بحملات إعلامية تحريضية في نطاق مسؤولياتها ومهامها، وعلى مستوى الجنوب بشكل عام، وهم: اللواء فضل حسن كونه القائد العسكري الميداني الأول، ولصرف اهتمامه بالجبهات، واللواء شلال شائع، وكذا العميد محسن الوالي، والعميد وجدي باعوم، والعميد مختار النوبي.

وكشفت الخلايا في اعترافاتها أن المليشيات الحوثية استقطبت خلية إعلامية جنوبية خاصة بالمهمة ذاتها، مشيرة إلى أن الخلية الإعلامية تتواجد خارج الجنوب، وتحديداً في المملكة الأردنية الهاشمية، وأخرى في هولندا وتركيا، ولاتزال التحقيقات مستمرة ولاتزال الأجهزة الأمنية الجنوبية تحقق نجاحات تلو النجاحات بتوفيق وسداد من الله..

ختاماً..
إن النجاحات الأمنية والإعلامية الجنوبية الباهرة في التصدي للإعلام المعادي، وإحباط المخططات الإجرامية المستوردة لم تأتِ من فراغ، وإنما بعد فضل الله جاءت من تلاحم ووحدة الصف الجنوبي وكفاءة الكوادر الإعلامية والأمنية الجنوبية، التي يتعين على قيادة الجنوب السياسية تشجيعها ودعمها بكل ما يلزم للاستمرار في مسيرة النجاح.