رغم الحرب الاقتصادية الظالمة.. إصرار جنوبي على إبراز صور ومعاني البهجة والروحانية في شهر رمضان الفضيل

انتقالـﮯ العاصمة /عدن /تقرير

 

بحسب تصريحات الكثير من المحللين الجنوبيين والعرب، التي أدلوا بها عبر القنوات الفضائية المحلية والعربية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، رصدت صحيفة «انتقالي العاصمة» البعض منها، أشارت في مجملها إلى أن الاحتقان الحاصل بالشارع الجنوبي وصل مداه 100%، في مقابل ذلك لا تزال أفق الحل مسدودة ومعدل الاستجابة لا يزال صفر%. ما يشير إلى أن الوضع برمته قابل للتأزيم وللانفجار في أية لحظة.
 ووصف نشطاء جنوبيون الجهات القائمة على افتعال الأزمات، سواءً أطرافًا داخلية أو خارجية، بأنهم مصابون بأمراض نفسية مستعصية كـ عصاوة الأزمات التي خلقوها في الجنوب، مصابون بالتبلد الشعوري، معدومو الضمير الإنساني، لا كرامة لهم، لا مكان للإنسانية والرحمة في قلوبهم وهم يعرّضون شعباً بأسره للتجويع والموت الجماعي، لا سيما تسيطر على سلوكهم (السادية)، التي بحسب علم النفس يجد المصابون بها المتعة والسعادة في التلذذ بتعذيب الآخرين.

وتوقع مختصون نفسيون أن تصعد القوى اليمنية إقليمية القائمة على افتعال الأزمات ضد شعب الجنوب، من حربها الاقتصادية والتضييق على معيشته في شهر رمضان الكريم، كونها تفتقر للأخلاق النبيلة التي تمنعها من الإقدام على ذلك، أو تجبرها على احترام قدسية الشهر الفضيل، تبذل قصارى جهدها للوصول أهدافها الشريرة.

فعقب أن فشلت تلك القوى في هزيمة المجلس الانتقالي الجنوبي، أمنياً وعسكرياً، لجأت إلى الحرب الاقتصادية والإعلامية بتجويع شعب الجنوب، وتحميل المجلس الانتقالي الجنوبي المسؤولية لتأليب شعب الجنوب ضده لإضعافه وإزاحته عن المشهد. وفي المقابل تقوية الأطراف الأخرى المعادية له ولقضية شعب الجنوب ومشروعه التحرري، سواءً في الداخل الجنوبي أو اليمنية الحوثية، يضاف إليها القوى اليمنية في الرئاسي والحكومة التي تنتظر ساعة الصفر للانقضاض على الانتقالي الجنوبي وإعادة احتلال الجنوب أمنياً وعسكرياً. 

عودة سيناريو حرب 1994 إلى الواجهة:

إن ما تشهده الساحة الجنوبية من حرب اقتصادية وتبعاتها على الشارع، من احتقان واحتجاجات وانغراس خلايا إجرامية معادية بأوساط المحتجين بعدد من عواصم المحافظات الجنوبية، وما رافقها من تحشيد إعلامي وعسكري ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، يعيد إلى الواجهة سيناريو حرب العام 1994 التي أفضت إلى إسقاط الحزب الاشتراكي اليمني، وتحويله من شريك في الحكم والسلطة إلى كيان معارض ضعيف لا يهش ولا ينش، وعبره شرعنت القوى اليمنية احتلالها للجنوب وذلك بإرغامه على المشاركة في الانتخابات الشكلية التي تلت حرب 94م، طالما كانت مشاركته بتلك الانتخابات صك شرعي للقوى اليمنية شرعن لها احتلال الجنوب باسم الوحدة اليمنية، وأسقط الشرعية عن القضية الجنوبية. 

اليوم تتكرر الحرب، يتكرر المشهد، ولكن وفق سيناريو آخر وبأدوات ووسائل أخرى (اقتصادية) أخطر وأشد فتكاً من تلك التي حدثت في العام 94م. 

