تقارير
في استطلاع لـ«انتقالـﮯ العاصمة».. جنوبيون: شكراً الرئيس الزُبيدي متفائلون ونتطلع للمزيد من الإصلاحات الاقتصادية والخدمية
عقب تعرض الريال اليمني لانتكاسات تاريخية غير مسبوقة، تراجع إثرها وبشكل متسارع، خلال النصف الثاني من العام 2025م، إلى أدنى مستوى أمام العملات الأجنبية، قرابة 3 آلاف ريال مقابل الدولار الواحد، و 760 ريالاً مقابل الريال السعودي الواحد.
يأتي هذا التدهور المستمر وسط تحذيرات من تداعيات قاسية على المواطن الجنوبي، إذ يعيش نحو 80 بالمائة من شعب الجنوب تحت خط الفقر، بحسب تقارير الأمم المتحدة.
مستويات كارثية أوصلت عامة شعب الجنوب إلى حافة المجاعة، ارتفعت معها أسعار المواد الغذائية والأدوية والمحروقات ومستلزمات وحليب الأطفال، ومستلزمات المدارس ومواد البناء والأجهزة الكهربائية، جميعها أصبحت أسعارها خيالية، أكثر من عشرة أضعاف مدخول الفرد اليومي، ومن قيمة رواتب الموظفين التي فقدت قيمتها الشرائية، وأصبح متوسطها يعادل 100 ريال سعودي.
انهيار الريال اليمني أفرز أوضاعاً مأساوية، معاناة يومية استوطنت كل بيت، بات الحصول على 3 وجبات غذائية في اليوم الواحد تحدياً كبيراً أمام أرباب الأسر، الذين أُوصِدت أغلب الأبواب في وجوههم، جراء تراكم الديون، وتوقف صرف المعاشات، وانعدام المصادر البديلة.
عاشت الأسر الجنوبية أوضاعاً حرجة قلقة للغاية، مع إغلاق أفق الحل، لم تبرز أية ملامح لانفراجة عن قريب. أوضاع يصعب التعايش معها دفعت المواطنين للخروج إلى الشوارع في احتجاجات غاضبة في أغلب محافظات الجنوب، لاتزال بعضها مستمرة بمحافظة حضرموت (المكلا وتريم).
ضغوط شعبية أجبرت المجتمع الإقليمي والدولي على التدخل، ومساعدة الحكومة في اتخاذ إجراءات وتدابير اقتصادية صارمة، أوقفت انهيار العملة المحلية، وأعادت إليها أكثر من 30% من قيمتها.
استعاد الريال اليمني جزءاً من عافيته أواخر يوليو 2025م، وتم تثبيت قيمته عند 428 ريالاً للريال السعودي الواحد.
عودة الرئيس الزُبيدي حركت المياه الراكدة:
وقال ناشطون جنوبيون إن العودة الحميدة للرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي - نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إلى العاصمة عدن في 15 يوليو 2025م، كان لها الأثر الطيب في تحريك عجلة الإصلاحات الاقتصادية والخدمية، حيث أجرى فخامته - فور وصوله - سلسلة من الزيارات واللقاءات شملت مصفاة عدن والبنك المركزي بالعاصمة عدن، والتقى باللجنة العليا للموارد السيادية والمحلية ومحافظ بنك عدن، تمخضت عنها إجراءات وقرارات نافذة، انعكست إيجاباً وبشكل ملموس على الوضع المالي والاقتصادي والخدمي. عززت من مستوى أداء المؤسسات الإيرادية، وآليات تفعيلها بشكل مستدام. وكذا تحسين خدمة الكهرباء، وتعزيز قيمة العملة المحلية "الريال اليمني"، وما تلاه من انخفاض أسعار المواد الغذائية والأدوية والمحروقات.
«انتقالي العاصمة» التقت عدداً من المواطنين بالعاصمة عدن وخرجت بالاستطلاع أدناه:
تحسن مفاجئ للعملة ونطمح إلى المزيد:
المواطن قائد عبد الله صالح قال: تحسن الريال اليمني كان مفاجئاً، جاء في وقت حرج، حيث بلغت معاناة الشعب ذروتها وأوشكت الأوضاع أن تخرج عن السيطرة.
