أخبار هيئات المجلس
قال ان القاعدة وداعش يعملان خلف ستار الشرعية.. النقيب : قرارات الرئيس هادي الأخيرة كيد سياسي مرفوض ولو جاءت بمانديلا اوغاندي
اجرت وڪالة "سبوتنيك" الاخبارية الروسية، أمس، لقاءً صحفياً هاماً مع الدكتور عيدروس نصر النقيب، رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي، تحدث فيه عن أسباب رفض الانتقالي لقرارات الرئيس هادي ومستقبل حكومة المناصفة بين الشمال والجنوب، واتفاق الرياض ودور التحالف في المنطقة وموقف المجلس الانتقالي من قضية التطبيع مع إسرائيل، وغيرها من المواضيع المتعلقة بالمشهد السياسي شمالا وجنوباً واقليميا .
ولأهمية ماجاء في اللقاء الصحفي هذا، يعيد "انتقالـﮯ العاصمة" نشره كما جاء :
سبوتنيك: القرارات الأخيرة للرئيس هادي بتعيين رئيس لمجلس الشورى والنائب العام لماذا تعترضون عليها؟
اتفاق الرياض مر بـ 14 شهرا من التعثر ومحاولات الإفشال والتدليس والتعجيل والتسويف، حتى أن طرفا معينا في الشرعية اضطر إلى الموافقة على تشكيل الحكومة، وابتهجنا جميعا للذهاب إلى تفعيل الحياة السياسية والخدمية والمدنية والوطنية والأمنية في العاصمة عدن وبقية المحافظات الجنوبية، لكننا تعلمنا من تجربة تعاملنا وتحالفنا مع الإخوان في اليمن، بأنهم لا يستنفذوا وسائلهم للتعطيل والتشويش وإرباك المشهد السياسي وخلط الأوراق، وأعتقد أنه خلال سيطرة الإخوان على رئاسة الجمهورية ولا ندري ما هي الوسائل التي يستخدمونها واستطاعوا أن يمرروا القضايا التي يريدونها، وجاءت حركة التعيينات الأخيرة وأتوقع أن تتم تعيينات أخرى، لأن الإخوان ليس لهم إلا الإبقاء على التوتر، لأن أجواء عدم التوتر يخسرون فيها كثيرا، هم لا يهمهم عودة الحياة المدنية والخدمية في الجنوب لأن هذا لا يهمهم، وتقريبا هم على توافق مع “الحوثيين” بأن لا يتعدى طرف على الآخر، وبالتالي هم على درجة من الأريحية.
سبوتنيك: وما هو هدفهم من إرباك المشهد في الجنوب؟
إرباك المشهد في الجنوب الهدف منه إحباط الخطوات التي بدأت في تنفيذ اتفاق الرياض، وبالنسبة لنا في المجلس الانتقالي وسبب اعتراضنا على القرارات الأخيرة للرئيس، لم يكن الأمر متعلقا بالأسماء رغم أن هناك تحفظات لدينا على بعض الأسماء، ما يهمنا هو الطريقة التي تتخذ بها القرارات وكأنها نوع من الكيد السياسي لاستفزاز الطرف الجنوبي ومن هنا جاء اعتراضنا، وبالمناسبة لسنا الوحيدين الذين اعترضنا على قرارات رئيس الجمهورية، هناك اعتراض من حزب الرئيس نفسه، حزب المؤتمر الشعبي العام وكذلك من الحزب الاشتراكي والحزب الناصري، وهنا يتبقى طرف واحد هو الذي يدافع عن القرارات رغم أنها مخالفة للقانون، لأن لائحة المجلس تنص على تنافس أكثر من شخص على رئاسة المجلس وعلى عضوية هيئة الرئاسة، أما بالنسبة للنائب العام فإن اللائحة تنص على تعيينه بناء على مقترح من مجلس القضاء الأعلى، هذه القرارات مخالفة لقانون الشمال اليمني وأيضا من الناحية الدستورية، لذلك جاءت الاعتراضات من جانبنا.
سبوتنيك: الآن هناك قرارات للرئيس على أرض الواقع… كيف سيكون المشهد السياسي خلال الفترة القادمة؟
أنا سأتحدث عن موقف المجلس الانتقالي، فقد أبلغنا شركاءنا في التحالف العربي بأن تلك القرارات هي استخفاف ليس فقط باتفاق الرياض والشريك الجنوبي، لكنها استخفاف بالشركاء الإقليميين .
