تقارير
«إرهاب وادي عومران» مبرقع داعشي ـ إخواني يحمل بصمات حوثية..!
لماذا تنظيم القاعدة يستهدف ويقتل الجنوبيين رغم أنهم من أهل السنة، مع أنه يدعي انتمائه إلى المذهب (السني)؟!.. هل غير عبايته والبرقع؟!
عملياته ضد الجنوبيين تخدم مليشيات الحوثي الشيعية، رغم أنه يدعي محاربة (الشيعة)، هل حدث زواج مصلحي خفي بين الطرفين، لا سيما وأغلب العمليات التي تستهدف القوات المسلحة الجنوبية في وادي عومران وغيره من مناطق الجنوب تحمل بصمات الحوثي، أي أنها تمت بالطريقة الحوثية وليست بالطريقة الانتحارية، أو ما يطلق عليها تنظيم القاعدة بـ"العمليات الاستشهادية".
ولماذا اختار تنظيم القاعدة وادي عومران بمديرية مودية محافظة أبين، ليكون أهم معقل للتنظيم في جزيرة العرب؟
وادي عومران يربط 3 محافظات ببعضها، هي محافظتا أبين وشبوة الجنوبيتين مع محافظة البيضاء اليمنية.. ونظراً لاتساعه وامتداده الكبيرين، حيث يبلغ طوله أكثر من 80 كيلو متراً داخل الأراضي الجنوبية، وعرضه أكثر من 4 كيلو مترات، يتمتع الوادي بتضاريس جبلية وعرة وأشجار كثيفة وشعاب متفرعة كثيرة، وتتواجد في بعض جوانبه آبار مياه صالحة للشرب، وقرى يقطنها مواطنون جنوبيون.
انتصار كبير للقوات الجنوبية
اعتبر مختصون في شؤون التنظيمات الإرهابية، سقوط وادي عومران بأيدي القوات المسلحة الجنوبية انتصاراً كبيراً، وهزيمة أكبر للتنظيمات الإرهابية، نظراً لاتخاذه المعقل الرئيس لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي يحاول مراراً وتكراراً استعادته ولكن دون جدوى، رغم استنجاده بمليشيات الحوثي التي سارعت بإمداده بالأسلحة والطائرات المسيرة والألغام والعبوات الناسفة وأجهزة التفجير عن بُعد، كما فتحت سجونها وسمحت للمعتقلين المنتمين للقاعدة بالخروج واللحاق بعناصر التنظيم المتمركزين في قمة الوادي بالمناطق الحدودية بمحافظة البيضاء اليمنية، عقب دحرهم من بطن الوادي ومن المعسكرات المتواجدة وسطه.
وبحسب خبراء عسكريين، فإن 90% من الوادي تم تطهيره، ولم يتبقَ غير المعسكرات الواقعة على الحدود اليمنية، التي للأسف الشديد تعيد للتنظيم أنفاسه وتنظم صفوفه، ليعاود مهاجمة القوات المسلحة الجنوبية مجدداً عبر عمليات مبرقعة جبانة بزرع العبوات الناسفة في الطرقات.
وقالت مصادر أمنية إن القوات المسلحة الجنوبية قطعت أنفاس ذلك التنظيم، ويوشك على الهلاك التام لولا شريان يمني يغذيه قادم من محافظة البيضاء اليمنية، الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثية
المعقل الرئيس لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية
وبحسب مصادر جنوبية، فقد تم اختيار وادي عومران ليكون المعقل الرئيس لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، من قبل الأفغان العرب ممن لديهم خبرة وتدريب مسبق في أفغانستان على مثل هكذا تضاريس وأودية مشابهة لتضاريس أودية أفغانستان، بالإضافة إلى موقعه الحدودي الاستراتيجي.
ومنذ اختياره عقب غزو الجنوب في العام 1994م حتى الإعلان عن تأسيس تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في يناير 2009م، بقيادة الإرهابي ناصر الوحيشي، واتخاذه الجنوب مقراً له وتلقيه دعماً سخياً من السلطة الحاكمة في صنعاء، لم تبادر أو تجرؤ أي قوة على الاقتراب منه باستثناء التي نفذتها القوات المسلحة الجنوبية، بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة في العام 2016م. داهمته وأحرقت معسكراته وخيامه في عملية أطلق عليها "السيل الجارف"، كانت بقيادة الشهيدين عبداللطيف السيد ومنير أبو اليمامة، إلا أن مليشيات الإخوان والقوى اليمنية الحاكمة في صنعاء أعادت القاعدة إلى الوادي في أغسطس 2019م.
الانتقالي الجنوبي يدمر أوكار الإرهاب في أبين
بتواطؤ من حزب التجمع اليمني للإصلاح وقيادات عسكرية يمنية، أمثال علي محسن الأحمر، عاد عناصر تنظيم القاعدة إلى أوكارهم ومعسكراتهم المنتشرة في بعض الأودية بمديريات محافظة أبين، منها:
معسكر موجان بمديرية أحور، معسكر عكد وسلي في مديرية لودر، معسكر وادي النسيل بمديرية مودية، معسكر وادي عومران بمديرية مودية، معسكر وادي الخيالة بمديرية المحفد، معسكرات وادي جنن والرفض بمديرية مودية.
بدأ التنظيم في إعادة ترتيب أوراقه و صفوفه، وباشر بتنفيذ عمليات انتحارية واغتيالات ضد قيادات جنوبية بالعاصمة عدن، وعدد من محافظات الجنوب..
في 23 أغسطس 2022 أطلقت القوات المسلحة الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، وبدعم أخوي من دولة الإمارات العربية المتحدة، عملية عسكرية أطلق عليها (سهام الشرق) لتطهير محافظة أبين من عناصر الإرهاب، وخلال فترة وجيزة استطاعت تدمير جميع أوكار الإرهاب ومعسكراته آنفة الذكر، وقتلت وأسرت أعداداً كبيرة من عناصره، فيما لاذ البقية بالهرب إلى محافظة البيضاء اليمنية المجاورة.
واجهت القوات المسلحة الجنوبية مقاومة عنيفة خصوصاً بوادي عومران، إلا أنها تمكنت في الأخير، بفضل الله ثم بمساندة رجال القبائل وأهالي المنطقة الشرفاء، من إحكام قبضتها عليه، ونجحت في منع عودة عناصر الإرهاب إليه.
ختاماً..
لم يتبقَ من ذلك التنظيم الإرهابي غير عناصر مشتتة على الحدود اليمنية بمحافظة البيضاء، تتلقى الإمداد من العاصمة اليمنية صنعاء عبر شريان حوثي، وأنه يتعين على دول التحالف العربي والدولي دعم جهود الجنوبيين لقطع ذلك الشريان، لاسيما والجنوب يقاتل نيابة عن الإقليم والعالم وبإمكانيات متواضعة.