خصوم الانتقالي وسياسة السيارات المفخخة ..!
خالد سلمان
الجمعة 16 قتيلاً من القوات الجنوبية في مودية والعديد من الجرحى في حصيلة أولية. &nb...
لم ينقد المسلمين ولم يقل انهم في ازمة بل قال : ان الاسلام في ازمة !!
فهل الاسلام في ازمة ؟
هذا خلط لايستفز به دولة كذا او كذا الاسلامية بل المقصود به الاسلام كدين وليس دول المسلمين كدول او المسلمين كمعتنقين لهذا الدين تختلف قراءتهم له باختلاف المدارس والمناهج الفكرية التي يتلقونه من خلالها
ومنا من يقوم بجلد الذات ازاء ظاهرة لها جذور في التاويلات الفاسدة لاي دين وليس الاسلام استثناء ، وهي التوحش ، فلن يخلو الاسلام منها لكنها ليست اصلا فيه بل تاويل فاسد يحوّل الاسلام الى نسق تعصبي اضر المسلمين ولم يخدم الاسلام ، فالاسلام دين سماوي سمح كامل ومنزّه بينما فهم البشر وتاويلهم يعتريه النقص والغلو وحتى التوحش ايضا
وحساسية المسلمين شيء طبيعي لعقائد دينهم ومقام نبيهم كبير في وجدانهم مثل اتباع اي دين ، والمسلم يرى دينه الحق ، واذا لم يراه الحق فكيف يعتنقه !!؟ .
فلو تهجّم متهجم على بقرة في اي مدينة هندية لقام المؤمنون بها وقطّعوه بفؤوسهم ، فكيف بمتعصب مسلم يجعل تعصبه وتوحشه هو الاسلام وهو يرى تكرار الاساءات في الغرب ليست منطلقة عن الحرية الشخصية بل مشروع يتنقل من عاصمة الى اخرى يبدو كأن هناك جهات تتحكّم في ارتفاعه وهبوطة
قال الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي واصفا سياق رحلته للاسلام ان أول مرة عرف فيها الإسلام كانت في معسكر اعتقال نازي في الجزائر كان اسيرا فيه ، فامر القادة النازيون جنودا جزائريين باطلاق النار عليهم فرفضوا واكتشف بعدها ان شرف المحارب المسلم يمنعه من ان يطلق النار على انسان اعزل ، فكان حدثا مهما قلب الصورة النمطية التي رعتها الثقافة المسيحية الغربية في شخصيته عن المسلم والمسلمين وأنهم متوحشون همجيون فاكتشف انه أمام منظومة قيم متكاملة لها اعتبارها هزّت ذلك التنميط
اليوم الصراع صراع علمانية متمسيحة لاترى من تحدي يتحداها الا الاسلام ، علمانية انفلت عقالها فتستخدم الحرية للاساءة المنظمة ، ومسلمين في حالة استضعاف اسلامهم واحد ومشاريعهم شتى
وفي سبيل سعي الغرب للحفاظ على تلك النمطية فانه استضاف منظومات حركية وفكرية للتطرف تحت مسمى اللجوء الانساني وهو يدرك خطرها امنيا وفكريا على البلدان العربية والاسلامية لكنه اراد ان يدير مخرجاتها لمقتضيات مصالحه وظلت تلك المنظمات ومازالت تنمو تحت رعايته وبرعايته فاستطاعت ان تقولب بعض المسلمين في الغرب في قالبها المتوحش في الغرب وجعل من مشروع الاساءات شعلة وقود متنقلة يشعلها وفق مقتضات مصالحه فسيستفز بها المسلمين وتبري مخرجات تلك المنظومة للرد المتوحش ، منظومة رعاها ووفر لها الملاذات فخلقت ردة فعلها عن الاساءات مرافعات يثبت بها تلك الفرية القديمة الجديدة ليس عن المسلم المتوحش بل جعل الاسلام متوحشا ويهدف لاهداف منها
الاول :
منع الاوربيين من اعتناقه ويظلوا في داخل تلك الصورة النمطية عن الاسلام وانه دين متوحش واتباعه متوحشون وهذا قدّمه لهم امثال ذلك المتعصب الذي قتل المعلم وكررته داعش في عملية فيينا.
فالاسلام لايجيز قتل حيوان الا لمأكل فكيف يجيز لهؤلاء المتوحشين قتل الامنين؟
الثاني :
محاصرة المسلمين بل اعتقد ان هذه الاساءات ستتناسل وستتناسل ردود افعالها ولا استبعد ان تتحول الحالة الى تصفية المسلمين من الغرب وبالذات فرنسا لان المسلمين صاروا فيها كتلة انتخابية ستصبح مؤثرة في صياغة قوانينها
الثالث :
اعادة تدوير التوحش للابتزاز والقاء تبعاته على الدول والشعوب العربية بالذات التي عانت منه وحذرت منه
4 نوفمبر 2020م