11 فبراير والإحتفالات الفندقية ..!

 

لاعجب حين ترى لصوص الثورات مستمرون في ممارسة مهنة اللصوصية بكل احتراف ودون كلل أو ملل طوال عقد من الزمان بل ولا عجب حين تراهم يطورون أساليب مهنتهم المفضلة وكيف كانوا ؟
وكيف أصبحوا ؟
وبالتأكيد ان تلك المهنة لم تكن وليدة اللحظة اي حين خرج شباب 11/فبراير بل هي مهنة متوارثة والدليل هو ممارستهم لها باحترافيه عجيبة ولذلك تراهم كيف يمارسونها دون حيا ولا خجل ويظهرون على الملأ وبشكل طبيعي جدا ويرفعون شعارات جوفاء لخداع السذج من الناس وكأنهم يؤدون شعيرة من شعائر الدين الاسلامي والعياذ بالله ..!
كل ذلك يفعلونه من أجل الوصول إلى السلطة والاستحواذ على المال ..!
وفعلا تحقق لهم ما أرادوا فمعظمهم أصبحوا يحتلون مناصب عليا في مايسمى بالشرعية ومخصصاتهم تصلهم الى الفنادق القابعين فيها منذ ست سنوات وهو ماجعلهم يحققون مكاسب ماليه في فترة وجيزة فقد ارتفعت أسهمهم في البورصة واستمر  صعودها ولايزال مستمر ولم يكن ذلك ليتحقق لهم لولا دماء الشباب التي راحت هدر وجهودهم التي بذلت في ميدان الستين ولم يستفد منها إلا مجموعة لصوص ..
بينما أصبح  المئات بل الآلاف من الشباب المضحوك عليهم في حالة لا تسر عدو ولا صديق والكثير منهم سقطوا بين شهيد وجريح وأصبحت اسرهم لاتستطيع توفير لقمة العيش وآخرين منهم ارغمتهم الظروف إلى التنقل بين مخيمات النزوح الداخلي والوقوف في طوابير طويلة أمام منظمات الإغاثة الإنسانية..!
وبعد كل هذه المعاناة وكل تلك المآسي والويلات التي عاشها ولازال يعيشها اؤلئك الشباب واسرهم طوال عشر سنوات عجاف ومع كل ذلك لم يستحي لصوص ثورة 11/فبراير من أن يظهروا على شاشات التلفزة وهم يلبسون ارقى موديلات الموضه ليخاطبو المضحوك عليهم بنفس الشعارات الرنانة التي كانوا يرددونها ايام ما كانوا (مفلسين)
يظهرون عليهم وهم يقيمون إحتفالات مختلطة في منتجعات سياحية ويشربون وياكلون مالذ وطاب ويخطبون ويشعرون ويصفقون ويضحكون وتتشابك الأيادي فيرقصون ويتمايلون ويثملون ويترنحون حتى لم يعد باستطاعة أحدهم التحكم بلعابه فتراه يتدلى من فمه حتى يصل الأرض وتعج الصالات بالموسيقى الصاخبة وتتداخل الاصوات في بعضها البعض ولم يعد بمقدور أحدهم سماع حديث الآخر فيتقاربوا حتى تكاد وجوههم أن تلتصق ببعضها وتتقارب شفاههم حتى تلامس بعضها على أساس لكي يستمع الحديث..! 
ويطول الإحتفال حتى ساعات الفجر الأولى وهم في سكرتهم يعمهون 
ثم يعودون إلى غرفهم الفارهه ويغطون في نوم عميق غير عابئين بما جرى ولازال يجري لمئات الآلاف من ثوار فبراير المضحوك عليهم..!

#عدن
14/فبراير/2021م

مقالات الكاتب