تقارير
تدمير ممنهج للكادر الجنوبي وبناء مؤسسات عائلية وقرارات تفاقم الأزمات.. العليمــــــــــــي وجه عفاش الآخر في الجنوب..!
هل الخلل في رأس الحكومة أم في رأس رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي. ففي عهده تشكلت 3 حكومات، لعل وعسى تنجلي الأزمات وتتحسن الأوضاع، ولكن دون فائدة، من سيئ إلى أسوأ. وفي كل مرة يتم إلصاق تهمة الفشل وأسباب تفاقم الأزمات وانسداد أفق حلها بالحكومات المتعاقبة، وتستبعد الشبهات عن العليمي، رغم أنه المستفرد بالقرار المعطل لعمل تلك الحكومات، بحسب مذكرة الاستقالة التي خطها رئيس الوزراء السابق الدكتور أحمد عوض بن مبارك، وأشار فيها إلى أنه لم يمنح الصلاحيات الدستورية لمزاولة عمله، وبأنه واجه عراقيل وسياسات تعطيل من قبل العليمي، ولم يتمكن من اختيار وزراء حكومته وغيره.
وقال مراقبون وساسة جنوبيون إن العليمي يسعى من وراء تعيين جنوبيين لرئاسة حكومة محكوم عليها بالفشل مسبقاً، وفق سياسة عفاشية خبيثة، إلى تدمير سمعة كوادر الجنوب لإفقاد ثقة الشعب فيهم، يتعمد تهميش كوادر الجنوب وإلصاق تهم الفشل بهم. لسان حاله يقول هؤلاء هم الجنوبيون فاشلون، مع أنه فشل مسيس صنعه العليمي بيديه.
مؤكدين أنه منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في العام 2022م، وتعيين الدكتور رشاد العليمي رئيساً له تدهورت أوضاع البلد الخدمية والاقتصادية وحتى التنموية، وأصيبت العملة المحلية (الريال اليمني الطبعة الجديدة المتداولة في الجنوب) ورواتب الموظفين بنكسات تاريخية متتالية، أوصلتها إلى الحضيض، وتوشك البلد أن تصل إلى مرحلة الإفلاس والفشل الكلي في ظل قيادته.
متسائلين: هل تغيير العليمي جريمة؟ علما أنه مُعيّن وليس منتخباً مثل عبد ربه منصور هادي.. فما الذي سيحصل إن تمت إقالته أكثر من النكبات الحالية؟
أم أن بقاءه يخدم تمرير أجندة يمنية إقليمية مشبوهة في الجنوب؟
تأجيج الأزمات:
يرى كثير من الساسة والمراقبين المتتبعين لتحركات وسياسات العليمي في الجنوب، أن قراراته التي يصدرها بين الحين والآخر، لا علاقة لها بإصلاح الوضع المتردي أو رفع المعاناة عن كاهل المواطن، بل تحمل بين سطورها أبعاداً سياسية خبيثة، تفاقم الأوضاع الاقتصادية والخدمية بالمناطق الجنوبية خدمة لمليشيات الحوثي في صنعاء والإخوان في مأرب، ولممارسة أقصى الضغوط لتأليب الشارع الجنوبي ضد المجلس الانتقالي الجنوبي.
وكان قراره الأخير رفع الدولار الجمركي، وما سيترتب عليه من تبعات كارثية مميتة على الشعب الغارق في مستنقع سياسات وأزمات العليمي الكارثية المتراكمة، دليل واضح على التوجه الخبيث الذي ينتهجه في الجنوب. وكانت الأسباب التي ذيلها رئيس الوزراء المستقيل الدكتور أحمد عوض بن مبارك دليلاً رسمياً واضحاً يتوجب على الرأي العام المحلي والخارجي أخذها على محمل الجد، والاستناد إليها كوثيقة رسمية ذات مصداقية توضح طبيعة سياسة العليمي تجاه الجنوبيين.
مشيرين إلى أن العليمي أحد تلاميذ عفاش، اكتسب منه أفكاراً خبيثة لا تزال معششة في ذهنه، وكان وصوله إلى هذا المنصب فرصة سانحة لتطبيق تلك الأفكار الإجرامية ضد شعب الجنوب. ضم وإلحاق وقمع خيار الجنوبيين في استعادة دولتهم، والاستفراد بالسلطة والقرار السياسي، وتأسيس دولة عميقة عائلية، وإفقاد الشعب الثقة في الكوادر الجنوبية المؤهلة، وما إلى ذلك من السياسات الخبيثة التي أدت إلى هلاك عفاش وعائلته في نهاية المطاف.