ونقصد هنا دول التحالف العربي وعلى رأسها السعودية والإمارات، والإصرار على تنفيذ تلك القرارات رغم مخالفتها للقانون والدستور اليمني، مرفوض بالنسبة لنا لأسباب غير موضوع القانون والدستور، وأبلغنا الشركاء ما لم تتم العودة عن هذه القرارات ومراجعتها، فإن المجلس الانتقالي سيكون له موقفه.
سبوتنيك: ما هو موقفكم من حكومة الشراكة إن لم يتم التراجع عن تلك القرارات؟
نحن سنظل متمسكين بحكومة الشراكة ومساندتها ودعمها ولكن بشروط، وهي أن تقدم إنجازات عملية على الأرض، ودعمنا لها سيكون مرهونا بما تحقق من نجاحات على الأرض من خدمات وتوفير أمن وتوفير مرتبات الناس وبشكل خاص الموظفين الحكوميين والمتوقفة منذ أشهر وتعدى بعضهم العام لم يتقاضى راتبه، ونحن إذ ندعم تلك الحكومة ونراهن على أنها ستفي بالالتزامات القائمة عليها، فإننا لن نظل ندعمها إلى ما لا نهاية وإنما بقدر وفائها بالالتزامات وما تحققه من نجاحات لصالح المواطنين واستقرار الأوضاع وتوفير الخدمات في المحافظات الجنوبية، كما أننا لن نتخلى عن اتفاق الرياض وسنواصل العمل به ونطالب باستكمال بقية الخطوات التي لم تستكمل بعد، و وزرائنا متمسكون بالعمل مع رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك، وإذا عطل الطرف الآخر مسيرة الحكومة فهذه القضية تخصه وحده، ونحن نعلم أن هناك حقائب داخل الشرعية لا تريد للحكومة أن تعمل، لأن عمل الحكومة يعني تطبيع الحياة المدنية وتوفير الخدمات والتهدئة والذهاب باتجاه التنمية والتفوق على الحوثيين، وهم لا يريدون هذا الذي سيؤدي إلى تشديد الهجوم على الحوثي وإنهاء الحرب وقطع طريق الاستثمار فيها.
سبوتنيك: حال استمرار هذا الوضع .. هل تستمر الحكومة الحالية بتلك الهيئة وبنفس التشكيل؟
الحكومة ممثلة لأطراف سياسية مختلفة، فنحن سنعمل مع رئيس الوزراء معين عبد الملك ومع الرئيس هادي باعتباره الرئيس الشرعي، لكننا نتحفظ على القرارات الأخيرة ولن نساهم في تنفيذها ونعتبرها كأن لم تكن عندما يأتي وقت التعامل معها، لكننا نراهن على العقلاء في صف الشرعية. وشركاؤنا في التحالف العربي، لا بد أن يأخذوا في الاعتبار أن اتفاق الرياض ليس فقط تعيين 4 وزراء من المجلس الانتقالي كما يقول الإصلاحيون، لكن الاتفاق هو شراكة في مجمل السياسات لإدارة البلاد، فإذا انفرد الرئيس هادي في من يعينهم، هذا يعني أنهم رفضوا اتفاق الرياض ولا يريدونه، وتلك ستكون خطوات مؤسفة بكل تأكيد.
سبوتنيك: كيف تستكملون خطوات اتفاق الرياض في ظل الخلافات مع الرئيس… والبعض يقول أن الاتفاق لم ينص على تقييد صلاحيات الرئيس؟
المدافعون عن قرارات الرئيس الأخيرة ينطلقون من تلك الزاوية، لكنهم يعلمون أن المبادرة الخليجية التي كلفت الرئيس هادي في 2012 تنص على أن تكون قرارات الرئاسة والبرلمان والحكومة بالتوافق بين الشركاء، وما يسري على المبادرة الخليجية يسري على اتفاق الرياض، على الأقل باعتباره مستوى أعلى من المبادرة الخليجية، وبالتالي الحديث عن عدم تراجع رئيس الجمهورية، من يتحدث بذلك، عليه أن يطبق هذا الكلام أيضا على المبادرة الخليجية، ولنبدأ من الآن حيث قيل أن المبادرة الخليجية مدتها عامين والمفترض أنها انتهت في العام 2014، المشهد اليمني يقوم على التوافق، ومن يقولون هذا الكلام يعبرون عن أنهم يريدون الانفراد بكل شىء وأنهم الغالبون وأصحاب القوة والهيمنة.
