تقرير ..
فيما تفتك مليشيات الحوثي والإخوان بالشعب اليمني في مدن سيطرتها.. "العليمي" وثلة الاستحواذ منشغلون بثروات الجنوب
منذ توليه منصب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، لم نرَ الدكتور رشاد العليمي اتخذ أي خطوات إيجابية لاستعادة العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة مليشيات الحوثي، أو تحريك المياه الراكدة بالمحافظات اليمنية القابعة تحت سيطرتها، بل إنه لم يحرك ساكناً إزاء انتهاكات وجرائم الحوثي والإخوان الحاصلة في عقر داره بمحافظة تعز، وصب جل اهتماماته وتفكيره ونفوذه في كيفية الهيمنة على الجنوب ونهب ثرواته، وفي كيفية الانقلاب على الجنوبيين من خلال محاولاته المستميتة لإزاحة المجلس الانتقالي الجنوبي والاستفراد بالسلطة وبالقرار، ولكن جميع محاولاته المكشوفة تلك باءت بالفشل رغم الدعم الاقليمي لها، بحسب مراقبين.
جرائم اخوانية موثقة
ووفقاً لـ"العربي بوست"، فإن هناك الكثير من الخروقات الحقوقية لجماعة الإخوان وذراعها السياسية في اليمن "حزب الإصلاح"، لا سيما في ظل التحالف الخفي والمعلن مع الميليشيات الحوثية، وتحديداً في المناطق التي تقع ضمن نطاق سيطرتهم المشتركة.
وكشفت العديد من التقارير عن جرائم عديدة بحق المدنيين، تورطت فيها سلطة جماعة الإخوان، مشيرة إلى أنّه في الفترة بين مطلع عام 2019 حتى العام الحالي، وقع أكثر من (60) انتهاكاً بمحافظة مأرب اليمنية.
وتتراوح تلك الخروقات التي تصيب المدنيين بين الاعتقال والإخفاء القسري والتعذيب، مروراً بالقصف العشوائي على الأحياء والمدن السكنية والمنشآت المدنية، ومصادرة الممتلكات العامة أو تدميرها وتفجيرها ونهب محتوياتها.
وقال التقرير الحقوقي، إنّ "الانتهاكات في تلك الفترة التي قام بتوثيقها، كشفت عن أنماط ممنهجة لاستهداف المدنيين من خلال الألغام والقذائف غير المتفجرة، فضلاً عن محاولات دؤوبة لتجنيد الأطفال والقُصّر. ومن بين تلك الخروقات التي تورطت فيها سلطة الإخوان وميليشيات الحوثي بمحافظة مأرب، الإخفاء القسري وتجنيد الأطفال ونهب الممتلكات العامة"، لافتاً إلى "نحو (21) حالة اعتقال وإخفاء قسري، وتسجيل (14) عملية اعتقال من قبل الميليشيات التابعة للإخوان".
وتابع بأنّ "هناك (11) حالة اعتداء وتدمير ممتلكات عامة وخاصة، من بينها (7) حالات ارتكبها الحوثيون، شملت مدرسة ومركزاً صحياً ومنازل مواطنين، في حين ارتكبت القوات الإخوانية عمليات تدمير جزئي لمنازل مواطنين في مناطق سيطرتها".
وسبق لتقرير رسمي صادر عن وزارة الداخلية بالحكومة اليمنية، أن كشف عن الاعتداءات المستمرة لميليشيات (الإصلاح) الإخوانية في محافظة تعز اليمنية، والتي تضاعفت بصورة غير مسبوقة خلال العام الماضي، ووصلت إلى (3181) جريمة، من بينها (543) جريمة اعتداء على أملاك الغير، فضلاً عن سيطرة عناصر نافذة على بعض المنشآت والمنازل التي فرّ منها المواطنون تحت وطأة الحرب. ورغم تشكيل لجنة حكومية لإعادة المنازل إلى أصحابها إلا أنّ الميليشيات الإخوانية والحوثية تمتنع عن الامتثال لقرارات اللجنة.
