إحباط مخططاتها التجسسية في عدن وانكسارها وهزيمة قواتها على خطوط التماس.. "المليشيا الحوثية الإيرانية" هل تحاول رد الصفعة الإسرائيلية باستهداف الجنوب؟

انتقالـﮯ العاصمة /تقرير /خاص

 

باءت جميع مخططات الحوثي الاستخباراتية الإجرامية، التي كان ينوي القيام بها في العاصمة عدن وبعض محافظات الجنوب، بالفشل عقب أن أصبحت أغلب عناصره وجواسيسه في قبضة رجال الأمن الجنوبيين. 
حيث نشر الحزام الأمني السبت قبل الماضي 7 سبتمبر 2024م، تسجيلاً مصوراً يوثق اعترافات جاسوس حوثي جندته مليشيات الحوثي لرصد أهداف حساسة بالعاصمة عدن، تحديدا (المطار)، في عملية نوعية هي الثانية خلال أسابيع.

وقال الحزام الأمني، في بيان، إن الجاسوس الحوثي اعترف بتورطه في رصد حركة الطيران بالمطار، وإرسال إحداثيات لأحد القيادات الأمنية البارزة داخل مليشيات الحوثي (أبو علي الحاكم).

وأشار البيان إلى أن عنصر الخلية الحوثية يُدعى (عبده محمد البعداني)، وكان يعمل ضابط شرطة في محافظة ذمار.
وأقر الجاسوس الحوثي، في تحقيقات موثقة بتسجيل مرئي ومدعمة بالوثائق، بتكليفه بمهمة مراقبة مطار عدن الدولي، كما كلفته مليشيات الحوثي برصد الموظفين في وزارة الداخلية وكشوفات الترقيات وإرسالها إلى قيادة المليشيات في صنعاء.

وأشار البيان إلى أن الجاسوس وضع كاميرا مراقبة في نافذة منزل مُطل على المطار استأجرته له مليشيات الحوثي، حيث يتم التحكم بالتصوير والإحداثيات من قبل مكتب أمني تابع لقيادة الحوثي في صنعاء.

واعترف الجاسوس الحوثي أن الكاميرا والمبالغ المالية تسلمها خلال لقائه في محافظة تعز بعناصر ما يُسمى جهاز الأمن والمخابرات للحوثيين. كما أقر أنه استلم مهامه في عام 2022، خلفاً لخلية حوثية سابقة قامت برصد المطار، وإعطاء الإحداثيات التي استخدمت في جريمة قصف مطار عدن عام 2020، التي وقعت بالتزامن مع وصول وزراء الحكومة اليمنية إلى عدن، ما أسفر عن مقتل 25 شخصاً وإصابة ما لا يقل عن 110 آخرين.

وأكد الحزام الأمني أنه أحال ملف العنصر الأمني الحوثي إلى الأجهزة القضائية المختصة في مكافحة الإرهاب، وأن القضية منظورة أمام المحكمة لاستكمال الإجراءات وفقاً للقانون.

تساقط خلايا الحوثي الإجرامية بأيدي رجال الأمن الجنوبيين 
ووفق وسائل إعلام جنوبية، نقلاً عن (العين الإخبارية)، ضبط الحزام الأمني بالعاصمة عدن أواخر أغسطس الماضي 2024 قياديين حوثيين، أحدهما برتبة عميد والثاني برتبة نقيب، كشفت التحقيقات ارتباطهما بقيادات عسكرية بارزة للمليشيات وعملهما في مهام عسكرية وأمنية مختلفة.

ومطلع الشهر نفسه أعلنت وزارة الداخلية اليمنية ضبط خلية حوثية تتألف من 13 عنصراً في وادي حضرموت، عقب نشاط مكثف للمليشيات لاختراق المناطق المحررة الخاضعة للحكومة اليمنية.
كما ضبطت قوات الحزام الأمني في 20 يوليو الماضي 2024م عنصرين يعملان لصالح الجهاز الأمني التجسسي التابع للحوثيين، وأحالتهما للنيابة الجزائية المتخصصة لاتخاذ الإجراءات بحقهما، وفقاً للقانون.

