إخرجوا هؤلاء القتلة من وادي حضرموت ..!

 

 

 

 

 

 

من يشاهد مقاطع الفيديو التي تداولها اليوم ناشطو التواصل الاجتماعي عن مظاهرات سيئون يعتقد في البدء أن هذا نقلٌ حيٌ للمواجهة بين رجال المقاومة وجماعة الحوثي في مدينة مأرب، لكن التفاصيل اللاحقة تبين أن هذه ليس سوى جزءٍ مما يتعرض له أبناء وادي حضرموت من أعمال اعتداء على فعالياتهم السلمية المطلبية من قبل قوات أبو العوجاء "الشرعية" المتزامنة مع حوادث الاغتيال المتكررة على أيدي الجماعات الإرهابية.

وهكذا فإن ما رأيناه اليوم إنما يلخص المشهد السياسي والعسكري والأمني في مناطق سيطرة القوات الشمالية (الشرعية حينا والانقلابية حيناً آخر) في الجنوب ابتداء من مدينة العين في أبين ثم عتق وبقية مديريات شبوة،حتى مديريات الوادي والصحراء في حضرموت.

حينما يخرج المواطنون للمطالبة بتحسين خدمات الكهرباء والوقود وبقية الخدمات في بلدة ترفد موازنة الدولة (المفترضة) بثلاثة ارباع إيراداتها يفترض ان تقابل هذه المظاهرة بالتحيات وعلى الأقل بالإنصات إلى المطالب وتقديمها للحكومة للبدء في معالجتها.

لكن ثقافة الاستعلاء والاستقواء والصلف القائمة على الاجتياح والاستباحة التي تعلمها هؤلاء في مدرسة شرعية ١٩٩٤م جعلتهم لا يفهمون ولا يريدون أن يفهموا أن للناس حقوقاً يجب ان تُلَبَّى وعلى الدولة (المفترضة) واجباتٍ ينبغي ان تُنَفَّذ.

مواجهة مظاهرات المواطنين في مدن وادي حضرموت بالرصاص الحي وإصابة الكثيرين منهم، بينهم إمرأة، تعني ان (الشرعية) لم تعد ترغب في رؤية الشعب الجنوبي المزعج، الذي يريد كهرباء وماء ووقود وعلاج وتموين غذائي ودوائي ومرتبات للموظفين ومستحقات للمتقاعدين، وإذا أراد هذا الشعب أن يبقى فعليه الصمت والخنوع، لشروط دعاة "الوحدة المعمدة بالدم"، والتي يريدون تحسين مظهرها الخارجي، والإبقاء على مضمونها الداخلي باسم "اليمن الاتحادي" المغشوش والمولود ميتاً.

ما جرى اليوم في سيؤون ليس سوى بداية للكشف عن الوجه الحقيقي لقوات أبو العوجاء ومن يقف وراءه، وهو الذي اشتهر أثناء قيادته لمحور العند وردفان بالتورط في ارتكاب مئات جرائم القتل العمدي لنشطاء الحراك السلمي طوال فترة 2007 ـ 2013م.

السؤال الموجه للأشقاء في التحالف العربي: هل ما زلتم تتذكرون اتفاق الرياض الذي ينص على سحب الألوية والوحدات القتالية لمواجهة جماعة إيران وتسليم الأمن للقوات الأمنية المحلية في كل محافظة؟ 

إذذا كنتم قد نسيتم اتفاق الرياض فإننا نذكركم به، أما إذا ما زلتم تتذكرون هذا فأنتم المسؤولون عن الجرائم التي ترتكبها القوات القتالية الشمالية في الجنوب، والتي يجب نقلها لمواجهة القوات الحوثية في مأرب. 

والنصيحة التي يمكن أن نوجهها للأشقاء ءفي قيادة التحالف العربي هي أن تخرجوا هؤلاء القتلة من حضرموت وترسلوهم إلى جبهات المواجهة مع الحوثي إن كنت صادقين في الرهان على هزيمة المشروع الإيراني في اليمن، أما استمرار تجاهل معاناة الجنوبيين مع هؤلاء القتلة فلن تزيد الطين إلا بلة فوق ما هي مبلولة بالدم الجنوبي المهراق ولن تزيد الجنوبيين إلآ إصرارا بمطالبهم المشروعة، الخدمية منها وغير الخدمية

والأمر الأشد غرابة هو إن أسلحة وتمويل وتموين تلك الجماعات من القتلة تأتي من قبل التحالف العربي المناط به الإشراف على تنفيذ اتفاق الرياض وتحديدا من قبل الأشقاء في المملكة العربية السعودية، في حين يستولي الحوثي على الأسلحة والعتاد السعودي المسلم لقوات الشرعية ويواجه به القوات الجنوبية، في الضالع وكرش والصبيحة مثلما يواجه به المقاومة الشمالية في تعز والساحل الغربي وحتى في مأرب وحجة، وهذا ما دفعني إلى القول للأشقاء السعوديين: إننا نقتل بسلاحكم مرتين، مرة على أيدي قوات (الشرعية المخطوفة) ومرةً على أيدي الحوثيين الذين يقتلوننا بسلاحكم الذي يسلمه لهم المقاتلون (الشرعيون).

لن يدوم المشهد طويلا، فالمواطنون الجنوبيون في الوادي كما في جميع محافظات الجنوب متمسكون بحقهم في الحصول على أبجديات متطلبات الحياة الضرورية وأولها الكهرباء والماء والوقود والمرتبات المقطوعة منذ ما يقارب العام، ولن يتنازلوا عنها حتى لو قتلهم (الشرعيون) جميعاً، بينما يتنمر (هؤلاء الشرعيون) الوافدون على أصحاب تلك المطالب المشروعة ويتحولون إلى أرانب هاربة أمام شقيقهم الحوثي وقواته.

لن ننتظر من حكومة المناصفة شيئا ولو بيان أدانة لما تعرض له المواطنون اليوم في سيؤون فهي لن تجرؤ على فعل ذلك، لكن السؤال الموجه لرئيس الوزراء ووزرائه هو: 

هل تشعرون بأن عليكم أية مسؤولية ولو أخلاقية تجاه ما يتعرض له مواطنو وادي حضرموت من حرب دموية معلنة، وما يتعرض له مواطنو بقية المحافظات من حرب الخدمات والتجويع ؟ وماذا أنتم فاعلون؟

مقالات الكاتب