سبوتنيك: ماذا لو لم يتراجع الرئيس عن تلك القرارات؟
في الحقيقة أن مجلس الشورى اليمني لا وجود له والنائب العام لن يفعل شيئا لا في عدن ولا في الرياض لأنه مرفوض شعبيا ولا يمتلك الأهلية ولا القانونية، فهو مستنقص من الأهلية ومن الناحية القانونية لأنه لم يرشح من أحد وليس لديه أي تجربة في القضاء، وإن جاء إلى عدن فلن يجد من يتعاون معه، حيث قام نادي القضاة الجنوبي ببحث كل مواد الدستور والقانون ولم يجد أي سند لقرار التعيين.
سبوتنيك: عودة لقرارات الرئيس… يرى البعض أن اعتراضكم على قرارات هادي في مضمونه وبقدر كبير اعتراض على أسماء المعينين وليس القرارات؟
حتى لو جاؤوا بنيلسون مانديلا والمهاتما غاندي سنعترض، نحن نتحفظ على طريقة إصدار القرارات، لكن عندما نأتي للأسماء نجد أن من تم تعيينه رئيسا لمجلس الشورى، هو محال إلى التحقيق وحتى اللحظة لم نسمع شيئا عن نتائج هذا التحقيق، وهو رئيس وزراء سابق تم اتهامه بالفساد وتمت إقالته، كما أنه مارس الفساد في الجنوب، أما النائب العام فهو رجل عسكري كان يقاتل في جبهة شقرة وأبين في 2019 وقتل شخصين من مرافقيه، فهل عقم القضاء اليمني حتى يتم الإتيان بمقاتل وضابط أمن من الجبهة ليعين نائب عام، النائب العام يعين من السلك القضائي ويكون له كفاءة 10 سنوات في المحاكم على الأقل.
سبوتنيك: هل كنتم تتوقعون أعمال عنف ضد الحكومة فور عودتها… كما حدث لحظة وصولها إلى مطار عدن قادمة من الرياض؟
موضوع تعرض الحكومة للعرقلة ومحاولة إفشالها هذا الأمر كان واردا، لأننا نعلم مدى تعقيد المشهد السياسي اليمني، ونعلم أيضا أن داخل الشرعية من يريد ألا تعمل الحكومة، ناهيك عمن هم خارج الشرعية ونقصد هنا “الحوثيون” وأنصارهم، لكن أن تتم عملية الاستهداف بصواريخ وداخل مؤسسة مدنية بها الآلاف من المواطنين الذين جاؤوا لاستقبال الحكومة، علاوة على المسافرين والعائدين من مدن أخى، هذه لم تخطر ببالنا، لكنها رسالة تظهر أن الإصرار على تعطيل عمل الحكومة يقوم به طرف لا يريد الاستقرار، فهل هذا الطرف سيكتفي بالمماحكات السياسية أم أنه سوف يلجأ إلى وسائل عنيفة “كل شيء مفترض”، خصوصا أن القاعدة وداعش يعملان تحت ستار مؤسسات حكومية تابعة للشرعية.
سبوتنيك: كثرت عمليات التفجير في عدن بعد وصول حكومة المناصفة..إلى أي شىء يرجع ذلك؟
نحن في حالة صراع مع الإرهاب ومع “الحوثيين” ومع الفساد والفاسدين، ومن تقوى شوكته سيكون له الغلبة في تلك المعركة، لكننا واثقون من أن الشعب في الجنوب مع السلام والاستقرار والتعايش والتسامح، ولم يكن الجنوبيون بادئين في يوم ما بشن هجمات أو الاعتداء على أحد، وزيادة التفجيرات بعد وصول الحكومة إلى عدن يبعث برسالة بأن الواقفين خلف تلك العمليات لا يريدون للحكومة أن تنجح وتستقر، هم يريدون إرهاب الوزراء ورئيسهم بأنهم في مرمى النيران ولن نتيح لكم الفرصة لكي تعملوا، لكنني شعرت بالطمأنينة عندما سمعت رئيس الوزراء يقول بعد جريمة المطار “سنبقى في عدن وندير أعمالنا منها مهما كانت الصعوبات”، وعلى جميع الوزراء بمختلف توجهاتهم أن يعلموا أن تلك المحاولات ما هي إلا من علامات اليأس من جانب الأطراف التي تريد تعطيل عمل الحكومة، ولكن متى أدارت الحكومة ملفاتها بنجاح لبضعة أشهر، أعتقد أن تلك المحاولات البائسة ستضمحل شيئا فشيا.