وخلال عامي 2023 و2022 تلقى الحوثيون عدة ضربات موجعة، من المهرة شرقاً مروراً بالعاصمة عدن جنوباً والحديدة غرباً، بعد سقوط وتفكيك عشرات الخلايا، منها 33 خلية تجسسية وأمنية، 

انكسار وهزيمة حوثية على خطوط التماس الجنوبية

كما منيت قوات الحوثي بهزائم متتالية على خطوط التماس الحدودية مع الجنوب، خسرت الكثير من عناصرها بين قتيل وجريح وأسير والكثير من مواقعها التي أصبحت في قبضة رجال القوات المسلحة الجنوبية.
وكانت مليشيات الحوثي قد شنت مؤخراً هجومًا مباغتًا على وحدات للقوات الجنوبية، وتوغلت في عدد من مناطق مديرية المسيمير في محافظة لحج على حدود محافظة تعز، مما أدى إلى نزوح الأهالي من منازلهم من قرى شوكان والقرين وعهامه نحو المناطق المحررة، وحولت مليشيات الحوثي منازل النازحين والمهجرين بالقوة إلى دروع بشرية، وشيدت متارس دفاعية لعناصرها وسط القرى الآهلة بالسكان.

ورداً على هذه الجرائم التي تتنافى مع أخلاقيات وقواعد الاشتباك، تدخلت قوات العمالقة إلى جانب وحدات قتالية من المقاومة الجنوبية، نجحت الأحد الماضي 8 سبتمبر 2024م في طرد مليشيات الحوثي من القرى والجبال والتلال الحدودية آنفة الذكر.

نجحت قوات العمالقة في قلب الطاولة على رؤوس الحوثيين. وقال مصدر محلي مسؤول إن رجال العمالقة الجنوبيين ووحدات من المقاومة الجنوبية نجحت في دحر مليشيات الحوثي من منطقة شوكان في مديرية ماوية شرقي تعز، التي اتخذتها المليشيات قبل يومين منصة للهجوم على مديرية المسيمير بمحافظة لحج.
وأشار المصدر إلى أن تقدم قوات العمالقة الجنوبية جاء بمثابة درس قاس لمليشيات الحوثي على اجتياح بلدة عهامة في المسيمير، وزرع الألغام والعبوات الناسفة فيها التي تم تفكيكها وإزالتها لاحقاً.

أسفرت المواجهات عن سقوط قتلى وجرحى وأسرى من الطرفين، ولايزال التوتر يسود المنطقة.
كما تمكنت قوات الحزام الأمني، وبمشاركة القوات المشتركة، من السيطرة على الجبال المطلة على منطقة عهامة، كما سيطرت على مواقع جديدة كانت تسيطر عليها المليشيات الحوثية خلف الخط الحدودي.
واستمرت الاشتباكات - بحسب وسائل إعلام - بين القوات الجنوبية من جهة ومليشيا الحوثي الإرهابية من جهة أخرى لعدة ساعات، فيما استطاعت قواتنا إجبار المليشيات على الفرار بعد تكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

ورداً على سقوط مواقعها بأيدي رجال القوات المسلحة الجنوبية، قامت مليشيات الحوثي بقصف عشوائي على القرى والتجمعات السكانية. 

وكان زعيم المليشيات الحوثية الإرهابي عبدالملك الحوثي توعد مؤخراً بـ"مفاجآت في البر" على غرار (البحر)، في خطوة فسرها مراقبون بأنها توجيه لقياداته الميدانية بتفجير الحرب مجدداً وتصعيد الأعمال العدائية في الجبهات الداخلية.
وسخر ناشطون من تصريحات وتصرفات مليشيات الحوثي، متسائلين: هل ينوي الحوثي رد الصفعة الإسرائيلية بالهجوم على الجنوب؟!

