أخبار وتقارير
بعد عودته إلى البيت الأبيض مجدداً.. ترمب الجديد هل يقلب الطاولة على الحوثيين أم لديه اهتمامات ومشاكل أكبر من الصراع في اليمن؟
تساءل خبراء عسكريون ومحللون سياسيون: لماذا لا يتم اختصار مهمة تحييد خطورة الحوثي بدلاً من تطويلها، وذلك بانتزاع محافظة الحديدة من قبضته عوضاً عن القصف الجوي ووجع الرأس طويل الأمد، حيث تنفق واشنطن ملايين الدولارات على تلك الغارات الجوية التي حققت (صفر) مردود، لم تستطع منع الحوثي من استهداف خطوط الملاحة الدولية، ولم تحد من خطورته على الإقليم وعلى الداخل اليمني.. مؤكدين أن انتزاع محافظة الحديدة اليمنية من قبضة الحوثي وإغلاق جميع منافذ التهريب البرية، خصوصًا القادمة من اتجاه سلطنة عمان، وقصف وتدمير البنك المركزي في صنعاء، كل ذلك سيؤدي إلى تجفيف منابع الحوثي المالية وإضعافه واستسلامه على الفور. خطوات تسير في الاتجاه الصحيح وستوفر على التحالف الأمريكي الكثير من الوقت والجهد والمال. وتوقع مراقبون أن يتخذ ترامب مثل هكذا خطوات.
ترمب لن يقبل بإغلاق البحر الأحمر أو استمرار مثل هكذا تهديدات:
في السياق، أكدت صحيفة "نيويورك صن" أن إحدى المهام الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترمب، في محاولته إنهاء الحروب في الشرق الأوسط وتخفيف الضغوط التضخمية في أميركا، هي إنهاء سيطرة الحوثيين على حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها إلى أن ما وصفته بـ"النكسة الحاسمة" لوكيل إيران في اليمن (الحوثيين)، قد يبعث برسالة مهمة في ردع أعداء أميركا.
وقال بيل روجيو، رئيس تحرير مجلة "لونغ وور جورنال" التابعة لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، للصحيفة: "لا أستطيع أن أرى ترامب يقبل إغلاق البحر الأحمر وكل التكاليف المترتبة على ذلك. إذا كان يريد خفض الأسعار، فيجب معالجة ذلك".
ويشير السيد روجيو إلى أن هناك تكتيكاً آخر لم يتم تجريبه بعد، وهو استهداف أفراد الحوثيين، بمن فيهم كبار القادة والمتعاونون معهم من الحرس الثوري الإيراني في اليمن.
رسائل شديدة اللهجة
وفي خطوة يراها مراقبون دوليون رسالة قوية لمليشيات الحوثي وايران، أختار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، عضو مجلس النواب الجمهوري السيد (مايك والتز)، ليكون مستشارًا للأمن القومي في إدارته الجديدة، ويعتبر هذا التعيين خطوة هامة في استراتيجية ترامب الأمنية، حيث يُنظر إلى والتز على أنه أحد مهندسي قرار تصنيف جماعة الحوثيين في اليمن كمنظمة إرهابية أجنبية (FTO) خلال ولايته الأولى.
وبالنظر إلى تاريخ (والتز) يعتبر المحللون أن تعيينه في هذا المنصب يحمل رسائل شديدة اللهجة تجاه الحوثيين، وربما يُنبئ بتصعيد حاد في سياسة واشنطن تجاه الجماعة في المرحلة المقبلة.
منصب مستشار الأمن القومي في الإدارة الأمريكية يُعتبر من المناصب ذات النفوذ الواسع، حيث يُعيّن الرئيس شاغله مباشرة دون الحاجة إلى مصادقة من مجلس الشيوخ. وتشمل مهام هذا المنصب التنسيق بين وكالات الأمن القومي الأمريكية وتقديم المشورة للرئيس الأمريكي في قضايا الأمن الوطني وتنفيذ السياسات.
حالياً تتجه الأنظار إلى مرحلة ما بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث يتوقع المراقبون أن يشهد الوضع في المنطقة، وخاصة في اليمن، تصعيدًا كبيرًا في التوترات السياسية والعسكرية مع تعيين مايك والتز مستشارًا للأمن القومي، ومن المتوقع أن تزداد الضغوط على إيران والحوثيين على حد سواء، بما قد يؤدي إلى تغييرات كبيرة في سياسة الولايات المتحدة تجاه الأزمة اليمنية.
ختامًا..
المصالح وحدها هي من تتحكم في العلاقات الدولية، ووفقها تتغير قواعد اللعبة.
فإذا ما توقف الحوثي عن مهاجمة السفن في البحرين الأحمر والعربي وقدم تنازلات لتلك الدول، فقد تتغير قواعد اللعبة، وقد يغلقون الملف ويفتحون معه صفحة (صداقة) جديدة، بغض النظر عن ما اقترفته يداه، وعن ما يعانيه الشعب المطحون، الذي في الغالب لاينظرون إليه ولا يعنيهم أمره.