#غزة .. حق القوة وقوة الحق ..!

 

 


‏عبثًا يحاول العقل تفهّم موقف الساسة الغربيين المتبلد تجاه هذا الحجم من الجرائم ضد المدنيين نساءً وأطفالًا وشيوخًا في فلسطين.

لكن مع وقفة تأمل أعمق للموقف يتضح أن الأمر لا يقتصر على التحيز الأعمى للصهاينة المجرمين؛ بل هو تشوّه قيمي راسخ في ثقافة ساسة الغرب.

في الحربين العالميتين قصف جميع الأطراف أهدافًا مدنية ضخمة للضغط على خصومهم، وفي عدوان أمريكا على العراق وأفغانستان، وعمليات "الحرب على الإرهاب" في الرّقة والموصل القديمة واليمن؛ القاسم المشترك بينها هو الاستخفاف بقتل المدنيين.

والتعليق واحد: "الإرهابيون يتخذون من المدنيين دروعًا بشرية، قتل المدنيين هو أضرار [جانبية] مؤسفة أثناء قتال الإرهابيين"!

إنها ثقافة راسخة لا تكترث لقوانين الحرب، ولا لحقوق الإنسان، ولا لشيء من تُرّهات قيم الحداثة المزعومة، لأنها لا ترقى إلى نقض قاعدة أساسية وُلدت من رحم فلسفة الحداثة ضمن منظومة تشمل نسبية الأخلاق والفردية الأنانية، وهذه القاعدة هي إحلال "حق القوة" محل "قوة الحق".

وعلى اهل الحق أن يمتلكوا زمام القوة التي تمكنهم من أخذ الحق، ثم إعادة ميزان القيم إلى صوابه لإعلاء "قوة الحق" على "حق القوة".