أهمية دور الجوامع والمساجد في المجتمع ..!

 

 

 

 

الحديث عن الجوامع والمساجد والدعوة والإرشاد وتوعية الناس .. عمل رائع ومفيد جداً .. ولكن في كل شهر رمضان المبارك نجد نفس الإمام ونفس الأحداث ونفس الخطب والدروس والمحاضرات والندوات الدينية .. نشعر أن الجوامع والمساجد لهم دور توعوي كبير ولكن يجب الخروج إلى قضايا يعيشها المواطن في الحياة المعيشية اليومية المزرية التي تتزايد كل ساعة زمنية بصعوبة أكبر .. الجوامع والمساجد جزء من هذا المجتمع وعليها تحمل مسئولية نشر الوعي الديني في إتجاه خط سير المعيشة الصعبة التي يعيشها المواطن .. من خلال الخطب والدروس والمحاضرات عن جشع التجار والمؤسسات التجارية الكبرى المهيمنة على السوق المحلية المركزية لحركة البيع والشراء وتلاعب العملات المختلفة .. ذكروهم بالفقراء والمحتاجين .. ذكروهم بالأسرة التي تبات أطفالها جوعاء لا يستطيع رب الأسرة توفير المبالغ المالية لشراء المستلزمات الغذائية الضرورية له ولعياله مثل علبة اللبن الذي أصبح وامسى سعرها باهض لا يستطيع شرائها وهناك العديد من المواد الغذائية الضرورية لا يستطيع شرائها بسبب غلائها فوق إمكانية راتبه الشهري أو معاشه أو مديونيته .
الناس في الجوامع والمساجد ليس في عيشة كريمة ورغد ورفاهية .. وربما الإمام نفسه والخطيب أيضاً يعاني معاناة ثقيلة لا يعلم بها إلا الله تعالى، وعليه يجب أن تكون الخطب والدروس والوعض والإرشاد متجهة إلى تذكير التجار الصغار والبيوت التجارية الكبيرة إلى رحمة الله عز وجل، والتراحم واجب وفرض ليس في رمضان المبارك ولكن في كل مكان وزمان ، التذكير بأن جمع المال بغير حق حرام .. الغلاء المعيشي الذي نعيشه اليوم ليس تجارة ولكنه جشع وانانية وحب الذات على حساب ذلك المواطن المغلوب على أمره .
الناس في الجوامع والمساجد والبيوت والشوارع والسوق وغيرها تأن وتتوجع بصمت وهدوء .. ألا تسمعون أنينهم أيها التجار وأغنياء البلاد في الداخل والخارج .. ألا يصل أسمعاكم وجع بطون الفقراء .. ورقرقة عيون الأطفال .. هل أصابكم الصنج فلا تسمعون أنين الجرحى في المستشفيات (المشافي) لعدم قدرتهم شراء الأدوية .. أيها التجار الصغار والبيوت التجارية الكبيرة ألا تسمعون ألا تنظرون ألا تحسون ألا تشعرون ألا تفكرون ألا تخافون من مقابلة الرب الكريم وأنتم تحرقون أعصاب أمة الإسلام من إخوانكم الفقراء والمحتاجين والمساكين وتقتلوهم ببطئ شديد وتتفننون بتعذيبهم ..
 ألا تقرأون القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة ألا تتدبرون .. نطمع بمراجعة ذاتكم .. والنظر إلى إخوانكم المسلمين بعين النظر والرحمة بحق هذه الأيام المباركة .. 


*كاتب سياسي

مقالات الكاتب