سبوتنيك: رغم تحفظكم على قرارات الرئيس الأخيرة… هناك قوى سياسية جنوبية باركت تلك القرارات.. ما السبب؟
لو أن كل الإجراءات تمت بتوافقات بين كل القوى السياسية بما في ذلك الانتقالي الجنوبي لباركنا تلك الخطوات ووصلنا إلى قواسم مشتركة، وبالنسبة لمن يباركون ما يفعله الرئيس هادي أو مؤسسة الرئاسة، أنا على يقين لو أن الرئيس قام الآن وتراجع عن تعيين بن دغر وقدمه للقضاء سوف يباركون أيضا، المسألة تتعلق بالمحاباة والحسابات السياسية الضيقة التي لا تتصل بالهم الوطني ولا بالمعضلات التي تشهدها البلاد، وفي كل الأحوال التباين أمر وارد ولا نستطيع إلغاء الجميع بالقول أن كل الجنوب على قلب رجل واحد كما أن الشمال أيضا ليس على قلب رجل واحد.
سبوتنيك: إذا ما تم حل العقبات الحالية.. ما هو دور المجلس الانتقالي في ظل الحكومة الحالية؟
دخول المجلس الانتقالي في الحكومة لا يعني أن المجلس قد صار حكومة ولم يعد هناك مجلس انتقالي، وزراء المجلس في الحكومة هم ممثلون لشراكة المجلس في الحكومة وفي إدارة الحياة المدنية والتنفيذية والأمنية والخدمية بطبيعة الحال في مناطق الجنوب والتي هي مناطق المجلس الانتقالي وشعب الجنوب، لكننا قبلنا أن يشاركنا شماليون ممن لا تزال منازلهم ودوائرهم الانتخابية تحت سيطرة الحوثي، المجلس هو كيان سياسي معبر عن الشعب الجنوبي و تطلعاته ومطالبه المشروعة في استعادة الدولة الجنوبية، وليعلم القاصي والداني والذين يبحثون في الرتوش، وكيف حلف الوزراء الجنوبيون تحت الدستور والعلم اليمني، هذه بالنسبة لنا شكليات ضرورية، نحن لا نزال في إطار الجمهورية اليمنية ودستورها، لكن المجلس الانتقالي متمسك بعدالة القضية الجنوبية، وحق الشعب في استعادة دولته بحدود 21 مايو/أيار 1990 على أساس دولتين شقيقتين متجاورتين متعاونتين ومتشاركتين ومتعايشتين بعيدا عن الفرع والأصل، بعيدا عن الغالب والمغلوب أو المنتصر والمهزوم.
سبوتنيك: كيف تنظرون إلى تصنيف الخارجية الأمريكية “أنصار الله” منظمة إرهابية وتأثير ذلك على الحرب والعملية السياسية؟
في الحقيقة إن “الحوثيين” منظمة إرهابية هذه مسألة طبيعية وبديهية بعيدا عن التصنيف الأمريكي، لأن ما يمارسه “الحوثيون” هو ما يمارسه تنظيم “داعش” الإرهابي، و”القاعدة” و”أنصار الشريعة” و”أنصار بيت المقدس” و”بوكو حرام” وكل المنظمات الإرهابية في العالم، لكن الموائمات أو الصفقات السياسية كانت تراعي أنه ليس من الأصول تصنيفهم منظمة إرهابية، ربما كان الرهان على مواصلة الحوار معهم من أجل الوصول إلى توافقات، لكن الحوثيين لن يقبلوا التنازل عن شيء وأي حوار معهم هو إضاعة للوقت ولن يقبلوا إلا بالهزيمة العسكرية، لذلك لجؤوا إلى اتفاق السويد عندما وجدوا أن الحديدة سوف تسقط منهم، وللأسف كان اتفاق السويد خدمة مجانية لهم بلا مقابل، أما ما يتعلق بالتصنيف الأمريكي لهم كمنظمة إرهابية له بُعدان: أولهما أن هذا التصنيف قد يجعلهم يعيدون النظر في ممارساتهم وسياساتهم و يحترمون إرادة الشعب اليمني ويحترمون سواهم من القوى السياسية، وهناك بعد آخر وهو أن الحوثيين لديهم أنصار، قطاع واسع من الشعب في الشمال يقف معهم، وهذا للأسف الشديد جعلهم يتفوقون على حزب المؤتمر والإصلاح وكل القوى الشمالية من حيث القدرة على إقناع الناس، ليس لأفضليتهم بل لأن الطرف الآخر أسوأ منهم، وأرى إنه إذا تم تمرير القرار في الكونغرس الأمريكي، فسيكون أداة ضغط عليهم ولن يكون له مردود كبير على مسألة التغير السياسي، فلن تشن عليهم حرب أكثر مما شنت عليهم حتى هذه اللحظة.
