الفقيد بلفقيه .. روزنامة النضال الذي غادرنا بصمت ..!
فجعنا اليوم برحيل المناضل الجسور، والمقاوم الصلب، احمد بلفقيه في مسقط رأسه بتريم بعد حياة حافلة بالنضال والكفاح ذودا عن القضية الجنوبية.
نعم فقد عرفنا المغفور له احمد بلفقيه مناضلا في البدايات الاولى للحراك الجنوبي، أيام القبضة الحديدية لأجهزة عفاش القمعية، الذي تعرض خلالها للاعتقالات والتعذيب على يدهم، كل تلك الأساليب والممارسات الرهيبة، لم تثنيه عن مواصلة النضال الذي ابتداه، ومعه كثير من مختلف محافظات الجنوب.
ما يميز سيرة الفقيد بلفقيه انه مناضل عرفته ميادين عدة ؛ وكل ميدان كانت له فيه بصمة لا تنسى، منها النضال السلمي في المظاهرات وترؤسه لمجلس الحراك في تريم، ونضال من أجل إيقاف والتصدي لممارسات مافيا النفط التي تعبث بنفط وخيرات حضرموت، إضافة إلى نضاله المعرفي عن طريق محاولته تجديد وتنوير الخطاب السياسي الجنوبي، من خلال المقالات الصحفية التي تطرقت لمختلف القضايا على الساحة الجنوبية.
لا زلت اتذكر أخبار اعتقال وتعذيب الفقيد بلفقيه وهي تتصدر صفحات جريدة الأيام (المنبر الاعلامي الوحيد في الجنوب في تلك الفترة) في عنفوان القمع والترهيب التي مارستها ضده قوى الاحتلال الشمالي، امعانا وانتقاما للدور الفعال الذي كان يقوم به، ضد لوبي النفط والجريمة، ونضاله السياسي، في وادي حضرموت.
ونحن اليوم نترحم على روحه الطاهرة، نتذكر المرض العضال الذي الم به في سنوات عمره الأخيرة، وتجاهل الجهات المختصة في الجنوب، عن رد الاعتبار لسنوات طويلة قضاها دفاعا عن الجنوب وقضيته، وهاهو اليوم يغادرنا بصمت ودون ضجيج بعد أن ملاء الدنيا نضالا وكفاحا، وبعد أن خاض صولات وجولات لا يستهان بها في سبيل إعادة الحقوق لأهلها، والتصدي لمشاريع الفساد، وقوى الغطرسة والاحتلال الشمالي،
في حضرموت بشكل خاص، والجنوب بشكل عام.
لا يسعنا في الاخير الا ان نرفع عظيم التعازي واحرها إلى الزميل والصديق العزيز ولده حسن، وأخيه الإعلامي محمد وكافة إخوانهم واسرتهم الكريمة، ونقول لهم عظم الله اجركم واحسن عزاءكم، ورحم الله الفقيد برحمته الواسعة، واسكنه فسيح جناته، وجعل قبره روضه من رياض الجنه، وألهمكم وجميع اهلكم وذويكم الصبر والسلوان
إنا لله وإنا إليه راجعون
#صالح_مساوى