شماعة #المجلس_الانتقالي ..!

 

 

 

 

 

ليستْ الفعاليات الجماهيرية الجنوبية التي تعـــمُّ المحافظات حصرا للمجلس الانتقالي الجنوبي ،كما أن ليس كل مَــن يشارك فيها ينتمي تنظيما لهذا المجلس، بل هي تعبير جماهيري نخبوي شامل عن القضية الجنوبية ينضوي تحت رايتها كل من يؤمن بعدالة هذه القضية فردا كان أو كيانا.

وبالتالي فمن يختلف مع الانتقالي يجب ألّا يختلف مع القضية الجنوبية ويرتمي بحضن الخصم من باب النكاية والإغاظة أو يعتبر أن هذه الجماهير كلها انتقالي إن هو ناصرها وأشاد بحجمها وصمودها.فالمجلس الانتقالي ليس أكثر من مظلة

سياسية يتحرك لنصرة القضية الجنوبية بالطريقة والوسيلة التي يراها مناسبة له-اختلفنا أو أتفقنا معها ومعه-.

 فهذه المظلة لا تعني أن لا مكان للنضال من خارجها، بل من المفيد للقضية الجنوبية وللانتقالي أيضاً أن تظل ساحة النضال مفتوحة بالجهات الأربع بيد كل الكيانات الجنوبية والشخصيات الجنوبية في الداخل والخارج- اقصد الكيانات والشخصيات الجادة وليست الكيانات الافتراضية المستنسخة- ليتسنى للكل أن ينوع من أدوات نضاله ومن مستويات سقف خطابه ومن مساحة حرية المناورة والتعاطي مع المتغيرات التي تتوالى تباعا داخليا وخارجيا، أو لنقل بصريح العبارة لتوزيع الأدوار والمواقف إن أقضت الحاجة، كما يفعل خصوم القضية الجنوبية .

فوبيا المجلس الانتقالي التي تتملك البعض ليست مبررا لأن يتم إجهاض مسيرة الثورة الجنوبية والتشكيك بحجمها وقدرتها، فضلاً عن عدالتها، ولا هي مقنعة للاستلام لمبررات رخوة بايخة ( اقصونا، همشونا، )، فلن يستطع أحدأن يقصيك بقدر ما تقصي نفسك، ولن يزيحك أحد من الساحة إن لم تكن عندك الرغبة بالانسحاب، بل لست بحاجة لأن تستأذن أحد للتعبير عن رأيك وللتمسكك بقضيتك وقناعتك، فقد مررنا بأوقات عصيبة وفترات طغيان وبطش لم يفلح بثني أحد عن نضاله ، فالنضال من خارج الانتقالي ممكنا جدا لمن يرد ذلك، ولا نظن أن الانتقالي يشترط على أحد أن يناضل من داخله وباسمه أو يصمت، وحتى لو اشترط فلن يقوى على التنفيذ. فهناك الكثير من الشخصيات بالداخل والخارج

وبعض الكيانات بالحارك الجنوبي كمجالس الحراك الثوري وغيرها من الكيانات برغم خلافها مع الانتقالي إلّا أنها لم تهرول الى حضن الخصوم أو تتذرع بهذا الخلاف لتبرر تخاذلها أو أنصارفها عن قضيتها لأنها تعرف أن خلافها
مع الانتقالي خلاف وسائل نضال وليس خلاف مشاريع وقناعات، كما أنها ليست مرغمة على أن تتحرك تحت اسمه وباسمه.

أقول هذا لمن يتوجس فعلا من الانتقالي ، أما من قد قرر أن يتخلى عن مواقفه فلن يجدي معه كلامي هذا نفعاً.

فمن المعيب التخلي عن قضية عادلة وكبيرة كالقضية الجنوبية تحت مبررات واهية في منعطفِ حادٍ وحرج كالذي نــمُـــرُّ به اليوم وقبل أن ترسو سفينة هذه القضية بأصحابها ببر الأمان وتجد الحل العادل والمنصف في إطار تسوية سياسية يمنية شاملة ، وفي ظل إحداق الخصوم عليها من كل الجهات.

فالانتقالي بكل مآخذه لا يصلح أن نجعل منه شماعة مهترئة نعلق عليها خذلاننا ونكوصنا ونبرر من خلالها تمترسنا بخندق الطرف الذي كان سببا بمأساة الجنوب، ففضاء النضال والتعبير عن المواقف قولا وفعلا واسعٌ مداه لا يمكن الاستحواذ عليه من أية قوة بشرية مهما كانت، ووسائل النضال من الداخل والخارج لا حصر لها لمن يودُّ ذلك.

مقالات الكاتب