وأضاف: تم احتواء الموقف، ونطمح إلى المزيد من التحسن لتعود الأوضاع إلى سابق عهدها وأفضل.
إلزام جميع الجهات التوريد إلى مركزي عدن:
المواطن صالح حيدرة قال: التحسن ملحوظ، والتمسناه على أرض الواقع، ويكمن التحدي الحقيقي في الاستقرار والاستدامة، ومنع حدوث انتكاسه تعيدنا إلى المربع الأول.
وأضاف: خطوات الحكومة ومركزي عدن إيجابية تسير في الاتجاه الصحيح، وعلى الجميع في الداخل مساندة تلك الجهود، كما يتوجب على التحالف العربي ممارسة الضغوط على جميع الجهات وإلزامها بضرورة التوريد إلى مركزي عدن، بما فيها محافظة مأرب الغنية.
محاربة المضاربين بالعملة وإغلاق السوق السوداء:
وقال المواطن سامي العطفي: المطلوب المحافظة على استدامة الإنجازات الإيجابية المحققة، والعمل على تطويرها وتنميتها لكسب ثقة المواطن، وإعادة الهيبة للدولة وللعملة المحلية.
وتابع قائلاً: هناك عدة عوامل لمنع حدوث انتكاسة، أهمها محاربة المضاربين بالعملة، وإغلاق السوق السوداء، ومنع التعامل بالعملات الأجنبية في التعاملات التجارية (البيع والشراء وإيجارات العقارات أو المنازل والورش) وغيرها، وفرض عقوبات رادعة ضد كل من يتلاعب بالعملة.
تطهير البنك ومفاصل الدولة من الفساد:
المواطن سالم الخضر قال: جملة الإصلاحات الاقتصادية المالية والخدمية المتخذة من قبل الحكومة ومركزي عدن إيجابية، وتصب في صالح المواطن والصالح العام، ويتوجب أن تشمل أيضاً تفكيك شبكات الفساد الممسكة بمفاصل البنك المركزي والدوائر الحكومية، وكذا تفعيل الرقابة المالية على جميع الأوعية الإيرادية، وتنظيم وسلاسة التوريد إلى مركزي عدن، وإعادة تشغيل صادرات النفط والغاز، بالإضافة إلى ضرورة فصل السياسة النقدية عن النزاع السياسي والعسكري الدائر بين صنعاء وعدن.
نطمح إلى تطبيع الأوضاع واستتباب الأمن الغذائي والمالي:
المواطن هادي شوبه قال: تثبيت قيمة الريال اليمني عند 428 ريالاً مقابل الريال السعودي الواحد، وتخفيض أسعار المواد الغذائية والأدوية والمحروقات، أعاد للمواطن الطمأنينة، وهدأت روعاته، وزال عنه جزء من القلق.
وأضاف: التفاؤل سيد الموقف، لا سيما التحسن ملحوظ، وانعكس إيجاباً على مجمل سبل الحياة، ونستبشر بقدوم المزيد من الإصلاحات، ونتوقع المزيد من التحسن في قيمة الريال اليمني، يرافقه استتباب الأمن الغذائي والمالي والأوضاع بشكل عام. كما نتمنى رفع الإضرابات وعودة أبنائنا إلى المدارس، وتوقف مظاهر الاحتجاجات والاحتقان الشعبي بشكل عام.
جهود مشكورة يبذلها الرئيس الزُبيدي:
من جهته، المواطن هادي عوض الكازمي قال: نحمد الله على كل حال، ونسأله جل وعلا العون لهذا الشعب الصابر المكافح.
وتابع قائلاً: الجهود ولله الحمد مثمرة، والتمسنا تحسناً لا بأس به، رُفِع جزء من المعاناة الجاثمة على صدورنا، ونتمنى المزيد من الإصلاحات الناجحة المستدامة وليس الترقيعية.
وختم قائلاً: نشكر جهود فخامة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي، فمنذ عودته إلى العاصمة عدن انتعشت الحياة، وتحلحلت الأوضاع نحو الأفضل، ونشد على يديه لمواصلة المشوار حتى استعادة دولتنا الجنوبية.