منسقية الانتقالي الجنوبي في جامعة عدن تنعي البروفيسور "يعقوب عبدالله"
تنعي الهيئة التفيذية لمنسقية المجلس الانتقالي في جامعة عدن والهيئة التنفيذية لمنسقية كلية التربية عدن وفاة العالم العلم المخضرم البروفيسور د. يعقوب عبدالله قاسم الذي توفاه الله تعالى صباح هذا اليوم الأحد الموافق 19 سبتمبر 2021م في مستشفى الصداقة بعدن بعد رحلة طويلة مثمرة في ميدان التعليم العام والجامعي والعمل الوطني في جنوبنا الحبيب . تنعيه المنسقيتان إلى منتسبي كلية التربية عدن ومنتسبي جامعة عدن بوجه عام وإلى شعبنا في الجنوب كافة.
لقد رحل هذا العالم الجليل ونحن في معركة شرسة مع الأعداء من اجل الاستقلال والسيادة والحياة الكريمة والعلم والعمل والتربية الحقيقية السليمة للأجيال، فقد كان الفقيد رحمه الله ممن أصل لهذه المكاسب والقيم في دولة الجنوب السابقة التي قضت عليها قبائل الشمال الغازية عام 1994م .
لقد كان الفقيد جنديا مثابرا وملتزما في كل موقع تبوأه رئيس قسم أو عميدا لهذه الكلية أو تلك أو خارج هذه المناصب الأكاديمية و الإدارية فقد كان عضو هيئة تعليمية مثاليا في أداء واجبه التدريسي والبحثي وغيره.
ونحن إذ ننعي هذه الشخصية الأكاديمية والإدارية الاستثنائية فإننا نتقدم بخالص العزاء والمواساة إلى اهل الفقيد وذويه وزملائه وطلابه ومحبيه وأصدقائه وإلى منتسبي جامعة عدن كافة.
الأستاذ الدكتور يعقوب عبدالله قاسم رحمه المولى تعالى من مواليد قرية الفرشة في طور الباحة محافظة لحج في نوفمبر عام ١٩٤٨م تلقى تعليمه الأول في مدارس لحج ودرس المرحلة الثانوية في عدن في مدرسة الجلاء متخرجا منها عام ١٩٧٠م وفي بداية السبعينيات من القرن المنصرم ابتعث للدراسة الجامعية في الاتحاد السوفيتي في علوم الكيمياء ونال درجة الماجستير عام 1975م ليعود إلى عدن مشاركا في توطيد أركان التربية والتعليم في بلادنا وفي تأسيس التعليم العالي حيث تأسست جامعة عدن 1975م وفي عام ١٩٨٣م نال درجة الدكتوراه في الكيمياء العضوية في جامعة التكنولوجيا في الاتحاد السوفيتي تلك الجامعة التي ظل يزورها كل عام زيارة علمية بحثية حتى سنوات قريبة هي سنوات الحرب التي اخرجت بلهاء السياسة وسجنت العلماء والمثقفين في منازلهم . ولمدة عام واحد عمل عميدا لكلية الهندسة جامعة عدن وفي العام نفسه ١٩٨٦م عين عميدا في كلية التربية العليا كلية التربية عدن حتى عام 1995م بعد حرب الاحتلال حين تم تغيير المسؤولين عن التعليم العام والجامعي لأهداف سياسية في ظل نشوة النصر الكاذبة
التي شعر بها حلفاء يوليو ٩٤م ، بعد ذلك عاد رئيسا لقسم الكيمياء في كلية التربية عدن ولم يعتكف في منزله أو يتوان عن واجبه وكان يردد انما أنا جندي حيث عينت وكلفت . وخلال عامي 97/ 98 م عين مديرا للدراسات العليا في الجامعة التي تتبع نيابة شؤون الدراسات العليا والبحث العلمي ، وفي عام 2001 م عين عميدا لكلية التربية صبر حتى عام 2004م وفي العام نفسه عين عميدا لكلية التربية عدن للمرة الثانية حتى عام 2010م كل هذه المؤهلات والخبرات المتراكمة كانت ترشحه رئيسا لجامعة عدن وعند قيام المبادرة الأكاديمية في 2015م رشح من قبل المبادرة في مقدمة الأسماء المقترحة لرئاسة جامعة عدن ولكن رئاسة الجمهورية رمت بذلك الترشيح عرض الحائط . وفي عام 2016م عين عميدا لكلية التربية عدن للمرة الثالثة بعد إقالة عميدها الناجح الدكتور محمد عبدالله الفقيرية لمدة عام واحد ثم اقيل عام 2017م
لقد عين حينها مؤقتا لكي يغطي تعيينه خطأ إقالة العميد السابق
لأن أستاذنا يعقوب جندي كما قال عن نفسه رحمه الله فهو لا يستطيع إلا أن ينهض وينفذ اي تكليف اسند إليه ، فقد كان رفيقا في تعامله سواء مع رؤسائه او مع مرؤوسيه فنسأل الله تعالى أن يرفق به .
وظل بعد إقالته تلك ذلك الجندي المثابر المخلص أستاذا في قسم الكيمياء يزامل طلابه الذين تخرجوا على يده في كل مراحل تعلميهم ويقف معنا في طابور استلام الراتب
كل شهر رحمه الله.
شارك رحمه الله قبل سنوات في الإعداد والتحضير لقيام جامعة لحج ومن ثم همش كما همشت اللجنة المكلفة بذلك وجمد عملها إلى أن صدر القرار الرئاسى بتشكيل قيادة مؤتمرية لهذه الجامعة الجديدة في آخر يوم من حياة فقيدنا الحبيب الدكتور يعقوب عبدالله قاسم اي في تاريخ ١٨ ٩ ٢٠٢١م ، كما كان في مقدمة مؤسسي كلية العلوم في جامعة عدن قبل سنوات .
نشر ابحاثا عديدة في الكيمياء العضوية داخل الوطن وخارجه
وحضر دورات بحثية كثيرة في مجال تخصصه في الكيمياء العضوية
وشارك في مؤتمرات علمية عديدة
في الداخل والخارج.
لقد قدم هذا الإنسان العظيم كل شيء كان يقدر عليه في سبيل جامعته ووطنه ولكنه في نهاية حياته وخدمته لم يحظ بأي اهتمام من قبل الجامعة مع انه كان يعاني بصمت وعز وشموخ مثله مثل الذين رحلوا من الأساتذة المخضرمين المؤسسين وغيرهم الذين يعانون وينتظرون المصير نفسه . فالجامعة -مثل الحكومة والدولة- قد رفعت يدها عن الاهتمام بمنتسبيها وقت حاجتهم إليها في ظل عدم وجود نقابة مستقلة وفاعلة ومؤسسية وشرعية والله المستعان .
سلام عليك أستاذنا وانت تغادر هذه الدنيا الفانية إلى بارئك، فقد عرفناك ونحن طلاب ثم ونحن معيدون ثم ونحن مدرسون إلى أن أصبحنا اساتذة بحمد الله تعالى فكنت ذلك الأستاذ والأب والصديق ، نهلنا منك قيم العلم والعمل والأخلاق والسلوك والانضباط وروح العدل والعفة والورع ، فجزاك الله تعالى عن كل ذلك خير ما يكون الجزاء وتقبلك
مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
أنا لله وإنا إليه راجعون
صادر عن الهيئة التنفيذية
لمنسقية الانتقالي في جامعة عدن
والهيئة التنفيذية لمنسقية كلية التربية عدن.