عدن قوية بقوة شعب الجنوب وتلاحمه..!
محامي/ جسار مكاوي
ردًا على ما يتم تداوله في منشور أقل ما يُوصف بالمبتذل جدًا والخطير الذي يسعى إلى...
دار ولازال الكثير من اللغط في الشارع الجنوبي إزاء المبادرة المقدمة من قبل المملكه العربية السعودية والمسماة إنهاء الأزمة اليمنية والتوصل إلى حل سياسي شامل ، ذلك أنها احتوت في ديباجيتها على المرجعيات الثلاث ، والذي خرج الملايين من ابناء الجنوب بالعديد من المليونيات إلى مختلف الساحات الجنوبية ابان الحراك السلمي حيث تم رفضها جملة وتفصيلا ، إضافة إلى تجاوز المبادرة لإتفاقية الرياض 2،1 ، ليس هذا فحسب بل أنها لم تذكر شعب الجنوب وقضيته العادلة بشكل مباشر وصريح.
أمام كل ذلك فقد تعامل المجلس الإنتقالي الجنوبي بإيجابية ، وبدهاء سياسي وخلافاً لتوقعات الكثير ، وبالنسبة لي أرى أن المجلس الإنتقالي الجنوبي قد اتكئ بقراره على العديد من الحيثيات منها :
أولاً : تعامل المجلس مع المبادرة على أنها ليست كلاماً منزلاً لايمكن التعديل عليه ، بل يمكن الزيادة والنقصان عليها بحسب رؤى ومصالح كل طرف ، وذلك امر متعارف عليه شرعًا وقانونًا ،محلياً ودولياً .
ثانياً : أن وقف الحرب وإشاعة السلام هو مطلب محلي وإقليمي ودولي كما هو مطلب للمجلس الإنتقالي الجنوبي من حيث المبدأ .
ثالثاً : أن وقف الحرب سيؤدي إلى معالجة الأزمة الإنسانية المستفحلة والإنهيار الإقتصادي الشامل ، وهو مطلب شعبي في الجنوب واليمن .
رابعاً : أن دعوة حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال ، وهي حكومة مرحلية تفضي الى حل سياسي ، والتي تم تشكيلها بموجب اتفاقية الرياض 2 ، يعني ضمناً إعتراف المبادرة بإتفاق الرياض 2،1 ،وأيضاً تعني ضمناً الإعتراف بالمجلس الإنتقالي الجنوبي طرفاً في هذه المفاوضات ، وليس بالضرورة أن يكون ضمن وفد الحكومة ، فهذا الامر ستحدده الآليات التي سيتفق عليها لاحقاً حول تحديد أطراف التفاوض وعملية التفاوض ذاتها.
خامساً : أن تأكيد المبادرة على مشاركة جميع الأطراف في المفاوضات كشرط للوصول إلى حل شامل ودائم ، هو أيضاً دعوة صريحة للمجلس الإنتقالي الجنوبي للمشاركة بإعتباره أحد الأطراف والقوى الفاعلة على الأرض، حتى وإن لم يذكر ذلك بصريح العبارة.
سادساً : إن المجلس الإنتقالي الجنوبي قد لازم قبوله بالمبادرة بضرورة أن تضمن وتحقق بالنتيجة تطلعات شعب الجنوب المشروعة في استعادة دولته كاملة السيادة على الأرض الجنوبية ، والمعترف بها قبل العام 1990م ، وهذا هو مربط الفرس ، وجوهر قبول المجلس الإنتقالي الجنوبي للمبادرة مع التعديل .
وبذلك نجد أنه عند القرآءة الكاملة وبتمعن لموقف المجلس الإنتقالي الجنوبي بقبوله المبادرة بشروط ، قد أبدا مرونة ونضجاً سياسياً ليس فيه تشدداً في التنوع بطرق المفاوضات ، ودون التفريط بالاهداف الوطنية الجنوبية المنشودة.
وفيما إذا تعثر تحقيق تلك الأهداف سياسياً ، فنحن ثابتون على اأرضنا الجنوبية ، ونحن أسيادها ، وستبقى يدنا على الزناد ، ولن نفرط بذرة رمل من ترابها، ولن يتحقق الأمن والسلام في المنطقة والإقليم إلا بإستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على أرض الجنوب ، وهذا ما أكد عليه المجلس الإنتقالي الجنوبي في كل أدبياته .