الانتقالي ...وصراع الارادات

 

 

 


 ‏" قضت الحياة أن يكون النصر لمن يحتمل الضربات ، لا لمن يضربها"

      "مصطفى صادق الرافعي"

 

يخوض الانتقالي معركتين رئيسيتين مع اخوان اليمننة المتحالف مع فساد الشرعية : معركة سياسية رئيسية بدات باتفاق الرياض ومعارك سياسية وحقوقية اخرى موزعة في الجبهات السياسية والحقوقية والانسانية اقليميا ودوليا في ظروف متشابكة ومدولة توجب عليه ان لا يفرط في مشروعه ولكن ليس لمصلحته ان يكون انقلابيا كالحوثي وان كان اعداؤه يريدون له ان يلجأ لهذه الخيار ليستعدوا التحالف عليه ، والتحالف بعد مرور ستة اعوام على حرب لم تحقق من اهدافها شيئا في الشمال خاصة كالاسد الموجوع فصنعاء اضحت حلما بعيد المنال لكن التحالف موجود بقوة في الجنوب وتريد اليمننة ان يخوض لها حربها في الجنوب !!

 الانتقالي ادار معاركه باقتدار فلم يفرط او يقدم تنازلات في المسار التفاوضي تجعل اتفاق الرياض سيفا بيد الاخوان يحققون به مشروعهم وتمكينهم وتعامل بحزم وحسم في معركته العسكرية في شقرة فلقنهم دروسا عسكرية حولت الى كابوس يقض مضاجعهم

 يجب التفريق بين الاهداف والمعارك والضغوط او الاسلحة والمناورات المستخدمة فيها ولتحقيقها ، فالبعض مثلا اعتقد ان حاويات العملة ثروتنا يجب ان نسيطر عليها وان تسليمها خطا بينما هي في الواقع سلاح ضغط استخدمها الانتقالي ، لانه لايمكن الاستفادة منها فهي اموال وصلت من الخارج لا يمكن تداولها في السوق الا بتوقيع البنك والسيطرة على البنك ليست بالقرار السهل فالبنك مرتبط بتعاملات بنوك دولية والعملية ليست بالبساطة التي يعتقدها البعض ، فالاحتفاظ بها كان ضغطا ليكون البنك محايدا وللوصول الى الزام الفساد والاخوانج بان يصرفوا المرتبات بصورة منتظمة بعد ان ظل الانتقالي يطالب بها ولم تلتفت اي جهة لمطالبه فتعهدت المملكة ان تفرض على الاخوانج وفساد الشرعية دفع المرتبات بانتظام

استطاع الانتقالي بهذا الضغط ان يؤمن مرتبات المدنيين والعسكريين وفي ذات الوقت الجم ابواقهم الاعلامية -والاعلام ساحة حرب - التي تستهدف احباط الشارع الجنوبي بالتكرار صباح مساء:

"الانتقالي انقلب على الشرعية ويريد مرتبات منها ..يوفرها هو وادارته الذاتية !!" واجتهدوا لاثبات هذا التنميط وترسيخه في الذاكرة الشعبية ليثبتوا ان الانتقالي ومشروعه سبب المعاناة وسبب قطع المرتبات وسبب حرب الخدمات ..الخ اما وقد ارغم الانتقالي الفساد والاخوانج ان يدفعوا مرتبات الموظفين فاثبت بذلك انهم كانوا يستخدمون المرتبات سلاح سياسي لتعذيب الناس لعلهم ينقلبون ضد الانتقالي ومشروعه وفرض عليهم الانتقالي ان يدفعوا المرتبات وهو مستمر في ادارته الذاتية ولم يتنازل عن مشروعه الوطني

عداء الجنوب ليس مع شرعية هادي فهذه الشرعية لم ينكرها من اليوم الاول ومد يده للتعاون معها ، العداء الجنوبي مع مشروع اخوانج اليمن الذين اصبحوا هم الشرعية والعداء معهم لانهم اخر مشاريع اعادة احتلال اليمننة للجنوب فهم الان اشد القوى عداوة له باعتبارهم القوة اليمنية الاكثر تنظيما والاوسع انتشارا في مؤسسات الشرعية بل استطاعوا ان يغزو مؤسسات مؤثرة ومعنية بحرب التحالف وتضليلها بانهم قوة ليس لها علاقة بالاخوانج ومشروعهم الدولي بينما هم القوة الحركية اليمنية الاخوانية التي اختطفت قرار الشرعية واستطاعت ان تتمدد عبر مؤسساتها وتفرض سطوتها ونفوذها الكاملين على مفاصل القرار السياسي والعسكري والاقتصادي في الحكومة واستطاعوا ان يتبادلوا الادوار بطريقة لاتخلو من الدهاء والتقية التي تميز بها مشروعهم فجزء منهم متماهي مع المشروع القطري التركي المعادي للتحالف واخر في الرياض وفي مفاصل الشرعية يكذب ويناور ويحمي ذلك الجزء المعادي ومايحمله من مشروع ضد التحالف
 
الانتقالي في حربه السياسية يريد تحقيق اكبر قدر من المكاسب السياسية لمشروع الاستقلال ويبتعد قدر الامكان بالمشروع الجنوبي عن مواجهة التحالف واستعداؤه ويكشف في ذات الوقت زيف الاخوان المهيمنين على الشرعية ويستميتون على ابعاد اي قوة جنوبية حقيقية تكشف استخدامهم لمؤسسات الشرعية من اجل تنفيذ مشروع الاخوان الدولي الذي يعملون فيه بكل جد واستماتة

ان التحالف يعلم ‏استحالة اليمن الاتحادي كما روجوه في "خوارهم الوطني" والاخوان يعلمون انهم لن يكسبوا اي تمثيل في الشمال الا تمثيل ضئيل يتناسب وحجمهم الضئيل على الارض والضجيج حاليا عن يمن اتحادي مجرد "تابو" اخوانجي فالتحالف يعلم يقينا ان نهايات الحرب لن تخرج الحوثي من صنعاء وكل الشمال بل سيكون ممثلها شاء من شاء وابى من ابى 
 وعليه فالاخوانج وطرفيتهم من فساد وفلول الشرعية من الجنوبيين وغيرهم يربطهم بالاخوان مايشبه "زواج متعة" ويراهن مشروع الاخوان عبرهم ان يحتل الجنوب ويصلون مع الحوثي عبر ترتيبات دولية الى يمن اتحادي بين الحوثي والاخوان والفساد ولا يقف امام هذا الحلم الا المجلس الانتقالي ومشروعه الوطني وجيشه الوطني 

17 يوليو 2020م

مقالات الكاتب