القضية العادلة لن يقودها اعداؤها ..!

 

 

 

ان القضايا العادلة والحية تستلهم اشكال نضالها بالغوص في موروت نظائرها وكيف تعاملت تلك القضايا مع قوى الشر الساعية لكسرها ووأدها بل اجازت الثقافات الحية الاستعانة بالعدو الاقل ضررا ضد العدو الاكثر ضررا ونخب قضيتنا لن تترك اي ساحة نضال ليقودها اعداؤها او مفسبكي اعدائها ، فمحاورة العدو او الجلوس معه تسير بموازة اشكال مقاومته ولا يكون التنازل الا بمقدار "خطوة للخلف لكسب خطوتين للامام" وهذه استراتيجية الثورات في كل زمان ومكان بل استراتيجية الرسالات السماوية ضد اعدائها وهي اسمى من صراعات القصايا الوطنية او صراع الخلافات السياسية فقد مسح رسولنا الكريم صفة النبوة في صلح الحديبية وهي اسمى صفة تتضاءل وتنحي امامها كل الصفات والقضايا بل انسحب بشروطهم ، فكانت خطوة للخلف حققت الهدف السامي بعد بضع سنين فدخل مكة وصار جبروتهم في الحديبية "طلقاء" يوم الفتح ، ولنا فيه اسوة حسنة ، وكذا كل الثورات في العصر الحديث جلست وحاورت وتصورت وضحكت نخبها لنخب اعدائها وهي تقاومهم وتقتلهم ويقتلونها حتى حققت النصر

الجلوس السياسي مع البركاني قبل تثليج عفاش وشتات مؤتمره كان خطرا لكنه الان اقل ضررا من الجلوس مع علي محسن او اليدومي اما مستوى النضال الجماهيري السلمي فيجب ان يظل قويا بنفس المستوى للاثنين معا وما يمثلانه

لن يقود قضيتنا خبث اعدائها بالايحاء لابواقهم ومفسبكيهم بخلط النضالات وطرائقها لاحباط جماهيرها بان السياسي او الاعلامي فلان من الانتقالي قعد مع السياسي فلان من الاحتلال ويجعل من ذلك حجة بان تتنازل جماهير القضية الجنوبية عن طرائق نضالها فتترك ساحات النضال السلمي الجماهيري كما تريد النخب الملتحقة بركب الاحتلال

لكل من النضال السياسي او الاعلامي او الدبلوماسي او الجماهيري نشاط وطرائق ، والنضال الجماهيري له طرائقه وبقية النضالات لها طرائقها فهل جلوس اي سياسي او دبلوماسي او اعلامي من الانتقالي مع نظيره من اعداء قضيته خذل للقضية او تنازل عنها ؟ طبعا لا، اذن لماذا يستشهد ابواق الاحتلال بالنشاط السياسي او الاعلامي او الدبلوماسي ليسقطوه على النشاط الجماهيري ويجعلوه حجة لتتخلى الجماهير عن نضالها السلمي؟
طبعا لهم عدة اهداف منها هدفين بارزين الاول:
 احباط جماهير القضية عن نضالها لتترك الساحة الشعبية صامته وهذا يخدمهم بان يقدموها اقليميا ودوليا ان صمتها تايبد لهم!!!
 الثاني: ان يحاصر النشاط الجماهيري بقية النشاطات ويخونها ويجرمها ويتخلى عمن يقوم بها وهذا لصالح الاحتلال بان يظل نشاط حركة القضية الجنوبية مصمتا على النشاط الجماهيري فقط ويترتب عليه ان يقدموا هذه القضية اقليميا ودوليا بانها قضية غوغاء فوضوية لا تملك رؤوس سياسية او اعلامية او دبلوماسية...الخ وان العالم يجب ان لا ينشغل بها فالقمع الامني والعسكري كفيل باسكاتها وهذا ماسينفذونه لاحقا اذا صمتت الجماهير عن قضيتها

ليس المهم كيف يرى قضيتنا اعداؤها بل المهم كيف ترى نفسها وكيف تراها جماهيرها ونخبها وكيف تختار لكل شكل نضالي طريقته، فالجماهير لها طريقتها في النضال ونخبها السياسية لها طريقتها وكل النضالات تتكامل ولا تتعارض ومحاولة الاعداء بخلق تعارض لكي يفتتوا نضالات القضية ويخقلوا تعارضات بينها للاجهاز والقضاء عليها

1 اغسطس2021م

مقالات الكاتب