أغلقت القوى المعادية جميع أفق الحلول وتضغط على الانتقالي لإيجاد حل:

إن ما يحدث في الجنوب أمر كارثي لا يحتمل، بل يفوق درجات الصبر بكثير، وصفه محللون وإعلاميون جنوبيون وعرب بحرب إبادة جماعية ممنهجة، تقودها قوى الاحتلال اليمني ومن خلفها إرادة إقليمية بهدف محو هوية شعب الجنوب وتصفية قضيته ووجوده السياسي والثقافي الحضاري، مشيرين إلى أن القوى المعادية تكبدت خسائر سياسية وعسكرية ميدانية بجميع الجولات السابقة، واليوم تمارس سياسة خبيثة لإحراق كرت الانتقالي الجنوبي وتشويه سمعة قيادته أمام شعب الجنوب، حيث أغلقت جميع أفق الحلول في وجه الأزمات الاقتصادية التي افتعلتها، وفي ذات الوقت تضغط على الانتقالي لإيجاد حلول، بحجة أنه المسيطر على الأرض وأنه شريك في الحكومة والرئاسي.
وأكد مراقبون أن الملفات الاقتصادية والخدمية بأيدي جهات يمنية إقليمية يعلمها الجميع، وأن لا علاقة للانتقالي بها وليس ملزماً بإيجاد حلول لها كونها خارج نطاق صلاحياته.

رهان الأعداء على نفاد صبر الجنوبيين:

يرى نشطاء إعلاميون وسياسيون جنوبيون، تحدثوا لـ(انتقالي العاصمة)، أنه يتطلب للخروج من هذه المحنة حدوث معجزة، وأن شعب الجنوب هو صانع المعجزات.

يتطلب الموقف صموداً شعبياً أسطورياً وتمسكاً ملحمياً بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وعدم التفريط فيه مهما بلغت التحديات والضغوط، والاستمرار في ممارسة الاحتجاج السلمي الحضاري، لا سيما القوى المتربصة صانعة تلك الأزمات الخانقة تراهن على نفاد صبر الجنوبيين، تترقب بانتظار انفجار الموقف وخروجه عن سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي، لتعلن للعالم فشل الانتقالي في إدارة الجنوب لتحشد وتحرض الإقليم والعالم على إيجاد البديل عنه. وبحسب قول المهندس حيدر العطاس: بسقوط الانتقالي لن تقوم للجنوبيين قائمة ولو بعد 100 عام.
حيث قال العطاس في أحد التصريحات الإعلامية: نحن لسنا ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، وإن اختلفنا في بعض الطرق، لكننا نؤمن أنه الحصن الأخير للجنوب.
وأكد العطاس أن سقوط المجلس الانتقالي يعني سقوط الجنوب معه، ولن تقوم له قائمة حتى بعد مئة عام.

شعب الجنوب فاهم اللعبة ولن تنطلي عليه مؤامرات الأعداء:

منذ الوهلة الأولى تعامل المجلس الانتقالي الجنوبي مع الموقف بحكمة وصبر فاقت توقعات الأعداء، وأعلن وقوفه وانحيازه الكامل إلى جانب مطالب شعب الجنوب، ووفر للاحتجاجات الظروف والأجواء الآمنة، وبذل قصارى جهده للحفاظ على تماسك ووحدة الجنوبيين، وللحفاظ على حاضنته الشعبية في مقابل ذلك أبدت القوى الجنوبية وجميع شرائح المجتمع الجنوبي التي خرجت إلى الشوارع والميادين للاحتجاج على الانهيار الاقتصادي، تفهمها واستيعابها لما يحدث. ورغم الغضب والاستياء ظل شعب الجنوب ولا يزال متمسكاً بقضيته السياسية وبقيادته وكيانه السياسي المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس المحنك عيدروس بن قاسم الزُبيدي. 

ختامًا: 
مهما بذلت القوى المعادية لشعب الجنوب وكيانه السياسي المجلس الانتقالي الجنوبي، فلن تفلح في اختراق جسده المتماسك من المهرة شرقاً حتى باب المندب غرباً، وسوف تسقط جميع رهانات الأعداء. 
في مقابل كل ذلك ورغم الحرب الاقتصادية الظالمة يشهد الشارع الجنوبي إصراراً منقطع النظير على إبراز صور ومعاني البهجة والروحانية في شهر رمضان الفضيل وممارستها على أرض الواقع، مجسداً روح التكافل والتعاضد الاجتماعي الذي يشتهر به أهالي العاصمة عدن الطيبون وعموم مدن الجنوب، فالجميع يتحضر لتقديم كل ما لديه من مأكولات شعبية متوارثة، وفوانيس تعلق بأسطح المنازل وبالشوارع، ويستحضر لممارسة الطقوس والشعائر الروحانية بالمساجد، والترتيب لإقامة الإفطار الجماعي، وغيرها من أفعال الخير ومظاهر الاحتفاء بالشهر الفضيل