من شقى لقى ومن رقد تمنى ..!

 

 


مثل عدني معروف في مدينة السلام والمودة والطيبة «مدينة عدن»

مدينة عشقها الغريب لما تمتلكه من مواصفات ومميزات عن غيرها من المحافظات الجنوبية والشمالية، رغم التحديات والمخاطر المحتملة والمتوقعة حدوثها في كل لحظة.

رغم الطقس الحار والرطوبة العالية، رغم الغلاء المعيشي والأسعار التنافسية المرتفعة، رغم عدم التجانس البشري في المحافظة بل خليط من كل الجهات والمناطق المجاورة لها .

رغم الأزمات الاقتصادية المفتعلة والخانقة والمتكررة، رغم ورغم ..
إلا أنه ترى عشقها الغريب في قلوب من سكنها، وحبها الزائر لها حتى ولو فترة قصيرة.

مدينة عدن ولنقول العاصمة عدن لها رونق وجمال خاص الذي يعرفها والذي لا يعرفها يعشقها الجميع، فيها سر رباني، فيها أدعياء أولياء الله الصالحين.

جمال البحر رغم هيجانه وغرق كثير من البشر في جوفه، تجد زوار له من كل مكان، فيها الجبال الشاهقة وعليها ساكنين راضيين قانعيين، عدن مكتضة بالناس والسيارات والدراجات النارية والهوائية و (المجنونة) .

حتى بحر صيرة مزدحم بقوارب صيد السمك على مستوى النظر والشواطئ المشابهة لها في التواهي والمعلا وغيرها، أما شوارعها مزدحمة بالشباب من الجنسين والأطفال عاشقين كرة القدم، وحتى مدفن (مجنة) القطيع ازدحام الموتى غير مسبوق .

 
كنت في أحد الأيام الماضية زائراً لإحدى المدن الشمالية وفي المسجد يقول لي أحد المصلين أنت من عدن فقلت نعم، قال : عدن مدينة مبروكة فيها الخير وفير ، تصور لو تأخذ تراب وحجار من بحرها ممكن تبيعه في السوق ويجيب لك فلوس.

 تصور هذا الكلام يعطيك فكرة عن كرم مدينة عدن وناسها الطيبين العاطفيين رغم مستوى الفقر إلا أنهم كرماء ويجودون للسائل المحتاج بقدر الإمكانات المتاحة لهم .

فقلت للأخ المتحدث معي في المدينة الشمالية : مدينتكم خيالية في الخضراء والمطر والجمال جنة الله تعالى على الأرض ، فقاطعني وقال : لكن ناسها مش في طيبة أهل عدن .
 
سمعتوا يا أهل عدن الناس إيش تقول عليكم، ثقوا بالله العلي العظيم واعملوا فالخير متوفر في الأسواق في البحر، في الجبال في الميناء في المنظمات العاملة بالعاصمة .

من يطلب الخير يعمل له بالطريقة التي يراها مناسبة، فلن يخذله الله تبارك وتعالى وبهذا نحارب البطالة وتضييق رقعة الفقر .

ومن شقى لقى، ومن رقد تمنى ..!

مقالات الكاتب