الشهيد ابو الشهداء ..!

 

 


منذ نحو أسبوع قررت التوقف عن الكتابة، القراءة، لكن استشهاد أبو الشهداء المناضل يحيى الشوبجي أقنعني بأن ما تبقى لدي من بصيص نظر ليس اغلى من حياة رجل قال كلمته ذات يوم وأوفى بما وعد.
كثيرون من الذين تابعوا الشهيد يحيى من على شاشة التلفاز، وهو يتمنى اللحاق بأولاده الشهداء الثلاثة، ظنوا ان الرجل يمارس نوعاً من الدعاية الإعلامية ومحاولة رفع المعنويات، ولم يصدقوا انه سيفي بكلمته إلا يوم أمس عند ما انتشر خبر استشهاده في جبهة الفاخر مواجها للمعتديين دعاة السلالة وأدعيا الاصطفاء.
لست متأكدا ان حالةً مشابهة لحالة بيت الشوبجي قد شهدها تاريخ الصراعات والحروب والمواجهات العسكرية، لكن ما يمكن التيقن منه هو أن اسم العائلة سيدخل التاريخ كنموذج للإباء والشرف والكرامة والاستبسال، والدفاع عن حياض الوطن، بأغلى ما يملكه إنسان.
الشهيد يحيى الشوبجي وقبله أولاده الشهداء وكل شهداء الدفاع عن الجنوب، لم يتعنتروا ولم يدلوا بالتصريحات النارية من على القنوات الفضائية ليطلبوا من البسطاء والمغرر بهم القتال نيابة عنهم ثم يتوجهون للاسترخاء في اجنحة فنادقهم الأنيقة، بل لقد امتشقوا اسلحتهم وتأبطوا ما في وجدانهم من شجاعة، وذهبوا لمواجهة العدو بصمت، بلا ضجيج ولا ادعاء ولا استعراض.
فشتان بين الثرى والثريا.
رحمك الله يا يحيى واسكنك فسيح جناته.
إقرئ أولادك وكل زملائهم السلام والدعاء لهم بالسكينة والخلود الابدي في كنف الغفور الودود الرحمن الرحيم. 
وإنا لله وإنا إليه راجعون

مقالات الكاتب