محاصرة القرى وتفجر منازل وقتل الشيوخ القرى والأعيان
محافظة البيضاء اليمنية نالت نصيبها من بطش جماعات الإسلام السياسي الحوثي إخوانية قاعدية.
ففي 11 أغسطس 2024م، أحكمت مليشيات الحوثي سيطرتها على بعض القرى بمحافظة البيضاء، وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة لجماعة الحوثيين من العاصمة صنعاء ومحافظة ذمار إلى محيط منطقة (حمة صرار) في مديرية ولد ربيع بمحافظة البيضاء، وسط اليمنية.
تعزيزات تضمنت آليات عسكرية متنوعة وأسلحة ثقيلة، تأتي ضمن حملة أمنية وعسكرية مستمرة منذ خمسة أيام، فرضت خلالها الجماعة حصارًا خانقًا على المنطقة التابعة لعزلة (قيفة)، مما أدى إلى شلل حركة السكان ومنع دخول المواد الأساسية، بالإضافة إلى تدمير مزارع القات الخاصة بالمواطنين، وفقًا لما نقله مراسل وكالة "شينخوا" فارس الحميري، عن مصادر محلية وسكان محليون.
وحدثت التوترات الأربعاء الماضي عندما اعترضت نقطة أمنية تابعة للحوثيين بعض الأهالي بحجة أنهم (مطلوبين)، مما أدى إلى نشوب مشادات وتبادل لإطلاق النار، أسفر عن مقتل اثنين من الأهالي واندلاع اشتباكات مسلحة بين السكان المحليين وأفراد النقطة الأمنية، نتج عنها مقتل وإصابة عدد من مسلحي الجماعة.
وفي محاولة لاحتواء الوضع، تدخلت وساطة قبلية بعد أن طالب الحوثيون بتسليم عدد من الشخصيات المحلية مقابل إنهاء الحملة، مما أدى إلى احتجاز سبع وجاهات اجتماعية كرهائن. ومع استمرار الحصار، زادت مطالب الحوثيين بتسليم ثمانية (مطلوبين للأمن) بعدما كانوا يطالبون بثلاثة فقط، كشرط لإنهاء الحملة والإفراج عن الرهائن.
وفي 19 مارس 2024م سقط 16 قتيلاً وأصيب آخرون بجروح من المدنيين معظمهم نساء وأطفال بمحافظة البيضاء اليمنية، نتيجة تفجير الحوثيين عدة منازل على رؤوس ساكنيها.
وقال مصدر طبي حينها إن 16 مدنياً بينهم 9 من أسرة واحدة (أسرة المواطن محمد سعد اليريمي) قتلوا، وجرح العشرات في حادثة تفجير في حي الحفرة السكني بمدينة رداع في محافظة البيضاء.
وأشار المصدر الطبي إلى أن معظم القتلى من النساء والأطفال ورجل طاعن في السن، وأن عدداً من المصابين جروحهم خطيرة، ويتلقون الإسعافات في عدد من المستشفيات والمراكز الطبية بالمدينة.
هذا إلى جانب سيطرة عناصرة القاعدة (الجناح العسكري للإخوان) للمناطق المحاذية للجنوب وتنكيلها بالأهالي هناك.
ختاماً..
ما ذكر مجرد عينات من إجرام الحوثي والإخوان المرتكبة في حق الشعب اليمني بمدن سيطرتهم، ناهيك عن الجرائم الموثقة ضد الجنوبيين. في مقابل ذلك لايزال الدكتور رشاد العليمي غارقاً في أحلام السيطرة على ثروات الجنوب والاستفراد بالسلطة وبالقرار السياسي والعسكري والأمني، متناسياً أو متجاهلاً ما يحدث لأبناء جلدته في الشمال من جهة، ومن جهة أخرى متناسياً أنه كان ولا يزال طرفاً في الحروب الظالمة التي شُنت على الجنوب، وأن يديه ملطخة بدماء الجنوبيين. كما يتجاهل قضية شعب الجنوب ولا يحترم اختيار وقرار الجنوبيين في فك الارتباط عن اليمن، طالما أن فكرة الوحدة أو الموت التي غرسها المخلوع في عقلوهم لاتزال حية.