قرارات قاتلة للشعب وأخرى مربحة لعائلته:
في تكرار عليمي لنفس المشهد مع الحكومة السابقة، كشفت مصادر عن خلاف بين رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ورئيس الوزراء الحالي سالم بن بريك، بعد رفض الأخير توجيهات برفع الدولار الجمركي من 700 إلى 1300 ريال.
وأكدت المصادر أن بن بريك اعتبر القرار مضراً بالمواطنين والاقتصاد، ويخالف خطة الإصلاحات المالية، بينما أصر العليمي على تنفيذه.
ورأت المصادر أن العليمي يحاول فرض قرارات على الحكومة كما فعل مع رئيس الحكومة الأسبق أحمد عوض بن مبارك، في خطوة تعرقل الأداء الحكومي وتضر مصالح الشعب بالمحافظات المحررة.
واعتبر مراقبون أن موقف بن بريك يعكس حرصًا على حماية المواطنين من قرارات غير مدروسة، قد تخدم الحوثيين وتفاقم الأزمة الاقتصادية..
قرار رفع الدولار الجمركي، الذي حذر المجلس الانتقالي الجنوبي من خطورة تمريره، غير منطقي، دون مصفوفة إصلاحات حقيقية تحمي المواطن من الانهيار المعيشي، قياساً مع الأزمة الاقتصادية وانهيار العملة المحلية، والغلاء الذي تجاوز قدرة المواطنين الشرائية بنسبة تتعدى 70%، إذا ما قُورن بدخل الفرد اليومي ورواتب الموظفين التي أصبح المتوسط منها لا يعادل 100 ريال سعودي.
ومن ناحية أخرى، يقاتل العليمي لأجل تمرير قرارات تخدم عائلته، كان آخرها إخضاع قطاع "جنة هنت" النفطي بمحافظة شبوة لسيطرة نجله عبد الحافظ. وغيرها من الصفقات التجارية وعقود النفط العائلية بمحافظتي شبوة وحضرموت التي لا يتسع المجال لذكرها.
سياسة العليمي أبعد من إعادة الجنوب إلى باب اليمن:
وصف ناشطون جنوبيون الدكتور رشاد العليمي بـ(دابة الأرض) أو ما يطلق عليها (الأرضة - النمل الأبيض) التي تأكل الأخشاب وتدمر أثاث المنازل وتهد البيوت على رؤوس ساكنيها في صمت. وإن سياسته خبيثة عميقة أبعد من إعادة الجنوب إلى باب اليمن.. مؤكدين أن العليمي يسعى إلى محو الهوية والانتماء الجنوبي عربي للجنوبيين، وتقسيم الجنوب إلى دويلات، والتماهي مع التيارات الجنوبية المعادية للمجلس الانتقالي الجنوبي، ودعم سياساتها الرامية إلى تمزيق النسيج الاجتماعي والسياسي الجنوبي، وإضعاف وتفكيك الأجهزة الأمنية والعسكرية الجنوبية، وتبني سياسة بث الإشاعات ودعم حملات إعلامية معادية لتوجهات ونهج الجنوبيين التحرري، والإمعان في تغذية الأزمات الخدمية والاقتصادية لتهييج الشارع الجنوبي وإفقاده ثقته في المجلس الانتقالي الجنوبي.
العليمي أحد أركان وعقول نظام الاحتلال اليمني في الجنوب:
ختامًا..
لا يخفى على أحد أن الدكتور رشاد العليمي أحد أركان وعقول نظام الاحتلال اليمني في الجنوب، ولا يخفى أن الاحتلال اليمني رغم تغيير مسميات رموزه إلا أن العقلية لم ولن تتغير، يعمل في عدة اتجاهات: صناعة أزمات مع إغلاق أفق حلها، وفي ذات الوقت تعيين كوادر جنوبية في رئاسة الحكومة، ليس حباً فيهم وليس لأجل إصلاح الأوضاع، وإنما ليفاقمها كي يلصق تهمة الفشل بالجنوبيين من ناحية، ولتهييج الشارع الجنوبي ضد قياداته من ناحية أخرى..
خلاصة الأمر، إن الأزمات الجاثمة على كاهل المواطن الجنوبي لا يراد لها أن تُرفع، ولن تُرفع في ظل وجود الأدوات اليمنية في قصر معاشيق، وفي ظل سياسة إفشال وتدمير كوادر الجنوب.