#سقطرى ، الڪبرياء والڪرامة ..!

 


 مساء الخير سقطرى ..

لم ازر جزيرة سقطرى قط ولكن تربطني باهلها علاقة حميمة جداً.

لدي فيها صداقات تكونت معهم من خلال عملي كطبيب. يزورني الكثير من اهلها طلباً للمشورة الطبية حيناً ثم تطورت علاقتنا واصبحنا اصدقاء يتشاورون معي كطبيب وكمرشد في عدن احياناً اخرى.

 الكل يعرف سقطرى بجمال طبيعتها الخلاب وروح اهلها الطيبة الودودة. 

جزيرة متماسكة مترابطة مسالمة ودودة. فتحت ذراعيها على العالم. تستضيف الجميع ، وتحب الجميع. 

مثلها مثل كل محافظات الجنوب مع تسارع السياسين في سلق مشروع الوحدة بعاطفة جياشة من جهة ومكر ودهاء من الجهة الاخرى ايدت هي ايضاً خطوات الوحدة املاً في وطن اكبر واقوى وارقى.

دهاء ومكر الساسة وحب واطماع التملك للقوى العسكروقبلية الشمالية سرت ايضاً على سقطرى.

 غزو ومحاولة تغيير التركيبة السكانية مورست بشكل ممنهج ، استبيحت زهور الارض وجواهر البحر وشعبها الودود الصابر يتحمل على امل ان خيرات الوحدة ستاتي وثمراتها ستنضج مع الوقت.

استمرت وطالة المعاناة وازدادت شراسة وحدة الغطرسة الاستعمارية بعد حرب 94 م وسقطرى جزيرة التاريخ والطبيعة والاحلام صابرة ومضحية.

تململ الشعب الصابر المثابر وعبر عن عدم رضاه بالوضع ، طالب بالتغيير وتحكيم العقل والعودة الى الصواب.

ظنوا ودهم وهن وصبرهم عجز وسلميتهم خوف فامعنوا في غيهم.
 
تحملوا كل انواع القهر والاذلال وكانوا يعتقدون ان هذا سينتهي بسقوط الطاغية علي عبدالله صالح فاذا الامر كما هو حتى وصل بالمتغطرسين الجدد ان ينكروا عليها انتمائها للجنوب ومحاولة سلخها عنه.

طفح الكيل وضاق الصبر من صبر اهلها وقررت ان تقول كلمتها وقالتها كما لم يقلها احد من قبل.

تفجرت سقطرى حمم براكين تحرق كل متغطرس جبار وفي ساعات معدودة حسمت الامر..
سقطرى جنوبية..
شعب ودود ولكنه جلد ، مسالم ولكنه حازم ، صابر ولكنهم ذوي عزم ، هدوءهم حكمة ووقار وعندما لزم الامر شدة وقرار .

عادت سقطرى وعاد الجنوب معها بلمحة بصر بعد ما ظن الطغاة ان الامر لهم قد استقر.

هنيئاً لك ياسقطرى الكبرياء والكرامة ، سقطرى الاباء والشموخ.

انجزتم المهمة بطريقتكم المميزة تميز جمال جزيرتكم وروح شعبكم.

عيوننا منبهرة وافئدتنا منشرحة تعلمنا منكم ماذا يعني جمال الارض وسمو الروح وعنفوان الحرية. 

و جـــاهل مده في جهله ضحكي **** حتى اتتــــه يــد فراســة و فم.
إذا رايـــت نيوب الليــث بارزة **** فلا تظنـــن ان الليــث يبتســم.

(ابو الطيب المتنبي).

تحياتي ..

ا. د. عبدالناصر الوالي
العاصمة عدن
٢٠ يونيو ٢٠٢٠ م

مقالات الكاتب