تحضيرات حوثية لجولة جديدة من الحرب الشاملة

فسر محللون "مفاجآت البر" التي توعد بخوضها زعيم التمرد الإرهابي عبد الملك الحوثي، عودة شبح المواجهة المسلحة الشاملة إلى واجهة المشهد باتجاه الجنوب وصوب المملكة العربية السعودية. مؤكدين أن استمرار تدفق الأسلحة وملايين الدولارات على الحوثي - من سلطنة عمان وجمهورية إيران الإسلامية - شجعه على التمادي والاستمرار في عملياته العدائية ضد الجوار.

إلى ذلك خط الأستاذ خالد سلمان منشورًا إعلامياً قال في بعض فقراته: ‏ومازال الأذى يأتينا من الجارة سلطنة عُمان، من على حدودها يتدفق العتاد للحوثي، ومن ذات الحدود تجري عملية تدمير وعي المجتمع بإغراقه بصنوف لم نعرفها قط من المخدرات، ومن مياه عُمان تنشط شبكات التهريب تحت سمع وبصر السلطات الرسمية. وفي عُمان تتوفر الحواضن للحوثي ومنها يعاد تسويقه للعالم كشريك سلام لا كجماعة إرهابية مذهبية متطرفة تهدد أمن العالم وسلام المنطقة. ومن ذات السلطنة تجري عملية تنسيق وتربيط مواقف تيارات الإرهاب وتمويل العنف الديني عبر منصة مسقط. 
وتابع الأستاذ سلمان قائلاً: اليوم في المهرة تم ضبط مواد وقطع تستخدم في الصناعات العسكرية، قادمة من سلطنة عُمان التي أدمت خاصرة اليمن، وتحولت من جارة مسالمة إلى مصدر إيذاء مستدام، وإقلاق للأمن الداخلي فوق ما أرهقته سنوات عشر من حرب الغرباء على أرض اليمن.
الصمت على مصدر الخطر القادم من السلطنة يحفزها أكثر للدخول في التركيبة السياسية اليمنية، بتشكيل تكتل تموله وينفذ أجندتها، وهي ليست أقل من حجز مقعد لها على طاولة تقاسم حصص بلد صار يُعرف بالرجل المريض.
وأردف سلمان بالقول: عُمان تقتحم المشهد السياسي والتركيبة السكانية، تعبث بهما من السياسة إلى الحرب، ومن احتضان خصوم اليمن إلى تهريب السلاح، وعين سياستها مصوبة نحو اقتطاع المهرة وتحويلها إلى ولاية عمانية، أما بإعادة ترسيم الحدود أو بولاء المهرة المطلق لديوان السلطنة. 
وختم الأستاذ سلمان منشوره قائلاً: حان الوقت أن تقول السلطة الشرعية لمسقط كفى..

ختامًا..
يعاني الحوثي انفصاماً وتشتتاً في السلوك والتصرفات بين الإسلام السياسي الفارسي والقومية العربية، يريد الظهور كبطل قومي على حساب القضية الفلسطينية، وعلى حساب حلب وابتزاز الشعب اليمني القابع تحت رحمته. كما يسعى لاسترضاء أولياء نعمته الإيرانيين بمهاجمة إخوانه العرب في السعودية والجنوب، وفي ذات الوقت يذر الرماد في العيون لإخفاء علاقته الحميمية مع الأمريكان والصهاينة. ومع هكذا تخبط لاقت تحركاته جنوباً فشلاً وإخفاقاً، حيث أحبطت أغلب مخططاته في العاصمة عدن، كما تكبدت قواته على خطوط التماس خسائر فاذحة لن ينساها.. 
وسخر جنوبيون من تصرفات الحوثي الأخيرة، متسائلين: هل ينوي الحوثي رد الصفعة الاسرائيلية باستهداف الجنوب والسعودية؟ ولماذا اصبح مثل الدجاجة عندما واجهته إسرائيل وجهاً لوجه؟!