الجاهل عدو نفسه، اللهـــــــﻣ فأشهـــــد ..!

 

 

 

 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
مساء الخير جنوبنا الحبيب ، مساء الخير ياعدن

ڪــــــــــــورونا...
قال تعالى :
(وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ).

حتى هذا اليوم الخميس 9 أبريل 2020م ، لم تسجل في بلدنا أي حالة اصابة بفيروس كورونا ، لله الحمد والشكر.

هناك من يريد ان يجحد بهذه النعمة ويعتقد انه بهذا الجحود سيسجل هدف سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو حتى مكسب شخصي.

يدعون إلى فتح المساجد والأسواق وصالات الأفراح وغيرها من أماكن التجمعات البشرية التي اثبت بالدليل القاطع في العالم اجمع وفي دول الجوار خاصة انها مصدر الوباء ووسيلة انتشاره الكارثية.

قرار الحظر والإغلاق ليس قراراً سياسيًا ولا اجتماعيًا ولا اقتصادياً ، القرار فيه مصلحة عامة للأمة ، نحن نتحدث عن موت محتم وجماعي ومرض ينتشر ويصيب الناس بأرقام مخيفة ولا علاج له ولا وقاية الا بوسيلة واحدة فقط .( خليك بالبيت) ، والعاقل من اعتبر بغيره.
  
إيطاليا حينها لم يصلها المرض وبعد تهاون السياسين وأصحاب القرار وتنافسوا في العناد واستمر الشعب المغلوب على أمره في ممارسة حياته الطبيعية ضناً منه ان الساسة ورجال الدين ووجاهات المجتمع وكبار التجار حريصين عليه وعلى علم وثقة أن البلاد في مأمن ، فحلت الكارثة والآن الشعب يموت ومنهم الساسة ورجال الدين ووجاهات المجتمع وكبار التجار.

لم يستثني المرض احد ، وهم يعضون الآن أصابع الندم ، رغم قدراتهم الطبية والصحية والأمنية والاقتصادية..
 فكيف نحن ..؟
 لا يجرب المجرب. 

العالم يشدد كل يوم الإجراءات ، مكة المكرمة، بيت الله الحرام يغلق أبوابه حرصًا وخوفاً من الله على أمة الإسلام الذي استشعر مليكها انها أمانة في عنقه.
 
في دول الجوار ودول العالم يصل الحظر إلى 24 ساعة ، وتشدد العقوبات على المخالفين يوماً بعد يوم. 

نحن لا زلنا في أمان الله وحفظه ، لكن لو دخل رجل واحد مصاب إلى سوق قات به 500 شخص فقط فهذا يعني 500 أسرة ستصاب ومتوسط عدد أفراد الأسرة 5 أشخاص فالمجموع حوالي 2500 شخص وإذا أصيب نفس العدد في مجمع تجاري ومثله في صالة أفراح وفي مسجد واحد فقط فنحن نتحدث عن 7 ــ 10 الف مصاب.

هل لدينا القدرة على العناية بكل هذا العدد من المصابين في نفس الوقت ..؟
 بالتأكيد لا. 
وهل هذا محتمل وممكن أن يحدث ؟.
بالتأكيد نعم.

منظمة الصحة العالمية تحذر من خطر محدق ببلادنا.

الأمين العام للأمم المتحدة يحذر من كارثة إنسانية في اليمن شمالًا وجنوبًا ، ويدعو إلى وقف الحرب ونحن والأشقاء في التحالف نستجيب ، لماذا ..؟

البنك الدولي يرصد ملايين الدولارات لليمن لمكافحة فيروس كورونا.. هل يعقل ان ترصد عبث ..؟.

الأشقاء في المملكة العربية السعودية يوم امس يوقعون عقود عالمية لتوفير ما يلزم لليمن وفلسطين لمكافحة كورونا..
 هل يعقل أن هذا بدون مبرر ..؟

الأشقاء في دول التحالف وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة يرسلون وبشكل عاجل الإغاثة الطبية جوًا رغم كل الصعاب لمكافحة الفيروس..
 هل من المعقول ان هذا يحدث وهم يتوقعون أن لا يصل إلينا المرض ..؟.

إن رحمة الله سبحانه وتعالى هي من اخر وصول المرض إلينا وهي من ستحول دون وصوله إلينا بقدرته وعظمته ، ولكن علينا العمل بالأسباب. 

ماذا لو لم يصل المرض إلينا .. ؟
  سنخسر جزء من عبادتنا وجزء كبير من أموالنا ومن راحتنا ومن متع الدنيا ، ولكن عليكم ان تتخيلوا ماذا لو وصل هذا الوباء الذي انهك العالم وهد الشعوب والدول العظمى إلينا ونحن فيما نحن فيه من فقر وضعف ووهن ...؟؟؟.

على وزارة الصحة والتجارة والصناعة والأوقاف والغرف التجارية ان يدلوا بدلوهم في مناشدة ونصح الناس.

وعلى رجال الدين والعلماء والمفكرين وأهل الرأي والحكمة والإعلاميين وكل من يستطيع ،ان يدلي بدلوه.

النجاح ان تسخر كل جهودك وطاقاتك في الوقاية خير من ان تخسرها في العلاج. 

(الجاهل عدو نفسه)..
اللهم اني قد بلغت 
اللهم فاشهد.
 اللهم اني قد بلغت..
 اللهم فاشهد. 
اللهم اني قد بلغت
 اللهـــــــــﻣ فاشهـــــــــد

 تحياتي
ا. د. عبدالناصر الوالي
العاصمة عــــــــــــــدن
9 أبريل 2020م

مقالات الكاتب