تقرير ..

في الذكرى الأولى لاستشهاد العميد عبد اللطيف السيد.. جنوبيون يطالبون بتطهير محافظة أبين من بقايا عناصر الإرهاب

انتقالـﮯ العاصمة /تقرير /خاص

 

قبل عام من الآن، وتحديداً في العاشر من أغسطس 2023م، اغتالت أيادي الغدر والخيانة القائد البطل العميد عبداللطيف السيد، قائد الحزام الأمني بمحافظة أبين، وعدداً من رفاقه وهم: (الشهيد صلاح اليوسفي - أركان عمليات حزام أبين، والشهيد الشيخ محمد كريد الجعدني، والشهيد عبد الله علي أحمد لعمس، والشهيد عبد الله سعيد كريد الجعدني، والشهيد حسين محمد دمبا صالح)، بالإضافة إلى عدد آخر من مرافقي السيد، إثر تعرض موكبه لانفجار عبوة ناسفة في وادي جنن بمديرية مودية محافظة أبين. 

وأصيب الشارع الجنوبي حيمها بالذهول والصدمة عند سماع نبأ استشهاد السيد ورفاقه. فيما قطع رفاق السلاح العهد على الثأر له ولرفاقه، وبالفعل شهدت ميادين المعركة تصعيداً غير مسبوق استطاع خلاله رجال القوات المسلحة الجنوبية دك أوكار الإرهاب وحرق معسكراته، وقتل وأسر عدد كبير من عناصره، فيما لاذ من تبقى منهم بالفرار إلى محافظة البيضاء اليمنية المجاورة، حيث ملاذهم الآمن في حضن مليشيات الحوثي الإرهابية الداعم الرئيسي لهم.

تحضيرات انتقالية لإحياء ذكرى الشهيد السيد

في ظل حرص القيادة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي على تخليد ذكرى شهداء الجنوب الأبطال وإحيائها سنوياً، عرفاناً لما اجترحوه خلال عقود من الزمن وهم يدافعون عن الجنوب، الأرض والعرض والدين، واعتبارها محطة للتذكير بمآثرهم وتضحياتهم.. التقى الأستاذ حسن غيثان الكازمي، رئيس تنفيذية المجلس الانتقالي بمحافظة أبين، يوم الثلاثا 6 أغسطس 2024م، برئيس اللجنة التحضيرية للذكرى السنوية الأولى للشهيد القائد عبد اللطيف السيد، الأستاذ عبدالرقيب السنيدي.

واستمع غيثان خلال اللقاء إلى شرح مفصل عن سير عمل اللجنة التحضيرية، ولقائها بالقائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي - رئيس الجمعية الوطنية الأستاذ علي الكثيري، ولجنة الاحتفالات لترتيبات الذكرى السنوية الأولى للشهيد عبداللطيف السيد.
وأشاد الكازمي بجهود اللجنة على مدى شهرين في إعداد الكتاب الذي يحوي مسيرة الشهيد السيد على مدى عشرين عاماً في محاربة الإرهاب، مؤكداً حرص القيادة المحلية واهتمامها بإقامة هذه الفعالية، بما يليق بمكانة الشهيد وحجم التضحيات التي اجترحها في الدفاع عن الجنوب وحفظ أمنه واستقراره. 

السيد بطل غني عن التعريف

الشهيد البطل عبد اللطيف السيد غني عن التعريف، يشهد كل من عاصره على تواضعه و شجاعته ودماثة أخلاقه، والانتصارات التي تحققت على يديه في ميادين النزال ضد مليشيات الحوثي وعناصر تنظيم القاعدة. كان منذ اللحظات الأولى في الخطوط الأمامية مدافعاً عن الجنوب.
سجل حضوراً لافتاً وذاع صيته في وقت مبكر، متجاوزاً حدود محافظة أبين كمقاتل ذي مراس وبأس شديد. كان اسمه يثير الرعب في أوساط الجماعات الإرهابية التي وضعته في أعلى قائمة أهدافها، وظلت تلاحقه في كل مكان يتجه إليه، ولكن مشيئة الله كانت له الحافظ.

ففي 4 أغسطس 2012م تعرض السيد لهجوم انتحاري تبناه تنظيم القاعدة الإرهابي، استهدف مخيم عزاء في منزله بمدينة جعار، وخلّف ذلك التفجير الإرهابي 45 شهيداً وعشرات الجرحى، وكان من بين الشهداء عارف السيد وعبد السلام السيد، وهما شقيقا عبد اللطيف السيد، رحمهم الله جميعاً، وأصيب هو أيضاً بالانفجار إصابة بالغة وفقد على إثره إحدى عينيه.

وفي 22 سبتمبر 2012م تعرض لعملية انتحارية بحزام ناسف في العاصمة عدن، أدت إلى إصابته وثلاثة من مرافقيه بجروح.
وفي نوفمبر 2017م تم استهداف موكبه بعبوات ناسفة، زرعتها عناصر القاعدة الإرهابية أثناء مغادرته لمدينة المحفد متوجهاً إلى زنجبار.

وفي فبراير 2019م تعرض السيد لمحاولة اغتيال في مديرية المحفد، بعبوات ناسفة زرعتها عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي.
وفي مايو 2020م تم استهدف موكبه بهجوم مسلح في منطقة باتيس بمحافظة أبين، أدى لاستشهاد اثنين من مرافقيه وإصابة اثنين آخرين.
وفي نوفمبر 2021م تم استهداف موكبه بهجوم مسلح لعناصر من تنظيم القاعدة، مما أدى إلى إصابة قائد حراسته بإصابات خطيرة.
وفي مارس 2022م تم استهداف موكب السيد بهجوم انتحاري بسيارة مفخخة، في الطريق الرابط بين مدينتي جعار وزنجبار بمحافظة أبين، ولكنه بمشيئة الله نجا بأعجوبة.

في صبيحة يوم الخميس 10 أغسطس 2023، ااغتيل العميد عبداللطيف السيد، مع عدد من مرافقيه إثر تعرض موكبه لانفجار عبوة ناسفة في وادي جنن بمديرية مودية محافظة أبين..
وتعتبر هذه المحاولات من أدمى هجمات تنظيم القاعدة التي طالت السيد إلى يوم اغتياله. 

محاولات جبانة لم تثنه ولم تفت في عضده، بل زادته قوة وعزيمة وإصراراً على مواجهة التحدي بتحدٍ أكبر وأقوى دفاعاً عن الجنوب، الأرض والإنسان، وظل ثابتاً على المبدأ لم يحد عنه قيد أنملة حتى يوم استشهاده مقبلاً غير مدبر.

ختاماً..

في الذكرى الأولى لاستشهاده، طالب جنوبيون القوات المسلحة الجنوبية بمواصلة المسير حتى تطهير محافظة أبين، وعموم محافظات الجنوب من عناصر الإرهاب، لينعم المواطن الجنوبي بالأمن والاستقرار والحياة الكريمة.
نم أيها الشهيد قرير العين، ولا نامت أعين الجبناء.