مبعوث السلام السابق في الشرق الأوسط "مارتن إنديك" : صفقة القرن غير عادلة وليست منصفة للفلسطينيين.

انتقالـﮯ العاصمة /متابعات /تقرير:محمد مرشد عقابي

 

قال المبعوث الأميركي الأسبق لعملية السلام في الشرق الأوسط "مارتن إنديك" أن صفقة القرن غير عادلة او منصفة للفلسطينيين، مؤكداً على ضرورة رفض مخططات الضم الإسرائيلية لإنقاذ جهود ومساعي حل الدولتين.

وشدد "إنديك" على ان التحركات الأحادية محظورة بحكم سياق اتفاق "أوسلو" الذي ينص على أهمية عدم قيام أي من الطرفين بمثل هذه الخطوات الإنفرادية.

وأكد في تصريحات صحفية ان الضم هو مضاد للتفاوض، وان استعداد فريق "ترامب" للسماح بحدوث الضم او تشجيعه هو سبب آخر لإخفاق خطة ترامب للسلام، كما ان الفلسطينيين لن يقبلوا بأي أعمال او خطوات أحادية الجانب.

واستطرد "إنديك" قائلاً : الحقيقة ان عدم تنفيذ "نتنياهو" خطة الضم، جاء نتيجة طبيعية لفهم من جانب "جاريد كوشنر" ان ذلك سيجعل من المستحيل على الفلسطينيين قبول الجلوس على طاولة المفاوضات، وأيضاً الدول العربية سترفض بدورها رفضاً قاطعاً هذه الخطة الجنونية، مشيراً الى ان أسوأ ما قد يحدث هو ان يتم تطبيق مخططات الضم الأحادية لأن ذلك سيقضي على الأمل في تحقيق حل الدولتين وسيخلق العديد من التداعيات غير السارة على الإسرائيليين بكافة المستويات.

وأضاف : نحن قريبون للغاية من الوصول إلى مرحلة نزاع مستمر لعقود قادمة من الزمن، والإبتعاد عن حل الدولتين سيمثل مأساة كبيرة للفلسطينيين الذين يعانون كثيراً في حياتهم، مهيباً بكافة القوى الدولية الحية الإسراع في إنقاذ هذا الحل، فدولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية مع حقوق متساوية للمواطنين في كل منهما هو السبيل لإحلال سلام مستديم.

كما أبدى "إنديك" توقعاً بانه ومع اقتراب موعد إنتخابات الرئاسية الأميركية في "نوفمبر" المقبل يزداد إحتمال ان يحاول "كوشنر" بث الحياة في (خطة الضم) في سبتمبر او أكتوبر المقبلين وذلك لكي يخلق تأييداً أكبر بين الإنجيليين الذين يشكلون ما نسبته 60% تقريباً من إجمالي مؤيدي الرئيس الحالي " دونالد ترامب"، لأفتاً الإنتباه الى ان هناك صوتاً قوياً موحداً من جانب الديمقراطيين ضد خطة "الضم"، وأنهم اذا نجحوا في الإحتفاظ بالأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب ونجحوا كذلك في الوصول الى البيت الأبيض ومجلس الشيوخ فلن تكون هناك فرصة للحصول على موافقة أميركية على عملية الضم.

وجدد المبعوث الأميركي الأسبق لعملية السلام في الشرق الأوسط تأكيده بان رؤية الرئيس "ترامب" للسلام بين (فلسطين وإسرائيل) غير منصفة وغير عادلة، سيما وكل قضايا الوضع النهائي المتمثلة بالحدود والأمن والقدس واللاجئين والإعتراف المتبادل، قرر "كوشنر" ومستشارو "ترامب" الآخرون تجييرها وحلها لصالح "إسرائيل" على حساب أصحاب الحق.

وأستدرك "إنديك" قائلاً : الإدارة الأميركية الحالية أستمعت الى المواقف الإسرائيلية وتبنتها وتجاهلت مظالم وحقوق الطرف الآخر، لذا من غير المعقول ان يصمت الفلسطينيون او يوافقوا على التفاوض على هذا الأساس، موضحاً بان إدارة الرئيس الأميركي الحالي "ترامب" قررت تشكيل لجنة لرسم حدود دولة فلسطين سميت بـ"لجنة سايكس بيكو"، وأعضاء هذه اللجنة من الأميركيين والإسرائيليين فقط دون مشاركة من الطرف الفلسطيني، مبدياً تعجبه وإستغرابه ان يتم ترسيم حدود دولة دون وجود ممثلين شرعيين لها، منوهاً الى ان أهم مظلة دولية على أساسها يتم حلحلة الصراع "العربي - الإسرائيلي" هي قرارا مجلس الأمن الدولي (242 و338).

ومضى يقول : المشكلة مع "صفقة القرن" أنها تحاول تحاشي القرار (242) بالقول ان المفاوضات يجب أن تقوم على أساس روح القرار، ولكنهم يستخدمون هذه الصيغة تحاشياً للقول ان المفاوضات يجب ان تقوم صراحة على أساسه والأمر نفسه يتكرر بالنسبة لمبادرة السلام العربية التي تدعو الدول العربية لإرساء السلام مع "إسرائيل" لكن بعد حل النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، إلا ان خطة "ترامب" وضعت هذا جانباً وأعتقد ان هذا خطأ جسيماً، واعتقد بان هناك حسابات سياسية وراء توقيت إعلان الصفقة، فليس مصادفة الإعلان عنها عشية الإنتخابات الإسرائيلية التي خاضها "نتنياهو" وكان الهدف منها محاولة مساعدته على الفوز، كما ان خطة "ترامب" تهدف أيضاً الى مساعدته انتخابياً خاصة بين أنصاره الإنجيليين المهمين جداً بالنسبة له.

ورأى "إنديك" انه من المهم لأي شخص يريد تحقيق السلام في الشرق الأوسط أن يكون حريصاً جدا بشأن مسألة القدس، ومن واقع خبرتي اعتبر "القدس" من أكثر القضايا حساسية وتعقيداً كونها ترتبط بالديانات الثلاث الكبرى، وعلينا ان نكون على قدر كبير من المسؤولية والحرص، وأقولها من واقع الخبرة والمعرفة والدراية ومن واقع معاصرتي للعمل الدبلوماسي في هذه المنطقة شديدة الحساسية، إذ ان أصابعي قد احترقت نتيجة لما حاولناه في عهد الرئيس "بيل كلينتون" عندما اقتربنا من وضع حل نهائي لهذه القضية لكن مساعينا في هذا الإتجاه افشلت نتيجة تعنت الطرفين تجاه بعض المسائل التي ظلت محل نقاش ثانوي.

واختتم "إنديك" تصريحاته الصحفية متوقعاً ان تتغير بوصلة السياسة الأميركية تجاه مجمل قضايا الشرق الأوسط ومنها الصراع العربي - الإسرائيلي في حال فوز المرشح الديمقراطي "جو بايدن" في الإنتخابات الرئاسية القادمة.