اطمئن ، فلن يتقبلك كل الناس ..!

 

 
وأنا أقرأ قصص الأنبياء طوال التاريخ كنت أقف دائماً أمام إشكالية واحدة؟ مالذي يجعل الكافر ينكر هذه الآيات والمعجزات الواضحة؟!

مثلاً : جمعَ فرعونُ الناسَ والسحرة، فألقى سيدُنا موسى عصاه فتحولت لثعبان ابتلع كل عصي السحرة في مشهد مهول! فلم يؤمن سوى السحرة وبقيَ فرعون والناس على إنكارهم.

وحتى حينما ضرب البحر وانفلق كالطود لم يفكر جنود فرعون ولو للحظة أن ما يحدث أمامهم آية عظيمة لنبي، وأن عليهم أن يرجعوا، فخاضوا البحر ركضاً خلف سيدنا موسى وغرقوا. 

وفي عهد نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، نجد إصرار كفار قريش على الإنكار برغم عديد الآيات والمعجزات، حتى وصل بهم الحال لانشقاق القمر أمام اعينهم! ومع ذلك استمروا على على الكفر. 

إن في هذا الأمر درس وبليغ وفيه، ورسالة عظيمة أن الناس يمتلكون قدرة عجيبة على تكذيب مايشاهدونه من حقائق.

وأن باستطاعتهم القفز على عقولهم لإرضاء أنفسهم، وأن الكبر والاعتداد بالنفس آفة تتجاوز حدود المعقول والمحسوس.

يتكرر الحال في كل مراحل البشرية في نماذج نصادفها في حياتنا، كثير من الناس ينكر المسلمات، ويلجأ إلى الانغلاق على أفكاره واعتبارها الحقيقة المطلقة، بعضهم لا يعطي نفسه حتى فرصة طرح هذا الفكرة: "قد يكون غيري على صواب وأنا على خطأ".

في هذا الأمر تسلية لجميع دعاة الحق في مختلف المجالات، وتصبيراً للمثابرين لمواجهة كل ما يلاقونه من تكذيب ومعارضة من دعاة الجهل والتخلف.

إن القراءة في تاريخ الأمم وأحداث ماجرى مليء بالعبر والدروس، ويرسل رسائل تطمين بأن على كل من يسعى للخير أن يمضي قدماً ولا يلتفت لأصوات المثبطين أو المستهزئين، فمهما فعلت فلن يرضى عنك الناس مطلقاً.

وستبقى هذه الحقيقة المجردة:
فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره 
ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره.

مقالات الكاتب