سبوتنيك: إذا ستطول الحرب؟
رأيي الشخصي وقبل أن أكون في المجلس الانتقالي، كنت أرى أن أتوجه بدعوى إلى “الحوثيين” أنفسهم بأن يعلموا أنهم لن يكونوا وحدهم في اليمن، ولن تنجح حركتهم في إدارة اليمن إلا بالقوة والإكراه والجهل والتخلف والأمية، وإن استطاعوا اليوم إلغاء عقول قطاع واسع في الشمال، لكن الشماليون اليوم ليسوا في أيام الإمام أحمد والإمام يحيى، وبالتالي دعوتهم أن يتعايشوا وأن يقبلوا غيرهم للتعايش معهم، اليمن لن تكون وأقصد الشمال إلا منطقة للتعايش بين كل القوى السياسية، وأي طرف سياسي يحاول إلغاء الآخر، بلا شك سيخسر، وتلك هي المأساة التي تعرض لها المؤتمر الشعبي العام عام 2011 عندما أراد أن يلغي الجميع ويبقى بمفرده، وحدث أيضا مع الإصلاح في العام 2014 عندما أعتقد أنه اكتسح الساحة وأن البلد بيده، على الشماليين أن يتعلموا أنهم لن يعيشوا إلا مع بعضهم، الأخيار والأشرار، الحوثيين والمؤتمريين، الإصلاحيين والناصريين.
سبوتنيك: ما هو موقفكم في المجلس الانتقالي من التطبيع؟
نحن نرى أن التطبيع والعلاقة مع أمريكا وإسرائيل وبقية البلدان هي شأن داخلي لكل بلد بنفسه، وكما نعلم أن التطبيع بدأ في العام 1977 عندما أقدم السادات على زيارة القدس وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد وما تلاها من اتفاقية وادي عربة مع الأردن، ثم اتفاق أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية، فمن حق الدول العربية أن تختار العلاقة المناسبة لها مع أي دولة من الدول، وكما قال تشرشل “لا توجد عداوات ولا صداقات دائمة ولكن مصالح”، وبالنسبة لنا كل بلد حر في اختيار طريقة تعامله مع مختلف البلدان.
سبوتنيك: كيف تنظرون إلى الدور الروسي في المنطقة وتجاه الوضع في اليمن بشكل خاص؟
نتوجه بكل التقدير والاحترام إلى الأصدقاء في روسيا الاتحادية على الاستقبال الذي تم لرئيس المجلس الانتقالي والوفد المرافق له في موسكو، وأيضا على التواصل الدائم مع الدبلوماسيات الروسية في الرياض واليمن، نكن كل الاحترام للقيادة الروسية لتفهمها لوضعنا، سواء فيما يتعلق بالحرب اليمنية بشكل عام أو ما يتعلق بالقضية الجنوبية، وما زلنا في الجنوب نتذكر كل الخير من روسيا في كل الحقب التي مرت عليها، ولا تزال بصماتها في آلاف الكوادر الذين تخرجوا من الاتحاد السوفييتي والذين يتخرجون اليوم من روسيا الاتحادية وآيضا في مئات المنشآت التي أقامها الاتحاد السوفييتي في الجنوب، والشعب الجنوبي يكن كل التقدير لروسيا وقيادتها.
سبوتنيك: هل تتطلعون إلى دور أكبر لروسيا في أزمة اليمن الحالية؟
لدينا يقين بأن الأصدقاء في روسيا يدركون تعقيدات المشهد اليمني، نتطلع إلى أدوار أرقى وأكثر فاعلية لروسيا كدولة عظمى وعضو دائم في مجلس الأمن الدولي، وأيضا نريد أن يكون لها دور أكبر بالسعي إلى إحلال السلام في الدولة اليمنية أو في ما يتعلق بنصرة قضيتنا الجنوبية وحق الشعب الجنوبي في استعادة دولته.
أجرى الحوار :
أحمد عبد الوهاب