القتل ؛ والتوظيف الحركي للقتل ..!

 

 

 

رحم الله الشيخ الاخواني عبدالله الباني فقتله مدان مهما كان الخلاف الحركي معه لان النفس البشرية معصومة الا بحقها الشرعي مهما كان الخلاف

 أمّا التسرع بالصاق التهم تارة دفاع شبوة وتارة العمالقة وتارة الانتقالي وتارة الامارات وتارة المحافظ فاشل ..الخ من تعليقات واستنتاجات ليس الهدف منه كشف الحقيقة بل توظيف القتل حركيا لصالح اجندات الحركة ورموزها واعادة تسويقها مع ان جزءا مما صار موثق بالموجودين وبالصور لسلاحين : سلاح يحيط بالباني ، وسلاح يريد اعتقاله وستكشف التحقيقات الحقيقة

شكّل محافظ شبوة لجنة تحقيق من كبار مسؤولي المحافظة ، وهم محاسبون امام الله في اظهار الحقيقة ، وان لا يصلحوا دنيا كائنا من كان ويخربوا أخرتهم ، فهذا دم مسلم يجب اخذ حقه ، والقضاء هو الفيصل وليس تعبئة التواصل

ما اكتبه ليس تاييد ولا رضى بقتل "الباني" ولا مزايدة بدمه !! لكنه تفنيدا لتغطية في استثمار دمه ، فالباني ضحية حتى "البخيتي" ادلى بدلوه عن قتله بينما مليشياته قتلت 80 فقيرا معصومي الدماء على صدقة الكبوس !! اما اياهم فاتخذوا من دمه مسارات لخدمة حركتهم ، ولو استذكروا ايضاح لجنتهم الامنية في 3 أكتوبر 2019م عن قتل "سعيد تاجرة" ودمه معصوم مثل الباني قتلوه بالصورة وهو غير مسلح ولا تحيط به "عكفه" مدججة بالسلاح ووصفه بيانهم انه من دعاة الفتنة والعنف وبعد حين قُتِل "سرغدل" الذي تردد حينها انه القاتل فقُتل ثارا !!

واغتيال الداعية عبدالرزاق البقما" في مارب فصمتت شبكتهم الاخطبوطية لا تحليلات ولا ادانات ولا اتهامات لانهم يريدون تصفيته!!! بينما "الباني" في شبوة اشعلوها وشعللوها ادانات وتحليلات واتهامات مع ان كل فئات المجتمع الشبواني رفضت وادانت القتل وهم مازلوا يجلدون الناس صباح مساء

 القتل جاء على خلفية رفض "الباني" لتوجيهات باخلاء المنبر وتحشيده مسلحين لمنع البديل وهو ما ادّى للقتل ، لكن القتل يجُبُّ اي مسببات قبله ، ورفضه لم يكن من اجل الدعوة ولا من اجل "وحدة الصف" بل في سياق صراع منابر حركي الكل يعلمه ، فقد رتبوا خطباء المساجد والمصليات بعد غزوتهم لشبوة 2019 ثم استصدروا قرارا من وزيرهم بعدم مس اولئك الخطباء وهو قرار ليشهروه "كقميص عثمان" يسلب المحليات سلطتها لو تمت ازاحتهم منها!!!

اذن ما هي السلطة المحلية وهي لاتستطيع تغيير خطيب مصلى!!؟ هل يراد لها ان تنظّم سير الباصات في المحافظة فقط!!؟ ؛ بل ؛ يصطرخون انه في كل مديرية اسر تتوارث الخطابة وهذا صحيح وان كان كذلك فلتعد المنابر "للصوفية" وسيعود لها هدؤها وسكينتها

المصليات ليست احتكار حزبيا بل يجب اجتثاث الحزبية من منابرها والسلطات المحلية لها قرارها وتغيير خطيب مصلى ليس من اختصاص الوزير او التنسيق معه بل من اختصاص مدير الاوقاف والسلطة المحلية فحين حكموا غيروا الخطباء بقرار من السلطة المحلية ومكنوا خطباءهم من المساجد والمصليات ثم استصدروا قرارا من وزيرهم بعدم تغيير ما احدثوه ليحموا مستقبلا اي تغيير لترتيباتهم الحركية للمنابر وصرخت دواشينهم "مكتب اوقاف عوض" ولم يعد ولي امر سلطة محلية يجب طاعة اوامره كسابقه محمد "ومدير اوقاف محمد" !!

لو ان المسالة دعوة خالصة صافية فالدعوة توجب على "الباني" رحمه الله الالتزام للتعليمات فقد ترك رسول الله العمرة وابرم صلح الحديبية ولم يقاتل لكن " اذا نزل التقدير وضع الله الآفة في التدبير " ، وله حق التظلم عبر الوزارة يعطيه حقه لو ان له حق لكن السياق ليس دعوي بل تحدي حركي
 
المنبر سرقته الحركيات وصار منبرا لترويجها وفكرها وادواتها وشعاراتها واجندتها ولم يكن تمسكهم بالخطبة من اجل الدعوة والارشاد ووحدة الصف بل لاجل خطاب الحركة وديمومة رموزها وحضورها في الواجهة باسم الخطبة

كل من لديه فطرة سوية يرفض القتل الا من يستحق القتل شرعا لكن القتل خارج القانون في شبوة لم يبدا بقتل "الباني" فقد قتل قبله الكثير خارج القانون قتلوا سعيد تاجرة" و"عريق" ثم قتلى "الكنتيرات" وغيرهم كثير ولم تتشكل حتى لجان لمتابعة قتلهم بل ضجت منابرهم وصفحاتهم بانهم يستحقون القتل لانهم لم يلتزموا لقرار "ولي الامر" في سلطة التمكين المحلية !!

 زجوا بالانتقالي في معمعة قتل الباني مع انه ما اقتدى بتمكينهم فقيادته في مديرية بيحان استنكرت القتل ومحمد الغيثي رئيس الادارة العامة للشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي والكثير من نشطائه نددوا وادانوا واستنكروا القتل وان الانتقالي سيدعم انفاذ القانون

هل سمعنا ايام هيلمانهم ادانة منهم لقتل نفس معصومة قتلوها خلال تمكينهم!!!؟ وانهم بصدد انفاذ القانون!!؟

طبعا لا؛ لان القضاء والنيابة واوامرها في ايامهم كانت في اجازة

نسال الله التوفيق والرشاد للجميع

23 ابريل 2023م

مقالات الكاتب