خصوم الانتقالي وسياسة السيارات المفخخة ..!
خالد سلمان
الجمعة 16 قتيلاً من القوات الجنوبية في مودية والعديد من الجرحى في حصيلة أولية. &nb...
قبل الدخول في موضوع منشوري هذا أود التأكيد على أنني ما زلت عند يقيني الدائم بأن شبوة تمثل الخاصرة الجنوبية العصية على اللَّيِّ والتركيع والإخضاع للهيمنة مهما تكالبت عليها عوامل الخداع والتحايل والمكائد.
لكنني أشير إلى أنه وخلال أقل من شهر تعرضت محافظة شبوة لجملة من الأحداث التي تحمل في طياتها عدداً من علامات التعجب والاستفهام، بسبب أيلولة الأحداث إلى مسارات متناقضة مع ما يقتضيه منطق الأمور.
• فشبوة التي تقاطرت إليها عشرات الألوية "الشرعية" القادمة من مأرب والجوف ونهم والبيضاء وصرواح، لتحررها من أبنائها المنتميين إلى النخبة الشبوانية تساقطت فيها مديريات وقد تليها أخرى بيد القوات الحوثية التي يقول غزاة شبوة أنهم سيحررون صنعاء وكل اليمن منهم، وتلك المفارقة الأولى.
• وشبوة التي حررها أهلها من الغزاة الانقلابيين منذ نحو خمسة أعوام بمتطوعين معظمهم من المدنيين ورجال القبائل، وقلة من العسكرين المقصيين في حرب 1994م تعجز عن حمايتها من الحوثيين عشرات الألوية القادمة إليها وتسلم مديرياتها واحدة تلو أخرى للحوثيين الذين لاذوا بالفرار منها قبل ذلك بأعوام، وتلك هي المفارقة الثانية.
• وفي شبوة تنسحب قوات التحالف العربي من معسكر العلم ومطار عتق وتسلم الأمور للذين سلموا بيحان وعسيلان وعين للحوثيين، بينما يُتْرَك المقاومون الذين حرروا تلك المناطق نهبا لحلفاء القاعدة وداعش والمتسامحين مع الحوثيين، وتلك هي المفارقة الثالثة.
• وشبوة فيها الكثير والكثير من المفارقات، منها تباهي جماعة العائدين من أفغانستان بوصولهم إلى معسكر العلم وهم يحملون راية القاعدة وداعش داخل أرض المعسكر تحت سمع وبصر إعلام وساسة التحالف العربي.
كل هذه المفارقات تطرح الكثير من الأسئلة منها:
ماذا يريد التحالف العربي لشبوة وأهلها ومستقبل أجيالها القا دمة وثرواتها المنهوبة؟
ومن يرشح التحالف العربي للهيمنة على شبوة؟
أهو "جيش" "الشرعية" الذي ما نجح قادته حتى في حماية منازلهم ومدنهم، ولا في استقطاب أولادهم وبني أعمامهم لنصرة "جيشـهم الوهمي، وسلموا ما كان بحوزتهم من أراضي ومدن ومعسكرات وأسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة ومواقع استراتيجية لعدوهم "المفترض"؟
أم هو الحوثي الذي أعلنت عاصفة الحزم لاستئصال شافَّته وإعادته إلى جبال مران ورفع علم الجمهورية هناك، فإذا به يتمدد ليسيطر على كل مساحة "تلك الجمهورية" ويمضي في تمدده جنوبا بفضل السياسة "الحكيمة" و"المهارة" العسكرية لقادة "الجيش الشرعي" ليردد الصرخة وسط بيحان ويتطلع لترديدها على شاطئ بحر العرب؟
وفي الحالتين، ماذا جنت دولتا التحالف العربي من ثمار مقابل مئات المليارات وأرواح عشرات الشهداء من أبنائهما، ناهيك عن عشرات الآلاف من أبناء الجنوب والشمال وأضعافهم من أرواح المغرر بهم من جيش "الحوثي" وحلفائه؟
هذه الأسئلة والفرضيات يطرحها العديد من الساسة والصحفيين ورجال الإعلام، ممن يقدمون أنفسهم كمحللين سياسيين، لكن كل هؤلاء يتجاهلون فرضية واحدة تكاد تكون الحقيقة اليقينية التي تزعج البعض، وهي أن شبوة ليست دمية يلعب بها من شاء من تجار الحروب وناهبي الثروات، وأن أبناء شبوة الجنوبيين الشرفاء ليسوا غايبين عن المشهد، ولن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء كل ما يعتمل في محافظتهم وما يدبر ضدها وضد أبنائها ومستقبلهم، بل إنهم سيهبون كهبوب الرياح العاتية من كل حدبٍ وصوب ومعهم كل أبناء الجنوب للذود عن أرضهم وحريتهم ومستقبل أبنائهم وبناتهم.
نعم قد تكون كفة الوسائل التكنيكية والتسليحية وحتى الأعداد البشرية مائلة لصالح تحالف الغزو، بشقيه الحوثي والإخواني، لكن كل هذه العوامل لن تمنح هؤلاء السلاح الذي يتسلح به أبناء شبوة ومعهم كل أبناء الجنوب، وهو سلاح الإرادة والأحقية والمشروعية والإصرار على النصر والاستعداد للتضحية في سبيل عدالة القضية التي يدافعون عنها وينتصرون لها.
لست أنا من يقول هذا الكلام لكنها دروس التجارب البشرية منذ فجر التاريخ حتى تحرير الجزائر وفيتنام وكمبوديا وهزيمة الاستعمار في الهند وجنوب اليمن وصمود كوبا وانتصار جنوب أفريقيا، وسحق النازية والعافية والأبارثايد من على وجه الأرض، مصداقاً للآية الكريمة "كَمّْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيْلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيْرَةً بِإِذْنِ الله"
شبوة ستنتصر رغم خداع المخادعين وكيد الكائدين وخذلان المتخاذلين.